وضع خطة لتأهيل الموقع الأول في محمية الكرين بالطبقة

تقرير/ مصطفى السعيد –

روناهي/ الطبقة – محمية جزيرة عايد أو محمية كرين البيئية جزيرة صُنعية تشكلت بُعيد بناء سد «الفرات»، وتقع ضمن بحيرة «الفرات» على شكل شبه جزيرة، وترتبط بضفاف البحيرة بطريق معبد بطول /2/كم وعرض /10/م وتبعد عن الطريق العام الواصل بين «حلب ـ الرقة» بحدود /9/كم، وتبعد عن الرقة نحو /65/كم، وتبلغ مساحتها /590/ هكتاراً، وتمتلك الجزيرة مقومات الحماية الطبيعية بسبب انخفاض التكاليف المخصصة لحمايتها وذلك لإحاطة الماء بها (عدا المدخل الرئيس).
طبيعة تضاريسها المتعددة والمختلفة (وادي، خليج، سهل، وتلة) وامتلاكها للأوابد التاريخية (قصور بنات أبي هريرة)، وإمكانية إعادة تأهيل الحياة الطبيعية النباتية والحيوانية بالجزيرة، والظروف المناخية الجديدة التي تشكلت بعد بناء سد الفرات وتشكل بحيرة الفرات.
وهناك فوائد جمة لإقامة مثل هذه المحمية في المنطقة منها إعادة الغطاء النباتي والحيوانات البرية إلى ما كان عليه سابقاً، والمساهمة في تعديل المناخ المحلي للمنطقة، وإيقاف زحف التصحُّر وتخفيف آثار الرياح الشديدة، وجعلها مخبراً علمياً لأصحاب الاختصاص لإجراء دراساتهم وأبحاثهم المختلفة، والاستفادة من الموقع بمجال السياحة البيئية، وتوفير الترفيه بصورة منظمة دون الإخلال بالتوازن الطبيعي، والمساهمة بالتوعية البيئية للمواطنين لجهة الحفاظ على البيئية، وأهمية إعادة التوازن البيئي للمنطقة.
وقد كانت المحمية قبل عام 2010م مزروعة بالعديد من الأنواع النباتية الشجرية منها الصنوبر الحلبي والصنوبر البيروتي ولسان الطير والزيزفون والدفلة والسرو، كما تحتوي المحمية على أشجار الزيتون والفستق الحلبي وكما تحوي على عدد من انواع الطيور متل السنونو والقطا……إلخ وكما كانت تحوي المحمية على أنواع مختلفة من الحيوانات مثل الضبع والغزلان والتي وصل عددها قبل عام2010م حوالي 270 غزالاً في المحمية.
ومنذ عام 2011م عملت الفصائل التي سيطرة على المنطقة على تخريب الموقع السياحية الهام في المنطقة وجعلها معسكرات عسكرية لهم وجعلها عرضة للقصف والتخريب وكما جعلت منها داعش معسكراً اطلقت عليها معسكر أبي مصعب الزرقاوي لتدريب عناصرها العسكرية ومخزن للسلاح وتدمير معالم المحمية وتعرُّض كثير من الأشجار لليابس والموت نتيجة الإهمال الذي تعرضت له المحمية خلال فترة سيطرة مرتزقة داعش عليها.

وبعد تحرير الطبقة والمنطقة منهم على يد مقاتلات ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية فتحت المحمية أبوابها للمواطنين فعادت مكاناً للترفيه والسياحة بعد أن كانت منطقة عسكرية مغلقة ممنوع دخول المواطنين إليها.
وفي خطة من لجنة الاقتصاد في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة لتأهيل موقع الكرين الأوَّل في المحمية وبخاصة القطاع الزراعي في المحمية والهدف من تأهيل هذه المشروع هو إعادة تأهيل المشتل الزراعي الموجود ضمن المحمية والذي سيوفر الغراس الحراجية والمثمرة، ويتألف المشتل من عشر مساكب كل مسكبة بطول 100متر وعرض 50متراً وطاقة إنتاجية لكلِّ مسكبة تقدر بـ 400 ألف شتلة أكياس صغيرة و200 ألف أكياس كبيرة والمساكب الجاهزة من الحالة الفنية هي ثلاث وسيتم تأهيلها وتأهيل خزان المياه والذي قدرته الاستيعابية 1200متر مكعب من المياه بالأبعاد التالية 30-30-1.5متر، وري جميع الأشجار التي يضمُّها المشروع وهي 2500شجرة نخيل 3000 شجرة فستق حلبي وعدد كبير من أشجار الزيتون والاستفادة من الأشجار اليابسة وبيعها كحطب نتيجة تعرُّضها للإهمال فترة طويلة لدعم المشروع تنشيط حركة السياحة في المشروع وإعادة قسم كبير من الغطاء النباتي.
وتحتاج الخطة إلى تأمين المياه من البحيرة القريبة من خلال محرك ذي 8 رؤوسٍ لضخِّ المياه من البحيرة إلى حوض التجميع الموجودة في أعلى الموقع لتصل المياه إلى القناة الإسمنتية التي تُغذِّي المشتل وخلال عملية الضخ من البحيرة يتم تأمين المياه للبساتين المجاورة للمشتل وبخاصةٍ واحة النخيل وتأهيل القناة الإسمنتية المحيطة بالمشتل؛ لأنه بحاجة لحقن إسمنتي وصيانة اللوالب المتصلة به، ومضخة صغيرة لضغط المياه من القناة الزفتية إلى مرشات المياه للمشتل، وكادر من عمال زراعيين وأدوات زراعية وخراطيم مياه بقطر 3 إنش طول 200 م.
وحسب خطة لجنة الاقتصاد يبدأ العمل من تأمين المحرك وتأهيل خط الرئيس الواصل بين البحيرة والخزان والبالغ طوله 1.5كم وتأهيل واحة النخيل والمرحلة الثانية تأهيل المشتل والمرشات وتأمين البذار للمشتل المرحلة الثالثة ري بساتين الفستق الحلبي والزيتون.
وفي لقاء مع الرئيس المشترك للجنة الاقتصاد أحمد سليمان أكَّد على أنَّ قسم الدراسات في اللجنة وضع دراسة للمشروع ويعتبر تكلفته من الناحية المادية بسيطة متوقف على تأمين المحرك لتأمين المياه من البحيرة للمشتل وللبساتين الموجودة في الموقع.
وأشار سليمان إلى أنَّ العمل بدأ على تنظيف وتأهيل المشتل استعداداً للموسم المقبل من تسوية الأرض ونقل تربته الزراعية. ونوه إلى أنَّه خلال مدة لا تتجاوز الشهرين يُتوقَّع أن يتم تأهيل الموقع.