سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ومن الخطأ ما قتل

د. درر سمير الصوفي
د. محمد فتحي عبد العال_

لا أحد يعبر معترك كلية الصيدلة دون أن يمر بهذه الصيدلية متدرباً ومتعلماً، ومن ذا الذي لا يعرف صاحبها دكتور (عثمان) ضخم الجسد، متوسط الطول، قليل الحركة، يقضي يومه ونهاره داخل صيدليته، يكفي أن تمر وتطرح عليه سؤالاً ولو عابراً، ليباغتك بحديث لا ينتهي في كل مجالات المعرفة المرتبطة بسؤالك.
لم يتزوج الدكتور “عثمان” طيلة حياته لذلك كانت حياته هي الصيدلية، وأبناؤه جموع الطلبة من كلية الصيدلة ممن يتهافتون على صيدليته للتدريب داخلها في مجموعات يخطط لها بدقة، ويضع لها برنامجاً منظماً طوال أشهر الصيف، ويبدأها دوماً بشرح قانون الصيدلة، ذلك القانون الصادر منذ عام 1955م، ولم يطرأ عليه تغيير من حينها، وكثيراً ما يفاخر بنسخة نادرة لم يطلع عليها غيره من الفارماكوبيا المصرية، ويحكي أن ألمانيا اقتبست منها لتحاكي محتواها العظيم في الخمسينات.
وكان الصيدلاني (طاهر) في السنة الثانية من الكلية، ونظراً لضيق ساحات التدريب واحتياجه للساعات التدريبية كإحدى متطلبات واشتراطات الكلية، فاضطر للالتحاق ببرنامج الدكتور “عثمان”، بالرغم من عدم قناعته بجدواه، فبرنامجه من وجهة نظره برنامج قديم أكل عليه الدهر وشرب، وقصصه عن اكتشاف “التتراسيكلين والكلورامفينكول” أضحت من تاريخ العلوم كما أن برنامجاً يخلو من أخلاقيات المهنة (code of ethics)، ماذا عساه أن ينفع جموعاً من الصيادلة هم في أشد الحاجة لتعلم الميثاق الأخلاقي، الذي يحكم تعاملاتهم في ضوء التطور العالمي ولكن ما باليد حيلة.
بدأ “طاهر”، يستمع لطريقة الدكتور “عثمان” في فنون البيع، وكيف يصف المضادات الحيوية تبعاً لشكوى المرضى، وكيف يصف أنواعاً من أدوية الضغط والسكري للمرضى، ويباهي أن المرضى في منطقته لا يزورون سواه ولا يقتنعون بغير أدويته.
ظل طاهر يستمع ويشاهد دون أن ينبس ببنت شفة، لكن ذلك التزاحم الذي يشاهده من أهل المنطقة حول الدكتور عثمان دفعه للحديث معه: “سيدي أرى أن وصف المضادات الحيوية وأدوية الضغط والسكري ليست من مهام الصيدلاني، فهي من اختصاصات الأطباء”.
الدكتور عثمان، مجيباً: “للأسف يا بني، أنت لم تعش العصر الذهبي لهذه المهنة حتى تتفهم أن دور الصيدلي أكبر وأعم مما يتحدثون به الآن”.
متابعاً: “أتدري يا بني أن الصيدلاني كان الدليل لكل تائه في أي منطقة قبل اختراع ما يسمونه (جي بي أس)، وهو الطبيب والممرض لكل أهل منطقته قبل نشأة العيادات الخاصة والمستوصفات، مضيفاً، لقد صنع الصيدلي منذ القدم مكانة هامة، فأتمنى ألا تضيعوها يا شباب اليوم والغد”.
طاهر: “يا سيدي، نحن في زمن التخصص والجودة الطبية، والتوصيف الوظيفي المحدد للمهام والصلاحيات وفقاً للمؤهلات والدراسات، فقد مضى عهد الرجل “الكشكول” العالم بكل العلوم ظاهرها وباطنها، وأصبحنا في زمن الدراسات والأبحاث التي تحدد طرق التشخيص والعلاج، ومع هذا النمو المعرفي المتسارع أصبح من الواجب التقيد بالتخصصات المختلفة واحترامها”.
في تلك اللحظة دخلت إحدى نساء المنطقة، وفي قبضتها دجاجة يبدو عليها الوهن، وراحت تولول: يا دكتور عثمان أدركني، فدجاجاتي كما ترى بدا عليهن الإعياء منذ أسبوع. ماذا أفعل ؟!
الدكتور عثمان غاضبا: وهل تذكرتي الآن أن تأتي؟! لما لم تأت مبكراً، أم أننا ننتظر الكارثة حتى تقع ثم نحزن بعدها ونولول؟!
وسرعان ما دخل الدكتور “عثمان” معمله، وشرع بتحضير محاليل من “التتراسيكلين والكلورامفينكول”، ومن ثم أعطاها للمرأة وشرح لها أن تضعها في مياه الشرب والعلف بجرعات محددة”.
هنا دُهش طاهر سائلاً الدكتور عثمان بعد انصراف المرأة: “ما هذا يا سيدي ؟! هذا ليس من مهامنا قط، هذه وظيفة الطبيب البيطري”.
