سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وقوفٌ زائف

محمود عبدو

“ما تبقى من نهار”
أُدركُ أني أُخطئُ أحياناً
دليلي هذا العَدمْ
كمن يظنّ السّوء
بالغد
فالجروح ما عادت تَفيها
أصابع العد
صرتُ أخبّئُ النهار
عن جرحي
والجنازات تُردّدُ نعوشها
بصمت!
ففي كلّ وقت
ثمّة من ينتظر
هدوءَ القبر
لا زلت أنتظر
نحنُّ إلى وسواس الموت
بلطف
ندوّن الرجفان ورقاً
في قلوبنا:
غمامةٌ من مستحيل
آهٍ ما أظلم هذا النهار!
ما أظلم هذا النهار!
تغدو الهواجس أصيلة
من رحمِ المكان
فخلف النافذة
ملامحُ لشبه حياة
وشبه موت.
فلم نقل لها بعد:
لأرواحنا السّلام.
…………………………………………………
“على مقاسِ الجرح مُد قلبك”
رقيقون كدالية
تُحرجهم\
سُحبُ مطاردات الموت.
رقيقون كلفافة تبغ
تركتهم
أرواحهم قبل الدخان
ذاك اليأس الشّماليُّ
مفتوحٌ على وساوسهِ
فما عادت الذاكرة
ولّادة الجراح القديمة
ولا خازنة الرهبة
وما عادت تتنكر للأنقاض.
لا وقت لأحدٍ
لأجلِ أحدْ
لا وقت لأحدٍ
يلقّنهم ترنيمات الوداع
لا وقتَ لأحدٍ
لأحدْ
تسألني طعنةُ الشّمال.
…………….
“كم تُشبهين نداء الندى”
واجتهد أن تكون خطاي إليكِ
أليفةً كتمتمة ظلّ شجرةٍ
أقنعتها الريحُ
ألا تخون الاستلقاء.
كمْ تُشبهينَ خزفَ الكتمان
فَلأنهض، إذاً،
من وَهم الخُطا
مردّداً بفمِ المُشتاق
بأنّيّ أسيرُ النداء
نداءُ الوعود
الحظوظ،
ومشيئة الاتجاهات.
وسأحصي يقينَ الفراشاتِ
حولَ النور
وهذا الصخبُ يسعُ المكان كلّه
لا النَرْد يخففُ عبثي
ولا دهاء المساء
يا لشؤون
يا لشجون
هذا القلب العاصف.