قامشلو/ جوان محمد ـ
الاهتمام بالمرأة بالمجالات كافة موجود في الإدارة الذاتية، ولكن المرأة الشابة الرياضيّة لم تحصل بعد على حقها في الاهتمام من جميع الجوانب. ولكن؛ إلى متى؟ مطالب باليوم العالمي للمرأة من اللاعبات في الاهتمام أكثر بالرياضة الأنثويّة.
مع قيام ثورة روج آفا عام 2012، التي كانت المرأة الريادة فيها، وضمن الإدارات الذاتية التي أُعلن عنها في كانون الثاني من عام 2014، المرأة أصبحت رئيسة مشتركة وحاضرة بقوة في كافة الهيئات، والاهتمام واضح بالجانب الاقتصادي والعسكري والسياسي وإلخ.. ولكن رياضياً هي مهمشة فالكثيرات من البطلات من لاعبات روج آفا لم يحصلن على التكريم المناسب والذي يليق بهن، ففي لعبة التايكواندو وصلت للعالمية وفي كرة القدم على مستوى سوريا وفي لعبة الطاولة والكاراتيه والسلة والطائرة على صعيد شمال وشرق سوريا ولكن من كرّمهن؟ ومن تذكرهن؟.
شعارات براقة فقط
“نتوقع لا يعرفون شكلنا حتى!” مالا رمضان ابنة مدينة قامشلو ذات الـ 22 ربعياً وهي بطلة من بطلات فريق روج ضمن مدرسة نمور التايكواندو الدولية تُبرز في حديثها هذا الكلام وتقصد به الجهات المعنية بشؤون المرأة فمكتب الألعاب الأنثوية في الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة يحاول تقديم الدعم بحسب الإمكانات المتوفرة ولكن لا يفي بالغرض في أغلب الأوقات، وتتسأل ضمن حديثها لصحيفتنا “روناهي” أين هم من يرفعون شعارات دعم المرأة في كل المناسبات من المرأة الشابة الرياضية؟.
فريق روج تشكل منذ عام 2016 ضمن مدرسة نمور التايكواندو الدولية التي تأسست عام 2009، هذا الفريق والمدرسة أوصلوا اسم الاتحاد الرياضي وروج آفا للمحافل الدوليّة وحققوا إنجازات كبيرة وجلبوا ميداليات ملونة، ولكن حتى الآن اللاعبات ضمن المدرسة وهن بطلات على مستوى إقليم الجزيرة وسوريا وحققن إنجازات عالمية لم يحصلن على الاهتمام المطلوب من الجهات المعنية بالمرأة، وهذا ما أشارت إليه مالا رمضان لاعبة فريق روج ضمن مدرسة نمور التايكواندو الدولية في كلامها: “لا يسألون علينا إلا بالسنة مرة! كيف لا أحد من الإدارة الذاتية والهيئات المهتمة بشؤون المرأة العاملة فيها يقومون بتكريم بطلات التايكواندو اللواتي جلبن ميداليات ملونة على صعيد عالمي؟، هل يُعقل يدعوننا اليوم للمشاركة للاحتفال بيوم المرأة العالمي ولا يعلمون شيئاً عما فعلناه من إنجازات؟ ولكن نحن لم نتوانَ عن دعم رياضة المرأة ولعبة التايكواندو وسنعمل بكل ما يقع على عاتقنا للارتقاء بواقع رياضة إقليم الجزيرة النسائية”.
إنجازات محليّة ودوليّة للمدرسة
ـ المركز الثالث بالترتيب العام على مستوى سوريا عام (٢٠١٠).
ـ المركز الأول بالترتيب العام على مستوى سوريا عام (٢٠١١) فئة الزهرات.
ـ المركز الثاني بالترتيب العام في الأولمبياد السوري الأول عام (٢٠١١).
ـ التحضير للمشاركات الخارجية عام (٢٠١٢).
ـ معسكر تدريبي في هولير/ إقليم كردستان عام (٢٠١٣).
ـ الحصول على أول إنجاز دولي في مدينة/ أوردو التركية/ بطولة أكسجين أنتر ناشيونال/ عام (٢٠١٣)، حيث استطاعت مدرسة نمور التايكوندو الدولية من إحراز خمس ميداليات ملونة.
ـ التمكن من اجتياز الحزام الأسود الدولي لعدد كبير من السيدات.
ـ التحضير لسلسة من المشاركات الدولية عام (٢٠١٥).
ـ التمكن من حصد أربع ميداليات ملونة في بطولة البرق الدولية بالأردن عام (٢٠١٦).
ـ تثبيت المشاركة في بطولة العالم عام (٢٠١٧) كوريا الجنوبية.
ـ المشاركة في بطولة كأس النخبة الدوليّة والحصول على ميداليات دوليّة ملونة عام (٢٠١٨) أردن ـ عمان.
ـ المشاركة في فاستيفال هولير الدولي/ دورة مدربين وحكام/.
ـ المشاركة في بطولة السليمانية المفتوحة في العراق والحصول على ميداليتين ذهبيتين وفضية عام (٢٠١٩).
ـ المشاركة في بطولة كأس النخبة الدولية /العاشرة/ والحصول على المركز الأول في الترتيب العام للسيدات بذهبيتين وفضية.
