أثَّر المحيط الذي عاش فيه سواءً في أضنة أو في إسطنبول عليه كثيراً، حيث كان الجميع من حوله يتكلمون التركية -حتى الكُرد أنفسهم- أدرك غوني حينها الموقف العِدائي الواضح للأتراك تجاه شعبه الكردي بشكلٍ خاص والأقليَّات بشكل عام. تعرَّض للإعتقال للمرة الأولى عام 1961 بعد مشاركته في مظاهراتٍ يسارية واتِّهامه بالدعاية للشيوعية. توجه غوني بعدها لإبراز معالم هوية شعبه الكردي عبر السينما من خلال أفلام سينمائية، حيث يُسلِّط الضَّوء فيها على المُعاناة والحِرمان والظُّلم الذي يتعرض له شعبه مما يضطره إلى ترك موطنه والهجرة إلى المدن التركية بحثاً عن عملٍ يعتاش منه، إلى جانب التهجير القسري الذي يتعرض له من جانب الأنظمة الحاكمة في تركيا. هذه الأعمال الروائية والسينمائية جعلت منه شخصاً مغضوباً عليه، فهو في عُرف المؤسسة الرسمية التركية متمرد ومنشق لأنه ينتقد ويحتج على السياسات التركية المطبقة بحق شعبه، لذا تم التَّعتيم عليه رغم براعته وتفوقه في الكتابة والتمثيل والإخراج السينمائي وحصوله مع أفلامه على جوائز عديدة في مهرجانات داخلية وخارجية.
السابق بوست
القادم بوست