سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

وصولاً لمؤتمر وطني شامل.. مسد يعقد ندواته الجماهيرية

مركز الأخبار ـ محاور عدة طرحه مجلس سوريا الديمقراطية في أولى ندواته الجماهيرية بشمال وشرق سوريا؛ سعياً منه لحل الأزمة السورية بالحوار، حيث يجد أن الحل السياسي أفضل الحلول لإنقاذ سوريا مما هي فيه، وحمايتها من المؤامرات والدسائس والاستبداد؛ ذلك أن مسد يمتلك رؤية سياسية شاملة لحل الأزمة السورية..
في إطار الوصول إلى مؤتمر وطني شامل في شمال وشرق سوريا وتحت شعار “نحو مؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات”؛ بدأ مجلس سوريا الديمقراطية أولى ندواته الجماهيرية، ابتداء من مقاطعة الحسكة الجمعة الحادي عشر من شهر أيلول الجاري.
وحضر الندوة الجماهيرية التي عقدت في صالة طيفور بمدينة الحسكة أكثر من 500 شخصية سياسية، وعشائرية، واجتماعية “كردية، عربية، ومسيحية”.
وبدأت الندوة الجماهيرية بكلمة الافتتاح من قبل عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية خلف داهود، قال فيها: ” تشهد الإنسانية اليوم، تحولات عظيمة على مسار التاريخ، حيث تتسارع وتيرة الأحداث والاضطرابات والمخاطر المحلية والإقليمية والدولية فيه بشكل منقطع النظير في تاريخ البشرية”.
وأضاف: “عشرة أعوام مضت من عمر انتفاضة الحرية والكرامة، ولم يكل السوريون من النضال من أجل نيل حقوقهم وحريتهم. إذ؛ خلّفت سنوات الأزمة تصدعاً عميقاً في البلاد، وأذاقت سنين الحرب السوريين العذابات والويلات، وخلقت لهم جروحاً عميقة لا يلتئم شملها إلا بالتخلص من كافة رموز ومقومات الاستبداد والإرهاب والاحتلالات، واستعادة القرار السوري السيادي الذي يرفع من شأن وكرامة وعزة السوريين”.
ونوه أن شعوب شمال وشرق سوريا أدركت هذا التسارع في حركة التاريخ بشكل مبكر، حيث مكنت المجتمع بالمبادئ الديمقراطية وحقوق المرأة، ورسخت مفاهيم أخوة الشعوب، وعملت على تجنيب المنطقة الكوارث، واحتوت العديد من المخاطر، وأسست إداراتها الذاتية والمدنية، وشكلت قوات سوريا الديمقراطية التي تعد قوة عسكرية فارقة قارعت أعتى التنظيمات الإرهابية في العالم مقدمة آلاف الشهداء والجرحى في سبيل إنقاذ الإنسانية.
وأشارت الكلمة إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية يمتلك رؤية سياسية شاملة لحل الأزمة، ومواكبة لروح العصر، وملمة بالقيم والأخلاق الإنسانية، ويدعوكم اليوم إلى الحفاظ على هذه المكتسبات من خلال تعزيز السلم الأهلي وتقوية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
وأضاف: ” فكل سوري يسعى إلى إنهاء الأزمة، ويقوض من حجم التدخلات الخارجية، ويعمل على عودة كريمة للنازحين واللاجئين إلى سكناهم، ويرفض أي مشروع تقسيمي أو انفصالي، ويجهد لإيجاد حل سياسي سوري توافقي لا يهمش أو يقصي أحداً، سيجد مكانه بيننا، لنعمل معاً على حماية وإنقاذ وطننا الحبيب من أيدي الاستبداد والإرهاب والمؤامرات. فحماية أمن المجتمع وسلمه، والدفاع عن حدود البلاد، مسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية تقع على عاتق الجميع”.
وبيّن خلف داهود أن هذه الانطلاقة ليست إلا خطوة تجاه كافة أرجاء سوريا، وقال: “ونحن ماضون على النهج الديمقراطي الذي لا عودة عنه، ليرحل زمن الاستبداد والإرهاب، وليحل محله عهد الحرية والحقوق، عهد العدالة الاجتماعية والمساواة، عهد العدالة والقانون، عهد الشفافية والمساءلة والمحاسبة”.
وأوضح إن لقاءهم هذا هو من أجل بحث سبل المشاركة الحقيقة والفعالة لتطوير الإدارة، وأردف بالقول: “نحن على قناعة تامة بأنه يمكننا تقديم المزيد والأفضل، يمكننا التعاون والتعاضد، يمكننا التضحية والفداء من أجل مستقبل أولادنا، مستقبل أجيالنا القادمة، الذين سيفتخرون يوماً ما بآبائهم وأجدادهم على ما قدموه من غالٍ ونفيس لأجلهم، من أجل أن يعيشوا حياة حرة كريمة تتجلى برقيها وازدهارها وحضارتها بين الأمم”.
وتناولت الندوة الجماهيرية في محورها الأول “العلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة ودورها في بناء مستقبل السوريين، ودور الشعوب السورية في توثيق هذه العلاقات”، عبر محاضرة للباحث التاريخي وعضو المجلس الرئاسي في مسد عبد القادر موحد.
وقال الموحد: “على الرغم من طابع التعايش والتعاون العام اللذان سادا علاقات شعوب المنطقة إلا أن هذه العلاقات كانت تتحول وتتغير تبعًا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان ثمة مراحل شهدت توترات وصراعات عنيفة أدخلت المجتمعات في مآزق حضارية خطيرة”.
ونوه المحاضر أنه على الرغم من الصراعات القومية على السلطة والملك إلا أن العلاقات الثقافية عيشت بكثافة بين شعوب المنطقة، وغلب عليها الطابع التكافلي وقوبل الاختلاف بتقدير وود، ولم يعتبر عائقاً أمام علاقات الصداقة والأخوة.
وأشار إلى أن حق تقرير المصير كمبدأ أقرته الشرعية والقوانين الدولية هو حق لكل شعوب المنطقة، ولا يقبل الانتقائية والمزاجية بتطبيقه. وقال: “إن اللجوء إلى العنف والوسائل العسكرية والحربية والمسلحة لإيجاد حلول للمشاكل في المنطقة قد فشل، ولم يوصل أيًا من الأطراف إلى نيل غاياتها بقدر ما ساهم في تعقيد المواقف”. وبيّن أنه لهذا السبب ولأسباب أخرى موضوعية، ولا سيما ما يربط شعوب المنطقة من تاريخ وجغرافيا وتواصل حضاري واجتماعي وثقافي وأسري، ناهيك عن المصالح المشتركة والجامعة بينهما منذ آلاف السنين، وأضاف: “لا بدّ من اعتماد الحوار وسيلة أساسية لحلول دائمة وراسخة وعادلة على أساس الإرادة المشتركة لبناء سوريا وطنًا لنا جميعاً، حوار معرفي وثقافي وفكري على جميع المستويات، بحيث يمكن أن يبلور رؤية جديدة تنطلق من الصراحة والمكاشفة والنقد والنقد الذاتي”.
وتناول المحور الثاني الحوار السوري السوري، والحوار مع المعارضة، والحوار مع النظام، والحوار الكردي ـ الكردي وانعكاسها على الحل السياسي، أما المحور الثالث والأخير؛ فركز على  الإدارة الذاتية وقواعد العمل المؤسساتي، والحوكمة، وآلية تطوير المشاركة في الإدارة الذاتية.