قامشلو/ رشا علي –
ندد عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، ولات سعدون، بهجمات الاحتلال التركي عبر الطائرات المسيرة على مناطق شمال وشرق سوريا، وبيّن، أن هدف الاحتلال واضح من هجماته الهمجية، وهو كسر إرادة الشعوب، وخلق الرعب، وبث الفوضى في المنطقة، وتهجير السكان الأصليين، ولفت إلى تشبث شعوب المنطقة بأرضهم، والسير على خطا شهداء الحرية.
يستمر الاحتلال التركي باستهداف المدنيين في مناطق شمال وشرق سوريا، عبر الطائرات المسيرة، ويرتكب المجازر بحق المدنيين، أمام أنظار العالم، دون أن يحركوا ساكناً، الصمت المخزي للمجتمع الدولي إزاء الجرائم التركية دفع الاحتلال التركي للمضي قدماً في هذه الأفعال اللاإنسانية، وزاد من حدة الهجمات والتهديدات الاحتلالية، فالصمت دول الضامنة حيال ما يجري من جرائم تركية، يؤكد شراكتها للاحتلال التركي في أفعاله اللاأخلاقية.
منذ بداية الأزمة السورية، وانطلاق ثورة روج آفا، توحدت شعوب شمال وشرق سوريا، وأصبحت صفاً واحدا في وجه الهجمات الاحتلالية للدولة التركية، ولمرتزقتها، حيث تسعى دولة الاحتلال إلى اقتطاع المزيد من المناطق، وإعادة الحلم العثماني؛ لذلك تسعى دائماً لشن الهجمات على المناطق، وترتكب أبشع المجازر، بتحريك المجموعات المرتزقة التابعة لها.
الهجمات مستمرة منذ 2014
وفي السياق ذاته، ولمعرفة أهداف الاحتلال التركي لاستهداف المدنيين عبر المسيرات، وارتكاب المجازر في مناطق شمال وشرق سوريا، التقت صحيفتنا مع عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، ولات سعدون، الذي أشار في حديثه بقوله: “إن هجمات الاحتلال التركي، وتهديداته، ليست وليدة اليوم، بل هي مستمرة منذ عام 2014 وإلى الوقت الحالي، يستمر الاحتلال التركي منذ ذلك الوقت ارتكاب الجرائم بحق المدنيين، واحتلال المناطق، وتهجير سكانها، وإجراء التغير الديمغرافي”.
وأكد سعدون: “هجمات وتهديدات دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، لم تتوقف منذ عشرة أعوام، وهي تهدف من خلال الهجمات إلى بناء مستوطنات في المناطق السورية المتاخمة لحدودها، ومنذ بداية الحرب الروسية التركية، وانشغال العالم بها، زادت الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا”.
وتسعى الدول كلها دون استثناء إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية على حساب الشعوب المضطهدة، والهجمات التركية على المنطقة لا تستهدف الشعب الكردي فقط، وإنما تستهدف الشعوب الأصيلة في المنطقة، وبين سعدون بالقول: “في عام 2014 كان مرتزقة داعش يسيطرون على المناطق المتاخمة للحدود التركية، ولكن لم تتحرك الدولة التركية، ولم تستهدفهم بطلقة واحدة، بل على العكس من ذلك كانت الدولة التركية تمول المرتزقة وتقدم لهم الدعم اللازم، وهذا دليل قاطع، أن دولة الاحتلال التركي تحاول ضرب مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية، وتسعى لتحقيق حلمها العثماني، وإعادة أمجادها بالأساليب الهمجية، والوحشية، وعلى حساب إبادة الشعوب الأصيلة في المنطقة”.
المحتل التركي يستهدف المدنيين
وأكد سعدون، بأنه على الرغم من توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في عام ٢٠١٩ بين الدول الضامنة، وبين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، إلا أن هجمات الاحتلال التركي مستمرة، فهي تستهدف المدنيين، وتستهدف البنية التحتية للمنطقة كل يوم”.
وقال سعدون: “عندما هاجم الاحتلال التركي سري كانيه، أعربت الكثير من القوى الدولية عن رفضها، لهذا الهجوم، ولكن الاحتلال التركي، استمر في الهجوم، واحتل سري كانيه، وكري سبي، على الرغم من توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، إلا أن الاحتلال يستهدف المدنيين، ويرتكب المجازر، وتعيش تركيا اليوم أزمة سياسية واقتصادية، ودبلوماسية واجتماعية، حتى الأحزاب، التي كانت تدعم أردوغان، غيرت موقفها من حزبه، ويقفون اليوم ضد سياساته، وتعمل على تصدير أزماتها الداخلية إلى دول الجوار”.
وحول تهديدات الاحتلال التركي الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا، نوه سعدون، إلى عدم وجود أي ضوء أخضر لبدء الهجمات، وتابع: “الاحتلال مستمر في الهجمات عبر الطائرات المسيرة، واستهداف المدنيين والسياسيين، والعسكريين في مناطق شمال وشرق سوريا كلها، والهدف من ذلك كسر إرادة الشعوب، وزرع الخوف والرعب في نفوسهم، ومن خلال أفعال الاحتلال وهمجيته، يتضح بأنه لا ينتظر أن يأخذ الموافقة من أي جهة، ليبدأ هجماته الاحتلالية، وظهر ذلك جلياً في هجماته الاحتلالية على مناطق سري كانيه، ففي بداية هجماته عبرت الكثير من الدول عن رفضها لهذه الهجمات، إلا أن الاحتلال التركي استمر في هجماته، واحتل سري كانيه وكري سبي، وكان هدف تركيا استهداف المدنيين، والإداريين في مؤسسات الإدارة الذاتية، عبر الطائرات المسيرة”، وآخرها استهداف سيارتين في خانا سري، بمنطقة ديرك، يحصل كل هذا الإجرام بحق المدنيين أمام أنظار العالم، ولكن لم تتخذ أي دولة موقفاً رافضاً لهذه الأفعال اللاإنسانية”.
صمودنا في وجههم قوة لنا
وأردف سعدون بالقول: “يعتقد الاحتلال التركي، بأن شعوب شمال وشرق سوريا، سيستسلمون ويضعفون من خلال زرع الرعب في قلوبهم عبر استهداف المدنيين والسياسيين، لكنه لا يعلم بأنه في مشروع الأمة الديمقراطية، عندما يستشهد أحد القادة يظهر قياديون. ظن الاحتلال التركي بأن استهداف الشهيد “فرهاد شبلي” نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، سيؤدي إلى انهيار الإدارة الذاتية، ولكن لا يعلمون بأن الإدارة الذاتية، تزداد قوة من خلال دماء شهدائها، لقد عاهدت قوات سوريا الديمقراطية، بأنها سوف تنتقم لأجل شبلي، ونحن كحزب الاتحاد الديمقراطي، وفي مؤتمرنا العاشر، عاهدنا بدم الشهيد، فرهاد شبلي بأننا سوف نزيد حزبنا قوة، وتنظيماً، وأن يكون الشهداء حاضرين في وجداننا”.
واختتم عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي “ولات سعدون” حديثه قائلاً: “يسعى الاحتلال التركي إلى بناء مستوطنات على الشريط الحدودي، ويرتكب الاحتلال التركي ومرتزقته المجازر في المناطق، التي احتلوها كعفرين وسري كانيه، على المجتمع الدولي، أن يكسر صمته المريب، ويوقف دعمه للمنظمات، التي تبني مستوطنات لصالح تركيا، وعلى حساب تهجير الشعب الكردي، كما يجب فرض حظر جوي على المنطقة؛ للحد من هجمات المسيرات التركية، وطائراتها”.
