وقف المرأة الحرة 2023.. رفع الواقع المهني والتعليمي لنساء المنطقة

جل آغا / أمل محمد –

عرض وقف المرأة الحرة في سوريا من خلال تقريره السنوي لعام 2023 إنجازات وأعمال الوقف كافة خلال العام المنصرم، كما كان ملفتاً الأعمال المنجزة والمشاريع القائمة، التي أشرف عليها الوقف، والتي شملت نسبة كبيرة من النسوة.

وقف المرأة الحرة في إقليم شمال وشرق سوريا عمل منذ تأسيسه على رفع واقع المرأة، وتحريرها من القيود كافة، بالرغم من الصعوبات والحروب، إلا أن هذه المنظمة كافحت للتخلص من العقبات، التي تقف في وجهها والوصول إلى أهدافها، والتي في مقدمتها تعزيز الثورة النسائية، وحماية مكتسبات الثورة.

لقد تم إحياء الواجبات والمسؤوليات المطلوبة وخاصةً فيما يتعلق بوجهات نظر القائد عبد الله أوجلان، المتمثلة في بناء مساحات للنساء وتعزيز بناء البنية التحتية على أساس نموذج الحداثة الديمقراطية، نموذج المجتمع الحر.

تنظيم أقسام اللجان

تم تغيير إدارة المؤسسة ومع تغيير الأساس تم إنشاء أساس جديد في تنظيم أقسام اللجان، وهي التعليم والصحة، والمالية، والدبلوماسية، والمشاريع، وقد تم تطوير المنظومات اللازمة في جانب الإدارة المركزية إلى حد ما.

عمل الوقف بشكل كبير على تطوير أسلوب المرأة في العمل، وكيفية الاستفادة من الفرص المتاحة وتطوير الوحدة الدبلوماسية، كما وقد تم زيارة البلدات والمناطق والأحياء والقرى لتنظيم دورات تدريبية فكرية وعقد اجتماعات حول المعهد بمشاركة المؤسسات النسائية لإعادة تنظيم أسس التعليم على المستوى الأكاديمي.

هذا وقد تمت مناقشة خطة خاصة للمعهد ومؤتمر أمراض النساء والجامعة ولجنة أمراض النساء، وعلى أساس ذلك تم إعداد خطة للمعهد والتي سيطور مسوحات لتحليل وضع المرأة في الجانب الاجتماعي، وقد تم مقابلة ما يقارب 500 امرأة على هذا الأساس للعمل وفق ذلك، كما وتم تقييم نتائج الاستطلاعات من قبل لجنة التعليم وتم تحديد احتياجات المرأة، تم بذل جهود جادة للغاية في مجال التعليم خلال العام الفائت وقد حقق برنامج أسلوب العمل نتائج ايجابية وسيستمر على هذا الأسلوب في المستقبل.

افتتحت مؤسسة المرأة الحرة مراكزها وفروعها خارج مدينتي حلب والشهباء، إلى جانب مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن المتطلبات الأساسية كالأماكن والتجهيزات لم يتم توفيرها، ووفق ذلك تم بناء قواعد في معسكري الهول وواشو كاني، وتم أخذ المعدات اللازمة، وحسب خطة العام الفائت كان من الضروري فتح فروع في حلب والشهباء، ولكن لأسباب مالية لم يتم تنفيذ الخطة.

الأعمال المنجزة

عمل الوقف انطلاقاً من منظور نموذج الحداثة الديمقراطية وفلسفة حرية المرأة على تطوير الأنشطة لضمان نجاح ثورة المرأة في الشرق الأوسط، على عدة مشاريع وأعمال ومنها تقديم منح دراسية لثلاثة طلاب من طلاب الجامعات، ولا يزال هذا العمل قائماً وسيتم تعزيزه بشكل أكبر، جميع الأعمال التي يعمل عليها الوقف تصب في مصلحة النساء والأطفال حسب الفرص والامكانات المتاحة، تم بعد عدة اتصالات مع مؤسسة أمل والسلام تسليم مشروع معطل كوباني إلى نوديم، وفي الوقت عينه تواصلت جمعية ستار مع متحف الرافدين لتقديم المساعدة باسم المؤسسة مرتين، مرة بمبلغ 20 ألف يورو والأخرى بمبلغ ستة آلاف يورو لتلبية احتياجات الجراحة والعلاج لطفل مريض، كما تم توزيع 200 سترة على بعض الأطفال.

مجال التعليم

وفي مجال التعليم أقيمت في العام الفائت ما يقارب1524 ندوة فكرية في مركز المؤسسة في مدينة قامشلو ومكاتبها ومخيماتها، ومن الإدارة العامة لقامشلو تلقى أبناء كوباني والحسكة التعليم الأساسي وفق نموذج الحداثة الديمقراطية. كما جرى تنسيق مع جامعة روج آفا، لتقديم بعض التدريبات حول أمراض النساء والبيئة.

هذا وقد قدمت معلمة ألمانية تدريباً في علم النفس لمدة 12 يوماً في مركز تدريب قامشلو، ولتعزيز العمل بين المؤسسات تم تنظيم دورات تدريبية مشتركة مع مؤسسة سارة وقد بلغ عدد النساء اللواتي استفدن من هذه التدريبات أكثر من ثماني نساء.

مجال الصحة

وفيما يخص مجال الصحة عمل وقف المرأة على رفع وتيرة العمل في هذا المجال والهدف الرئيسي منه، هو بناء مجتمع سليم وخاصة فيما يتعلق بالمرأة، فكان التركيز الأساسي لبرنامج لجنة الصحة هو عقد ندوات توعوية تتحدث عن أمراض مختلفة، وعقد حملات صحية بمختلف المجالات كالسرطان، والحمى، وغيرها بمشاركة ما يقارب 5000 امرأة.

وقد تم افتتاح عدة دورات تمريضية للنساء، بهدف تدريبهنَّ في مختلف المناطق وفي مقدمتها الإسعافات الأولية إلى جانب دورات توعية صحية للنساء، وتقديم دورات تثقيفية بلغ عددها 561 دورة.

لجنة المشاريع

أما بخصوص لجنة المشاريع، والتي من المعروف أن غرضها الأساس هو تدريب النساء لتعليمهنَّ القيام بأنشطة مهنية وسلوكية بهدف توفير دخل معيشي لهنَّ، لذلك قامت المؤسسة بافتتاح العديد من الدورات المهنية (الخياطة، وتصفيف الشعر، والكمبيوتر) وتم تنظيم 240 دورة خياطة سنوياً و817 من السيدات استفادت من دورة الخياطة لوحدها.

وكما تم تنظيم ما يقارب 85 دورة تصفيف شعر و26 دورة لتعليم الكمبيوتر، واستفادت ما يفوق 600 امرأة من الدورات المذكورة آنفاً، إلى جانب افتتاح دورات لتعليم اللغة الانكليزية ودورات للعمل اليدوي بالأخص في كوباني من خلال تنظيم ورشات.

ومن خلال ما سبق نجد أن وقف المرأة الحر في إقليم شمال وشرق سوريا يعمل بشكل جاد وهادف إلى رفع الواقع المهني والتعليمي لنساء المنطقة، فقد تم افتتاح عدة مشاريع مهمة وتقديم ندوات توعوية، والعمل لا يزال قائماً لتطوير واقع المرأة من خلال الاستمرار في دعم هذه المشاريع، لتستفيد منها النساء.