ـ المشاركة في بطولة بيروت المفتوحة المصنفة عالمياً (G1) والحصول على فضية وبرونزيتين.
هذه بعض من الإنجازات السابقة لفريق روج ومدرسة نمور التايكواندو الدولية ناهيك عن الفوز بميداليات ملونة في عام 2020 عبر بطولات أونلاين بمصر وتونس.
لاعبات فريق روج يشرفن على بطولات الشباب والسيدات للتايكواندو في إقليم الجزيرة بالتحكيم والإشراف ونلن شهادات وأحزمة دولية، ونظمن برعاية من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بطولة لسيدات التايكواندو لاقت نجاحاً كبيراً وكانت تنظيماً تصل إلى مستوى عالمي بجهود لاعبات وبطلات روج آفا.
واختتمت لاعبة فريق روج ضمن مدرسة نمور التايكواندو الدولية مالا رمضان حديثها بالقول: “في الكثير من الاجتماعات والمناسبات تخرج الشعارات الفضفاضة عن أهمية دور المرأة، ولكن في مجال الرياضة ودعم المرأة الرياضية لم نجد غير الشعارات فقط على الواقع لا شيء يُذكر، وكدعم حقيقي لم نحصل عليه من الجهات المعنية بشؤون المرأة حتى الآن، وأبارك يوم المرأة العالمي على كل لاعبات التايكواندو وعليهن الاستمرار رغم كل المصاعب وعدم تقديم الدعم لهن لا مادياً ولا معنوياً كما يجب”.
نراهم يوم التصوير فقط
لعبة كرة القدم تلك الرياضة التي كانت حكراً على الرجال فقط، اليوم في ظل مجتمع ما زال متعلقاً بالكثير من العادات والتقاليد يعتبر إنجازاً كبيراً، فتيات من مختلف المناطق في روج آفا لعبن ضمن فرق لنوادي في إقليم الجزيرة، منذ عام 2017 تقام من قبل المكتب الأنثوي في الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بطولات كدوريات ومسابقة الكأس لسيدات كرة القدم، والنتائج كانت رائعة فيما بعد، حيث هذه اللاعبات اللواتي نلن الاهتمام الأكبر من نواديهن رغم كل الظروف الصعبة، فقد حققت لاعبات من إقليم الجزيرة من نوادي قامشلو وأهلي عامودا وجودي وفدنك ألقاب على مستوى سوريا كسيدات عامودا اللواتي حققن لقب أول دوري سوري لموسم 2019 ـ 2020، وسيدات الخابور اللواتي تصدرن مرحلة الذهاب في النسخة الثانية من الدوري السوري لموسم 2020 ـ 2021، ومثلت سيدات الخابور لاعبات نادي قامشلو وفدنك من إقليم الجزيرة، والنادي يستعد لمرحلة الإياب ورحلة “التسول” تقوم بها إدارة نادي قامشلو للحصول على بعض الدعم في ظل تقاعس الاتحاد السوري التابع للحكومة السوريّة وإدارة نادي الخابور التي تقول بأنها لا تملك الإمكانات لدعم اللاعبات وها هن سوف يغادرن لدمشق في الفترة القادمة بدون أي دعم حقيقي يُذكر.
“غداً لو حصلنا نحن سيدات الخابور على المركز الأول سنجد الكثيرات والكثيرين يتفاخرون بنا ويقولون هن بطلات روج آفا ويمثلوننا ولكن أين دعمكم ساعة الحاجة؟”. هكذا قالت رهف حسين لاعبة نادي قامشلو في دوري إقليم الجزيرة ولاعبة نادي الخابور في الدوري السوري والحسرة في قلبها لما تعانيه سيدات النادي حتى الآن بدون سند حقيقي لهن طوال مسيرتهن الكروية والتي بدأت في عام 2016 كأول نادي مرخص يشكل فريقاً للسيدات وهو نادي قامشلو.
رهف تقول “إلى متى نسافر ونحقق الإنجازات ونعود ونشاهد فقط وعود وتصوير معنا من قبل الجهات المعنية بالرياضة والمرأة؟، من سيقف معنا وقفة حقيقية ويدعم النادي بدون شروط؟ ألا نستحق الدعم ونحن نغني بلغتنا الأم الكردية بملاعب دمشق؟ إلى متى الجهات المعنية بالمرأة تطرح الشعارات ولا تطبق بالأفعال بدعم المرأة الرياضية؟”.
وفي ختام حديثها قالت لاعبة نادي قامشلو والتي تمثل سيدات الخابور في الدوري السوري رهف حسين: “في يوم المرأة العالمي يجب أن يدرك الجميع بأننا نقاوم كل الظروف وعيدنا الحقيقي عندما نجد الاهتمام بنا كلاعبات ويقدم لنا الدعم من كافة النواحي وعلى كل مرأة شابة رياضية الاستمرار بلعبة كرة القدم ولا بد أن يأتي يوم ويدرك الجميع كنا نحقق الإنجازات بمجرد دخولنا ملاعب كانت للرجال فقط، ولكن بفضل إدارات النوادي وتشجيع أهلنا وإقامة الاتحاد الرياضي البطولات وصلنا لما نحن عليه الآن، وليس بدعم من أي جهة تدّعي دعم المرأة من منظمات وهيئات وإلخ”.
