هيام حسين: حوار السوريين كفيل ببناء سوريا الجديدة

كركي لكي/ غاندي اسكندر ـ

أشارت عضوة اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا هيام حسين إلى أن الأزمة السوريّة قابِلة للحل عبر تحاور السوريون دون تدخّل من الأطراف الخارجية، وأضافت بأن استمرارية الأزمة وتعقدها هو بسبب الدول التي تجتمع في آستانا.

وجاء الحوار الذي أجرته صحيفتنا معها على النحو الآتي:

-عشر سنوات مرّت على الأزمة السوريّة وما زالت تتراوح في مكانها، برأيكِ هل هناك سبيل لتجاوز هذه المعضلة؟

لقد خلّفت الأزمة السوريّة عشر سنوات من الدمار والخراب والتهجير والتغيير الديمغرافي، كل ذلك مرده هو التدخّلات الأجنبية في سوريا والصراعات بين بعضها البعض وأجنداتها المختلفة،  كما أن السبب يعود أيضاً إلى تعنت الحكومة السوريّة وعدم بحثها عن الحلول للأزمة وعدم جديتها في الحوارات التي تبحث في الملف السوري، وعدم تطبيقها للقرار الأممي 2254، ويتمثل الاستعصاء السوري حسب رؤيتنا في غياب وتغييب قسم مهم وهي الشعوب التي هزمت الإرهاب في شمال وشرق سوريا  في الحوارات والمباحثات المتعلقة بحل الأزمة ولا سيما المتعلقة بوضع دستور للبلاد، ونحن نرى في الحزب اليساري الكردي، ألا سبيل لتجاوز الأزمة  التي مر عليها عقد من الزمن إلا بالحوار السوري السوري دون تدخّلات من أي طرف خارجي فالحوار وحده كفيل ببناء سوريا الجديدة.

ـ بين الحين والآخر تجتمع الدول الإقليمية ومعهم روسيا لمناقشة الوضع السوري، كيف تقرئين هذه المباحثات بين الدول المتدخّلة في الشأن السوري؟

حسب قناعتنا الدول التي تجتمع بين الحين والآخر لمناقشة الوضع السوري وحل أزمتها لا يقدمون أي حلول للأزمة، لأن الدول التي تجتمع هم محور آستانا وقد انضمت إليهم مؤخراً قطر، وليس من مصلحة هذه الدول حل الأزمة السوريّة فروسيا تحاول مع النظام بسط السيطرة على كامل التراب السوري والعودة إلى ما قبل الأزمة، وإيران لا تفكر سوى بتثبيت أسس الهلال الشيعي من العراق إلى سوريا فلبنان، وأما بالنسبة لتركيا فأهدافها واضحة وهي احتلال المزيد من الأراضي السوريّة ولا سيما في الشمال السوري، وهدفها الوصول إلى عام 2023 الذي يتزامن مع مئوية اتفاقية لوزان، فهي تسعى لتثبيت احتلالها للمناطق التي تحت سيطرتها، بالمحصلة بات القاصي والداني يعلم أن هذه الدول التي تجتمع في آستانا لوضع حد للنزيف السوري لكنها تعمّق من جراح السوريين، واجتماعاتها فقط لرسم خطوط السيطرة لكل طرف ضاربين بعرض الحائط مصالح الشعوب السوريّة فلا أمل يُرجى منهم.

ـ استُقبِل نصر الحريري والوفد المرافق له بحفاوة في هولير “عاصمة باشور كردستان” كيف تُفسرين هذه الزيارة، ولماذا لقيَ الوفد المدعوم تركيّاً هذا الاهتمام من قِبل قادة باشور كردستان؟

صراحةً زيارة نصر الحريري تركت خيبة أمل لدى الشعب السوري في كل مكان، لأن هذا الشخص يمثل السياسة التركيّة المعادية لحقوق الشعب الكردي وهو الواجهة السياسية للمرتزقة الذين يمارسون القتل والإرهاب المنظم في عفرين وسري كانيه وكري سبي، وعندما يكون هناك دعوة رسمية من حكومة باشور كردستان لهذا الشخص غير المقبول من قِبل كرد روج آفا والشعوب السوريّة التي ذاقت الإرهاب، فبنظرنا أن حكومة هولير والحزب الديمقراطي الكردستاني قد ارتكبوا خطأً فادحاً، فالائتلاف لا يعترف بحقوق الشعب الكردي في سوريا وهو منصة لتنفيذ الأجندات التركيّة فقط.

ـ كون حزبكم أحد الأحزاب المنضوية ضمن تجمع أحزاب الوحدة الوطنية الكرديّة، هل لكِ أن تُبيّني سبب تعثر المباحثات مع المجلس الوطني الكردي؟ وهل هناك جولات جديدة في الأيام المُقبلة؟

نحن في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية عقدنا مباحثات مع المجلس الوطني الكردي تحت رعاية (قسد)، والولايات المتحدة الأمريكية لكن للأسف لم نصل إلى نتيجة مرجوة من اللقاءات، فهناك عراقيل وعثرات من قبل المجلس الوطني الكردي، وذلك لعدم وجود إرادة جدية لديهم ولأنهم يأخذون أوامرهم من خارج روج آفا، فهم لا يحاولون الخروج من عباءة الائتلاف المرتبط بتركيا ونحن جميعاً نعلم ما هي أجندة الائتلاف في سوريا، وللأسف كل إرادة مرهونة بالخارج ستكون غير قادرة على التفاوض بحرية، ونأمل من المجلس الوطني الكردي أن يفكوا قريباً ارتباطهم مع الائتلاف، أما بالنسبة لجولاتٍ قادمةٍ من المباحثات نعم هناك جولات قادمة فنحن في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية نحاول الاستمرارية في المباحثات ونسعى لتجاوز العراقيل فتحقيق وحدة الصف الكردي هو مسعانا.

ـ كلمة أخيرة نختم بها الحوار.

كلنا أمل أن نوفق في وحدة الصف الكردي، ونلبي آمال شعبنا الذي تجرع الاضطهاد منذ عقود، ونأمل أن تُحل الأزمة السوريّة، ويغلق هذا الملف الدموي الذي مر عليه عقد من الزمن، فالسوريون يستحقون العيش بكرامة في وطن حر ديمقراطي.