وباء كورونا إلى أين؟؟؟

وكالات –

خريطة كورونا وساعة انتهاء الوباء.. متى يتوقف “كوفيد 19” ويعود العالم إلى طبيعته؟.. توقعات تبدأ بأسابيع وتمتد لأكثر من سنة.. خروج تدريجي وآثار سلبية ممتدة.. والإعلان عن دواء أو مصل لن يكون آخر محطات الأزمة.

لن يستيقظ العالم في صبيحة أحد الأيام على رسالة أو مُهاتفة أو خبر عاجل بانتهاء الأزمة وانحسار بِرَك الوباء دفعة واحدة. من الأساس لا أحد يعلم متى تنتهي محنة الإنسانية مع فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” على وجه اليقين، ومقابل الرؤى المتفائلة التي تُبشّر بتقلّص المخاوف وتجفيف الخسائر المُتنامية حالياً، فإن رؤى وتحليلات أخرى تُعلّق حبل الأماني على غارب المستقبل الخفي، وتتوقّع ما هو أسوأ لسنة مُقبلة أو يزيد.

كائن مجهري غريب الأطوار

المشكلة التي تُغلق كل أبواب الاستشراف أن الأزمة الحالية ليست حرباً يمكن أن تنتهي بهدنة أو باتفاق سلام، وليست كساداً أو محنة اقتصادية يكفي لها أن تخصص الدول حزمة مساندة وتنشيط عاجلة. العالم يخوض صراعاً مع كائن مجهري غريب الأطوار، لا تتوافر بشأنه معلومات كاملة إلى الآن، لذا تصعب الإحاطة براهن الأزمة أو التنبؤ بسلوكيات الفيروس، وكل ما نملكه حتى اللحظة: خريطة من الإجراءات والتدابير، وقائمة من التوقعات والاحتمالات، وأفق مفتوح على آمال وتطلّعات ومخاوف ليست سلبية بالكامل، وليس مضموناً الوصول إلى ما فيها من إيجابيات في الوقت المناسب.

وباء سريع وكائن غير مفهوم

حتى الآن لا تبدو الصورة واضحة بالكامل، حتى لدى المختصين من الأطباء وعلماء الأحياء الدقيقة. أكثر ما يثير الهلع في الأزمة أن فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” يملك خصائص مقلقة على صعيد الانتشار والعدوى وفترات البقاء خارج الخلايا الحية، أما الأكثر إزعاجاً فهو أن الفيروس أقرب ما يكون إلى جبل الثلج بالنسبة لنا، فما نعلمه عنه أقل كثيراً مما نجهل، وتتضاعف المخاوف مع ترجيحات أولية من باحثين وأطباء تنطوي على احتمالات أن تكون تلك المساحة الضخمة المجهولة ديناميكية، أي أنها حالة مُتغيرة على صعيد الخصائص والنشاط، وليست ثابتة، يمكن بناء المعادلة عليه والوصول إلى حل سليم لها بفضل القدرة على التحكم في المتغيرات المرتبطة بالمصابين أو ظروف الإصابة ومستويات العدوى.

خروج تدريجي وآثار ممتدة

في الوقت الراهن يجلس قادة العالم وخبراؤه داخل المعامل والمستشفيات. يتصور الجميع أن الأزمة لن تنتهي بعيداً عن علوم الأوبئة والميكروبيولوجي والفارماكولوجي، ولكن على الأرجح فإنهم عما قريب سيبتعدون قليلاً، ليس تجاوزاً لآفاق الحلول العلمية، ولكن اقتراباً من حيز الرؤية البانورامية والحلول المُتكاملة التي تُوازن بين اعتبارات العلم والاقتصاد وبين حياة الناس ومعيشتهم أقرب السيناريوهات من المنطق أن تغادر أدمغة العالم أروقة المعامل لتعيد تخطيط الشوارع والساحات العامة، سيعمل الأطباء والعلماء والباحثون في مسارهم المهم، ولكن سيلتفت الآخرون إلى مسارات مُعطّلة لكنها لا تقل في الأهمية ستعود مجتمعات عديدة إلى الحياة بشكل تدريجي، مع إجراءات وقائية مشددة وقدر دائم من المخاوف. ربما يُعتمد مسار ألمانيا الداعي إلى إجراء فحوص واختبارات مناعية والسماح لمن يثبت أنهم أقل عُرضة للخطر بأن يعودوا للعمل ويُعيدوا ضخ الدماء في شرايين الاقتصاد. تلك الرؤية قد تتوسع أو يجرى تعميمها مؤقتاً، خاصةً أنه حتى مع التوصل إلى دواء مضمون أو لقاح فعال فإن الأزمة لن تنتهي على الفور، ستظل المخاوف قائمة واحتمالات الخطر مفتوحة إلى أن يتأكد تجميد الظرف الوبائي، لتبدأ سلسلة الانحسار التدريجي المرتبطة بأولوية الدول والقطاعات ومن يحصلون على العقاقير المبتكرة ويعودون لحياتهم الطبيعية أولاً.

الوباء بين اللقاح والدواء

التوقعات المتفائلة تتمنى أن تنقضي الأزمة خلال أسابيع، سواءً بفعل ارتفاع الحرارة وجفاف الأجواء خلال الصيف، أو بآمال غيبية في انحسار وتيرة العدوى حتى لو كان الرأي العلمي حتى الآن عكس ذلك، والتوقعات المتشائمة لا تكتفي بالإشارة لاستمرار الوباء إلى ما بعد منتصف العام المقبل فقط، وإنما تُبشر بتجدده في موجات وبائية شرسة لعدة أعوام قبل أن يهدأ ويتخذ شكلاَ موسمياً بسيطاً كحال الأنفلونزا العادية حالياً. بين الاحتمالين يقف العلماء بدون قدرة على حسم الأمر حتى الآن!.