وفيات متزايدة في شمال وشرق سوريا وسط إهمال كبير من الأهالي

روناهي/ قامشلو –

بعد عشرة أيام من تطبيق الحظر الكلي في إقليم الجزيرة للحد من انتشار فيروس كورونا أعداد المصابين تزداد، والوفيات كذلك الأمر، وسجلت هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا في آخر إحصائية لها حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تسع وفيات و285 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا.

توزعت الإصابات الجديدة على 58 في الرقة، و42 في قامشلو، و33 في الطبقة، و32 في كل من الحسكة وديرك، و27 في كوباني، و22 في منبج. كما سجلت الهيئة 14 إصابة مؤكدة في دير الزور وتسع إصابات في الشهباء، بالإضافة لست إصابات في كل من عامودا وكركي لكي وأربع في الرميلان. وقالت هيئة الصحة إنها سجلت 11 حالة شفاء جديدة من بين الإصابات المسجلة سابقاً.

وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا حتى الآن 28550 إصابة مؤكدة، منها 953 وفاة و2191 حالة شفاء. والوفيات هي لرجل من الحسكة وثلاثة رجال وامرأة من قامشلو ورجل من كوباني ورجل وامرأة من الرقة ورجل من دير الزور.

سريع الانتقال

كل هذا العدد الهائل من المرضى ما زال أهالي قامشلو يستهينون بالفايروس وأرواحهم ضاربين عرض الحائط كل التوصيات والإرشادات للمحافظة على السلامة العامة، فالحركة المرورية يومي 3ـ 4/10/2021م وبعد عشرة أيام من الحظر بدت جداً عادية وشبيهة بباقي الأيام، كما أن ملامح التقيد بالإجراءات الاحترازية ضبابية في شوارع قامشلو، وكان سوق الأحد “حطين” مكتظاً بالأهالي كما السابق وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على المنطقة برمتها، فالفايروس سريع الانتقال وقاتل، بالتزامن مع ارتفاع أعداد المصابين والمتحورات والسلالات الجديدة للوباء، يتساءل كثيرون عن شكل الموجة الرابعة، وفي هذا الصدد أعلن الطبيب الروسي “أندريه بوزدنياكوف”، أن موجة جائحة “كوفيد-19” في الخريف لا تختلف كثيراً عن موجة الصيف، ولكن يمكن أن ترافقها الالتهابات الموسمية، وفق ما نقل “روسيا اليوم”. ويقول: “لن تكون هناك اختلافات جوهرية عن موجة الصيف، ولكن لن تكون الموجة الجديدة أضعف من سابقتها، كما ستهيمن سلالة دلتا بلس، التي كانت السبب في زيادة عدد الإصابات في الصيف، أي سوف يصاب الأشخاص المعرضون للإصابة، بغض النظر عن عمرهم”.

“الفيروس أخذ أخي”

وفي هذا الصدد كان لقاء مع المواطنة من مدينة قامشلو “شاها محمود” التي فقدت أخاها إثر إصابته بالفايروس هو وزوجته أثناء قيامهما بواجب العزاء، لتقول: “رغم الحظر الكلي إلا أننا جميعاً لا نتحمل المسؤولية، وها أنا اليوم فقدت أخي نتيجة الإهمال والاستهانة بالمرض، وزوجته الآن تحت المراقبة وهي بغيبوبة لا ندري هل ستلاقي نفس مصير أخي أم لا”، هذا والجدير بالذكر أن المتوفي “حسن محمود” كان يعاني من مرض القلب ولم يتحمل أعراض فايروس كورونا بعدما أُصيب به لقيامه بزيارة أحد أقربائه من أجل العزاء، وزوجته تعاني من مرض السكري هذا ما جعلهما عرضة للخطر وتوفي إثرها “حسن محمود”، واختتمت شاها حديثها موجهة رسالة إلى الأهالي: “الفايروس هو الموت، يجب علينا الالتزام بالإرشادات الصحية والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتقيد بالحظر، كي لا نخسر أرواحاً أخرى”.

وقالت منظمة الهلال الأحمر الكردي إن إصابات كورونا تضاعفت عدة مرات خلال الشهر الفائت في منطقة شمال وشرق سوريا، وأظهرت بيانات نشرتها المنظمة المحلية 7613 إصابة خلال شهر أيلول مقابل 1991 إصابة في شهر آب.

مزج فيروسي

وحذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال حدوث ما يسمى “مزج فايروسي” من الفايروس التاجي المستجد ومسببات أمراض الجهاز التنفسي، التي تقليدياً تنتشر في هذا الموسم، ولكن لا يُعرف كيف ستسلك سلالة “دلتا”، لأن الدراسات السابقة كانت مكرسة للسلالة “البرية” للفايروس التاجي المستجد، وليس مستبعداً زيادة عدد الإصابات بين الأطفال، فقد بدأ العام الدراسي، وفتحت المدارس ورياض الأطفال، وليس من المستبعد إصابة الملقحين أيضاً ولكن بشكلٍ خفيف.

ومن المحتمل استمرار الموجة الجديدة للجائحة مثل جميع الموجات السابقة مدة 2-3 أشهر، حيث لا يزال هناك حوالي شهر للهدوء النسبي من حيث عدد الإصابات. أي يمكن التطعيم ضد المرض خلال هذه الفترة، ما دامت اللقاحات متوفرة.

والجدير بالذكر أن عدد الإصابات العالمية لليوم هي 219 مليون مصاب، والوفيات 4.55 مليون.