هيفاء علاوي امرأة وحيدة بين الجدران تقاوم مشقة الحياة

جل آغا/ أمل محمد – هيفاء علاوي امرأة في بداية عقدها الخامس من العمر، تُعاني صعوبة في التحرك والمشي، تعيش بمفردها في منزلها المتهالك في قرية مصطفاوية.

تستند بذراعها إلى جدران منزلها الذي بات فارغا من ساكنيه بعد أن رحلوا وتركوها وحيدة، وظلت ذكرياتهم أسيرة بين الزوايا، تجد صعوبة في التحرك والتنقل، تنتظر بشغف زائراً يمر ليلقي السلام عليها، “هيفاء علاوي” المرأة التي فرض عليها القدر أن تعيش وحيدة، تتجول بين الغرف، لعلها تؤنس وحدتها، وبين الفينة والأخرى تسترق النظر من نافذة المنزل؛ لعلها تُبصر شخصاً تتبادل معه حديثاً يُنسيها مشقة الحياة.

زارت صحيفتنا “روناهي” منزل هيفاء علاوي الكائن في قرية مصطفاوية التابعة لكركي لكي، استقبلتنا بكل حفاوة فبدأت حديثها عن وضعها الصحي: “أعاني من مشكلة في أعصاب الظهر والقدمين، تمنعني من الحركة بشكل طبيعي، أعتمد على ذراعيَّ في التنقل، كما أستند إلى الكرسي إن أردت الخروج لباحة المنزل، أحبو كطفل الصغير، أعيش بمفردي في هذا المنزل، الذي كان يوماً يضج بالحياة وبأصوات سكانه، هذا الأمر أثر بشكل كبير علي، المرض والوحدة سببا لي حالة نفسية سيئة”. 

الوحدة والمرض والذكريات 

كانت هيفاء متزوجة، وبسبب مرضها انفصلت عن زوجها وبقت وحيدة في منزل ذويها بعد زواج إخوتها، وهجرة البعض الآخر منهم: “أقوم بأعمال المنزل بصعوبة تامة، لا أستطيع الخروج وزيارة أحد، انفصلت عن الحياة الاجتماعية بشكل كامل بسبب مرضي، ولأن منزلي على أطراف القرية، جعل زواره قليلين بل ومعدومين، ولكن لا يزال هناك من يزورني من الأهل، والجيران”.

وتضيف هيفاء: “العيش بمفردك أمر لا يمكن وصفه بكلمة ولا حتى بجمل، تمر عليَّ أيام، ولا أجد شخصاً يؤنس وحدتي، مرت السنوات الطوال وأنا أعاني الوحدة والفراغ الروحي، وأقاسي جميع الأمراض، هذه حياتي، التي أحياها يومياً”.

تسكن هيفاء جانب منزل شقيقها الذي يرعاها، ولكنها تعيش وضعاً اقتصادياً صعباً: “أخي يهتم بي ويراعني، ولكن الوضع الاقتصادي لعائلته صعب أيضاً، الأيادي البيضاء تساعدني وتدعمني، ومن دونها أجد صعوبة في الاستمرار”.

تتمنى هيفاء أن تتعافى من مرضها، وتغدو امرأة طبيعية تعيش حياتها بكل سلاسة: “ظروف الحياة ومشقتها أوصلتاني إلى هنا، مريضة ووحيدة أتمنى أن ينتهي كل ما أمر به، وأعود لحياتي الطبيعية، ما يرهقني أكثر هي الوحدة، وأخشى أن ينتهي بي المطاف كما أنا عليه اليوم، إلى جانب عجزي عن الحركة أعاني من أمراض أخرى”.

امتحان الحياة

تحمل صورها في شبابها وتتحدث عن كل صورة بكل حسرة وتؤكد بأن ما تمر به هو امتحان الحياة وعليها تقبله: “كل فرد منا سيواجه مخاوفه، وطالما كانت مخاوفي أن أبقى وحيدة، ما أعيشه اليوم هو امتحان علمني الكثير، الحياة صعبة وموحشة، وعليَّ أن أتحلى بالصبر والإرادة لأتخطاها”.