سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وكالة أمريكية: “داعش يهيأ الظروف للانبعاث من جديد في سوريا والعراق”

نقلت وكالة الأسوشيتد بريس عن تقرير جديد لمجموعة من خبراء الأمم المتحدة إن قادة داعش يهدفون إلى توحيد وتهيئة الظروف “للانبعاث من جديد في معاقله العراقية والسورية”. وقالت لجنة الخبراء في تقرير إلى مجلس الأمن هذا الأسبوع إن العملية أكثر تقدماً في العراق، حيث يتمركز زعيم داعش أبو بكر البغدادي ومعظم القادة في أعقاب سقوط ما يسمى “الخلافة”.
وفي سوريا، حيث تم إسقاط آخر معاقل داعش في آذار، تنتشر شبكة داعش السرية، ويتم إنشاء خلايا نائمة على مستوى المحافظات، مما يعكس ما يحدث في العراق منذ عام 2017، حسبما ذكر التقرير. وفيما يتعلق بتنظيم القاعدة، قالت اللجنة: “إن الجماعة المتطرفة لا تزال قادرة على الصمود رغم أن تهديدها العالمي الفوري غير واضح، حيث أبلغ زعيمها أيمن الظواهري عن حالته الصحية السيئة وشكوكها بشأن كيفية إدارته المجموعة”. وقال التقرير: “إن أكثر التطورات الدولية إثارة للانتباه خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019 تشمل الطموح المتزايد ووصول الجماعات الإرهابية إلى الساحل وغرب إفريقيا، حيث يتعاون عناصر داعش والقاعدة لتقويض الدول الهشة”.
وقال الخبراء الذين يراقبون عقوبات الأمم المتحدة ضد كلتا الجماعتين: “لقد زاد عدد الدول الإقليمية المهددة بعدوى التمرد في منطقة الساحل ونيجيريا”.
وفي رسالة فيديو في أواخر نيسان، قال البغدادي إن داعش “ما زال يطمح إلى أن يكون له أهمية عالمية ويتوقع تحقيق ذلك من خلال الاستمرار في تنفيذ هجمات دولية”، كما قالت اللجنة.
وقال الخبراء إن داعش  يعتمد حالياً على الهجمات التي يشنها مثل تفجيرات كنيسة عيد الفصح في سريلانكا. وذكر البغدادي التفجيرات، لكن اللجنة قالت إن قادة داعش “لم يعرفوا شيئاً” مسبقاً.
وأوضحت اللجنة أنه سواء كانت الهجمات السريلانكية كانت مدفوعة بالهجوم السابق على المسلمين في المساجد في كرايستشيرش بنيوزيلندا في آذار، فإن “سرد الصراع بين الأديان يثير القلق”.
واستشرافاً للمستقبل، قال الخبراء إن داعش “سيستثمر قدراته على توجيه وتسهيل الهجمات الدولية المُعقدة عندما يكون لديه حيّز آمن ووقت للقيام بذلك”. وأضافت اللجنة: “التخفيف الحالي لهذه الهجمات، قد لا يدوم طويلاً، ربما حتى نهاية عام 2019”.
وأكّدت اللجنة إن ما يصل إلى 30 ألف شخص أجنبي وغيرهم ممن سافروا إلى ما يسمى “الخلافة” التي أقامتها داعش في أجزاء من العراق وسوريا ربما لا يزالون على قيد الحياة “وستكون آفاقهم المستقبلية ذات اهتمام دولي بالمستقبل المنظور”.
وقال الخبراء خارج سوريا والعراق، إن داعش وتنظيم القاعدة يتنافسان على “الهيمنة والأهمية الدولية”. وقالوا إنه في أفغانستان، ما زالت هناك مخاوف بشأن التهديدات القصيرة الأجل والطويلة الأجل التي تشكلها الجماعات المرتبطة بكل من داعش والقاعدة. القاعدة وكذلك “المقاتلون الإرهابيون الأجانب المقيمين على الأراضي الأفغانية”.
وفيما يلي تقييمات الخبراء للتهديدات التي يُشكلها داعش والقاعدة في مناطق أخرى:
شبه الجزيرة العربية: تقول الدول الأعضاء في المنطقة إن الاستراتيجية المؤقتة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هي إعطاء الأولوية للحرب ضد داعش في اليمن للحفاظ على موقعه المهيمن، بدلاً من محاربة الحوثيين الذين يخوضون حرباً مع الحكومة المدعومة من السعودية.
إفريقيا: اكتسب نشاط داعش في جنوب ليبيا زخماً نتيجة الانشغال بالقتال حول عاصمة طرابلس، ويُقدر أن داعش استولى على موارد مالية كبيرة عندما سيطر على مدينة سرت. وتفاقمت زيادة حادة في أعمال العنف والتجنيد في غرب إفريقيا، بدافع من داعش أو تنظيم القاعدة، بسبب “الحدود التي يسهل اختراقها والسلطات غير المؤهلة لمواجهة التهديد المتزايد”. وفي الصومال، حركة “الشباب” التابعة لتنظيم القاعدة. تحول من الهجمات عالية التأثير إلى هجمات متكررة ومتكررة وفي نهاية المطاف يومية.
أوروبا: لا تزال الدعاية عبر الإنترنت التي تُشجع الهجمات ذات التكنولوجيا المتدنية والمستوحاة من داعش متوفرة، لكن الدول الأعضاء تبلغ عن حدوث انخفاض في عدد الهجمات الناجحة. ومع ذلك، فإن الدول الأوروبية “تقدر أن المخاطر لا تزال مرتفعة”.
آسيا: تشهد بلدان آسيا الوسطى أكبر تهديد من مواطنيها العائدين من العراق وسوريا، وبدرجة أقل من أفغانستان. وفي جنوب شرق آسيا، سلسلة من الهجمات “الناجحة” والمُحبطة المنسوبة إلى الجماعات التابعة لداعش “تؤكد الطبيعة المستمرة للتهديد في المنطقة”.