هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية… التصميم في نشر الوعي وحماية المرأة الحرة

روناهي/ الرقة –

أشارت النائبة في هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية إلى أعمال الهيئة المنجزة في عام 2023، وشرحت البرامج، التي عملت الهيئة عليها، وبينت الصعوبات والعوائق، التي تعترض التنظيمات النسوية ومجالس المرأة، وأكدت على التصميم في متابعة البرامج وتصديق القوانين، التي تساهم في بناء مجتمع ديمقراطي حر.

تشهد النساء تحولاً جذرياً في أدوارهن وحقوقهن عبر هيئة المرأة التي، أُسِّست في إقليم شمال وشرق سوريا، والذي يعد نموذجاً فريداً في المنطقة، حيث يعمل على تطوير نظام سياسي جديد يرتكز على المشاركة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويمنح النساء دوراً محورياً في صنع القرار السياسي والاقتصادي، والعسكري والاجتماعي.

وتجسد هيئة المرأة الفكرة الأساسية للمساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق المرأة في المجالات كلها، ومنذ تأسيس هيئة المرأة كجزء من نظام الإدارة الذاتية في المنطقة، التي تعمل بشكل فعال على تعزيز المشاركة السياسية للنساء، وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، فتعدُّ هيئة المرأة شريكاً مهماً في إقامة المجتمع الديمقراطي في المنطقة، لأنها تدير مجالس وتنظيمات نسائية في القرى والمقاطعات وتعمل على تعزيز الوعي النسوي وتوعية النساء بحقوقهن.

وتعمل الهيئة أيضاً على توفير فرص التعليم والرعاية الصحية للنساء والفتيات، وتشجيع مشاركتهن في العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وفي ذلك أوضحت النائبة في هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا “روكن ملا إبراهيم” عن الأعمال والتنسيقات التنظيمية التي قامت الهيئة بها خلال عام 2023: “قمنا بالتنسيق مع لجان وهيئات ومجالس المرأة في المقاطعات عبر الجولات والاجتماعات الدورية، بهدف الوقوف على الصعوبات وإيجاد حلول لها”.

الإنجازات التي حققتها هيئة المرأة 

وهناك منجزات كثيرة قامت بها هيئة المرأة على صعيد نشر الوعي الذهني والفكري بين النساء والرجال، والهدف من كل ذلك أخذ المرأة دورها الفاعل في الإدارة والمجتمع، ومع ذلك، لا تخلو هيئة المرأة من التحديات والصعوبات في توسيع نطاق تأثيرها وتأمين الموارد اللازمة لتحقيق رؤيتها الطموحة، وبينت روكن المنجزات، التي تحققت منذ بداية العام 2023: “لقد قمنا بالكثير من الأعمال، ومن أبرزها، يوم المرأة العالمي – ومناهضة العنف ضد المرأة – وبيانات منددة بالعدوان التركي على المنطقة والمرأة، واستهداف الشخصيات القيادية، وكما قمنا بالتمهيد للمصادقة على قانون الأسرة، بالإضافة لإصدارنا بياناً حول اتفاقية سيداو والقرارات الأممية خلال العام 2023”.

الدورات التدريبة التي قامت بها المرأة 

وبهدف تمكين المرأة والرجل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، ساهمت هيئة المرأة في فتح الدورات التدريبية الفكرية، وافتتاح المنتديات، وعقد الندوات، وورش العمل لما لها من دور هام في ترسيخ الفكر الديمقراطي في ذهنية المرأة والرجل في المجتمع، وفي ذلك بينت روكن: “كان لدينا برنامج لعقد العديد من الاجتماعات وتقديم المحاضرات مع الإدارات للإداريين والإداريات بالتنسيق مع مديرية الشؤون الإدارية، والهدف من ذلك الاستماع إلى المسؤولين والرئاسات المشتركة، والنواب في الإدارة، في الكشف عن الصعوبات وإيجاد حلول لها”.

الجانب الدفاعي والحقوقي لهيئة المرأة 

تتعرض المنطقة أيضاً للتهديدات الأمنية والسياسية الناجمة عن الصراعات المحيطة بها؛ ما يؤثر على قدرتها على تحقيق أهدافها وبالنظر إلى المستقبل، لكن تبقى هناك الكثير من التحديات والفرص أمام هيئة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، فيجب أن تعمل الهيئة على توسيع نطاق نشاطها وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي والمؤسسات والمنظمات الدولية، وكما يجب أن تستمر في تحقيق التقدم في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وتوفير الفرص الاقتصادية والتعليمية للنساء والفتيات.

ولدور المرأة الدفاعي والحقوقي، يجب أن تتعاون هيئة المرأة مع المنظمات والمؤسسات النسوية الأخرى في العمل على تعزيز حقوق المرأة والمساواة، وينبغي أن تتمتع هيئة المرأة بالدعم الدولي والإقليمي لتحقيق أهدافها ومواجهة التحديات التي تواجهها، وفي ذلك أوضحت روكن: “لدينا منتدى حقوقي لليوم العالمي لحقوق الإنسان، وعملنا بالتنسيق مع مجلس المرأة العام لحزب سوريا المستقبل بهدف الحد من الانتهاكات والجرائم التي تمارسها دولة الاحتلال التركي، وفي ذلك أيضاً عقدنا الكونفراس الأول لحماية الطفل وذلك بهدف تفعيل الحماية القانونية للأطفال وفق قانون حماية الطفل المصادق عليه من مجلس الشعوب الديمقراطي، وساهمنا في مشاركات كثيرة منها فعاليات ومناسبات في روضة الشهيدة “سارة ” التابعة لهيئة المرأة، وقمنا بتكريم الأطفال من خلال احتفاليات وفعاليات ضمن الروضة، إلى جانب لجان وهيئات المرأة في المقاطعات وذلك في 20 تشرين الثاني”.

دور هيئة المرأة في دعم عوائل الشهداء 

لهيئة المرأة دور كبير في متابعة أطفال وعوائل الشهداء، وهذه من الواجبات الأساسية، التي تعمل هيئة المرأة من خلالها عن طريق الزيارات والمنتديات، وافتتاح المجالس وتنظيم عمل الهيئة ضمن المجالس في المقاطعات كافة، وفي ذلك أردفت روكن: “لدينا برنامج لدعم زوجات وأطفال الشهداء بمشاركة هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل للوصول إلى النساء كافة في المقاطعات، وهدفنا تطوير النساء من الجوانب كافة”.

ونوهت النائبة في هيئة المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا “روكن ملا إبراهيم”، بأن المرأة الواعية تنتج مجتمعاً واعياً، وإن المرأة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع الديمقراطي الحر، وكشفت في ختام حديثها عن الخطة المستقبلية للعام 2024: “نحن بدأنا في تطبيق مواد ميثاق العقد الاجتماعي، ونحن حريصون على تطبيق ذلك في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا، ومستمرون في نشر الوعي بين النساء في المقاطعات وفق برامج تدريبية مدروسة تنمي روابط التعاون والحياة التشاركية للجميع”.

في النهاية، هيئة المرأة في إقليم شمال شرق سوريا تمثل نموذجاً استثنائياً لتمكين المرأة وتعزيز حقوقها في المنطقة، بفضل جهودها المستمرة، تظل النساء في الإقليم ملهمات للعديد من النساء في أنحاء العالم، وإعطاء الصورة الحقيقية للحياة الديمقراطية ويجب أن ندعم سعيهن لتحقيق المزيد من التقدم والتغيير الإيجابي في المجتمع.