سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هيئة البيئة لإقليم شمال وشرق سوريا تستحدث بدائل تُقلِّل تلوث بيئة المنطقة

قامشلو/ علي خضير ـ

أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا، على أنَّ الهيئة ضاعفت جهودها في الآونة الأخيرة من أجل القضاء على ظاهرة التلوث التي سببت أمراض خطيرة في المنطقة، من خلال مشاريع بديلة تقضي على التلوث البيئي، وبينت أنَّ التلوث حدث نتيجة عدة عوامل، بالإضافة لانتشار ظاهرة التصحر التي سببها الاحتلال التركي من خلال ممارساته التعسفية في المنطقة.
حيث يعتبر إقليم شمال وشرق سوريا منطقة ذات تنوع بيئي، نظراً لتنوع مناخها والتضاريس والتكوينات الجيولوجية الموجودة فيها، ويشكّل الإقليم جزءاً من حوض الفرات الممتد من تركيا شمالاً وحتى العراق في الجنوب الشرقي، ويتميز مناخه عموماً بصيف حار وشتاء بارد ورطب، ولوحِظَ في الآونة الأخيرة حدوث تلوث كبير بسبب أدخنة السيارات والمعامل والمولدات، وتعمل هيئة البيئة الآن على تأهيل خطط جديدة تقلل من تلوث البيئة.
عوامل تلوث البيئة ومخاطرها
فتحدثت لصحيفتنا “روناهي” الرئيسة المشتركة لهيئة البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا “بسمة محمد” عن العوامل التي أثرت بشكلٍ كبير على البيئة، وتسببت في تلوثها من أدخنة المعامل والسيارات ومخلّفات الحروب، وما طرأ على البيئة من عوامل ساعدت في انتشار التصحر، من قطع للأشجار في منطقتي عفرين وسري كانيه، وقطع المياه عن المنطقة من قبل الاحتلال التركي.
بينت بسمة أسباب ظاهرة التلوث البيئي التي أدت لإحداث أمراض خطيرة ونشرتها بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة، مثل مرض السرطان والأمراض الجلدية، وأبرزت دورهم أيضاً في نشر حملات توعوية للمواطنين تفيد في نشر أسباب ومخاطر هذه الملوثات وطرق الحد منها.
وأشارت أيضاً إلى أنه هناك عوامل أخرى مثل أدخنة السيارات والمعامل لها تأثير بشكلٍ كبير على البيئة، وتحتوي هذه الأدخنة على غاز ثنائي أكسيد الكربون، والذي يسبب أمراضاً سرطانية للإنسان.
وتقوم هيئة البيئة بدورها بتوعية المواطنين للابتعاد عن هذه العوامل الملوثة قدر المستطاع، وأنه هناك حالات مثل تلوث المياه والهواء كل هذا ينتج عن السُحب الدخانية بسبب المعامل الموجودة في المنطقة.
النهوض بالوعي البيئي
من أجل القضاء على ظاهرة تلوث الهواء كشفت سمية عن الحلول البديلة: “هناك مشروع بديل للمولدات وهو الطاقة الشمسية، وهو قيد الدراسة الآن، وتمت المعاملة مع المنظمات والتصديق في الخارج للبدء بهذا المشروع”.
وأردفت: “نحن كهيئة البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا ولحرصنا الشديد على حياة الإنسان والطبيعة، يوجد لدينا قسم الدراسات والتوعية وتشمل عدة أقسام، وأيضاً يوجد لدينا أكاديمية خاصة للمركز نقوم بفتح الدورات فيها بشكلٍ مستمر، حيث تُعطى في الأكاديمية دروس تثقيفية وتدريبية عن مسببات التلوث البيئي والأضرار التي تنتج منه”.
كما بينت بسمة وجوب إيجاد حلول بديلة تحد من انتشار أدخنة المولدات التي تم إدخالها إلى المنطقة بسبب قطع الكهرباء عنها، والذي حدث بسبب قصف الاحتلال التركي المستمر الذي طال المنشآت الكهربائية، وتكون الخطة بإنشاء محطات للطاقة الشمسية، كبديل عن المولدات لتزويد المنطقة بالكهرباء.
انتشار التصحُّر بفعل الاحتلال التركي
يصادف السابع عشر من حزيران اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، ولوحظَ انتشار التصحر في بعض مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، منها منطقة البادية في مقاطعة دير الزور، والذي يحدث نتيجة عدة عوامل منها الظواهر الطبيعية، وقطع المياه، وحدوث الجفاف الذي يؤدي بالتالي للتصحر، وهذه الظاهرة تسببت بها تركيا في المنطقة.
ولكن بسبب ما قام به الاحتلال التركي من قطع للمياه عن المنطقة وقطع الأشجار في عفرين، هي أكبر حالة سببت ظاهرة التصحر في المنطقة، ما أثر بشكلٍ كبير على الإنسان والحيوان في الوقت نفسه.
فما توجب على هيئة البيئة في اليوم العالمي لمكافحة التصحر وما قاموا به هو إجراء دراسات في المناطق التي يتواجد فيها التصحر، كما قامت هيئة البيئة بزرع الأشجار في تلك المناطق وإنشاء مشاتل لمعالجة هذه المشكلة.
فيما لفتت بسمة إلى قيامهم بمبادرة من أجل الحفاظ على طبيعة المنطقة: “قمنا بحملة في الخامس من حزيران (اليوم العالمي للبيئة) بشعار “أرضنا مستقبلنا”، ولا زلنا مستمرين بهذه الحملة من أجل حماية البيئة عن طريق عدة حلول توعوية للمواطنين ومعالجة التلوث وأسبابه”.
استهداف البيئة الاقتصادية الكومينالية
وبينت مغزى تركيا من هذه الممارسات التعسفية بحق الطبيعة: “تهدف الدولة التركية من خلال تدمير البيئة في المنطقة وتخريبها، كما تهدف لضرب البيئة الاقتصادية لأنها من أحد عناصر فلسفة القائد عبد الله أوجلان والتي تهدف بشكل خاص إلى البيئة الاقتصادية الكومينالية، وهنا تقوم الدولة التركية بهجماتها على مشروع الأمة الديمقراطية، الذي بدوره يؤسس جميع نواحي المجتمع ويخدم مصالحهم ويحقق سُبل عيشهم”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا “بسمة محمد” حديثها بقولها: “ندعو جميع المواطنين والمزارعين للحفاظ على بيئتهم والمبادرة المستمرة على ذلك من خلال الاهتمام بالأشجار على سبيل المثال، فعندما نذكر أضرار البيئة لا نقصد بها سوى تأثيرها على البيئة فقط إنما ما تسببه من أضرار على كل من يعيش داخل هذه البيئة من إنسان وحيوان، فالطبيعة تحافظ على نفسها بشكلٍ دائم وتحافظ على الخلل التوازني إن حصل، ولكن في يومنا هذا الإنسان هو من يُشكل العبء الأكبر على البيئة”.