رد الدكتور عثمان بهدوء: “يا بني، الصيدلي هو المختص الأول بالدواء، هذه قاعدة ذهبية، ولو عشت عصرنا الذهبي منذ أربعين عاماً لما قلت كلاماً كهذا”.
وقبل أن ينطق طاهر راح الدكتور عثمان يطرح عليه سؤالاً بعد آخر:
ـ هل تدري ما آلية عمل التتراسيكلين ؟!..
طاهر: لا أتذكر يا سيدي.
الدكتور عثمان: يثبط إنتاج البروتين البكتيري عن طريق منع ارتباط الحمض النووي RNA (اللازم لصنع البروتين) مع الريبوسوم البكتيري.
ـ وهل تدري آلية عمل الكلورامفينكول؟!
طاهر: أعتقد أنه يثبط التخليق الحيوي للبروتين أيضاً، عبر الارتباط الذي لا رجعة فيه مع الريبوسومات البكتيرية.
مضيفاً: ولكن هذا كله لا يمنع أن الصيدلي ليس مختصاً بتشخيص الأمراض، ومن ثم علاجها بدلاً عن الطبيب.
عاد الدكتور عثمان لحديثه وكأنه لم يسمع شيئاً من طاهر:
ـ أتدري يا طاهر أننا نعيش في عالم الرنا؟!
طاهر: وكيف يا سيدي؟!
الدكتور عثمان: الرنا (RNA) القادر على التضاعف الذاتي هو الأسبق في الحياة من الدنا (DNA) والبروتين، فالرنا (RNA) قادر أن يخزن ويضاعف المعلومات الجينية، مثل الدنا (DNA) الذي أتى كمرحلة تطورية واشتقاقية منه، كما أن إنزيمات الرنا (الريبوزيم) لها القدرة على تحفيز التفاعلات الكيميائية الأساسية للحياة بالبدء والتحفيز تماما مثل الإنزيمات البروتينية.
طاهر: رائع يا سيدي، هذه المرة الأولى التي أعرف عنك هذا الإلمام الواسع بالبيولوجيا الجزيئية، ولكن لازالت نقطة الخلاف بيننا كما هي.
الدكتور عثمان: لا خلاف يا بني، انظر إلى التتراسيكلين وقدرته على كبح إنزيم الفوسفوريلاز عديد النوكليوتيد، هل تعرف يا طاهر من اكتشف هذا الإنزيم؟!
قال طاهر: لا أعلم.
الدكتور عثمان: لقد اكتشف بواسطة (ماريان غرونبرج ماناغو) عام 1955م، ونشرت بحثها مع (سيفيرو أوتشوا) في مجلة الكيمياء الحيوية، وكانا يظنان أن هذا الإنزيم مسؤول عن تخليق الرنا (RNA)، وفازا معاً بجائزة نوبل، ثم اتضح لاحقاً أن هذا الإنزيم مسؤول عن تفكيك الرنا ((RNA وليس تخليقه.
شعر طاهر، أن الرجل يهذي على الرغم من أنه يسرد حقائق علمية طريفة بشكل دقيق.
الدكتور عثمان مقهقهاً: أتدري لماذا أخفقا، وانطلى هذا الزيف على العالم لسنوات؟!
سأل طاهر باهتمام: لماذا؟!
الدكتور عثمان مجيباً: لأنه لا يوجد بينهما صيدلاني، لقد أقحما أنفسهما في مساحة أكبر منهما، لذا، أقول دوماً الصيدلاني أولاً.
طاهر: يا سيدي هذا من قبيل التجارب، والتي تحتمل الفشل والنجاح وكلا العالمين من دارسي الكيمياء الحيوية والمتخصصين فيها كما هو واضح، فالمسألة ليست وظيفة، بل المسألة برمتها هي التخصص.
قال طاهر: خطأ دون قصد يحتمل التصويب، واجتهاد منهما يستحق الثناء، أما ما تفعله أنت يا سيدي من أخطاء، وسامحني أن أقولها تقتل بها كل يوم العشرات عن قصد ونية.
مضيفاً: فحينما تصف مضادات حيوية دون تشخيص، تسهم بزيادة معدلات مقاومة المضادات الحيوية، وبالتالي تصبح البكتريا أكثر قوة في مقاومة تأثير المضادات الحيوية لاحقاً، فتصبح أصعب في العلاج، مما يجعل المرضى في معارك خاسرة مع الأمراض التي تتطلب حقاً مضادات حيوية فقدت مع كثرة استعمالها قدرتها على مجابهة الداء، وأنت حينما تصف للمرضى أدوية للسكري والضغط والكوليسترول، فإنك تضرب بالمئات عرض الحائط، والتي تتطلب إلماماً معرفياً، ووسائل تشخيصية وأدوات معملية ليست موجودة إلا لدى الطبيب المختص.
لم يعقب الدكتور عثمان، وتظاهر بالانشغال بعدة تحضيرات جلدية في معمل الصيدلية، وعد بها بعض المرضى، فيما شعر طاهر أنه لا فائدة من الجدال مع الدكتور عثمان، والتغيير بفكره التليد، فغادر الصيدلية والتدريب دون رجعة، ففقدان بضع درجات في العملي أهون من الانصياع لهذه الفوضى القاتلة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle