هو الأخ والأب قبل أن يكون المدرب

 تقرير/ جوان محمد-

روناهي/ قامشلو ـ حرم الكثيرون أولادهم من الانخراط في عالم كرة القدم بسبب عدم ثقتهم بوجود مدرب مؤتمن، يحافظ على أبنائهم ويمنحهم الرياضة الحقيقية والتي تتركز على القيم والأخلاق والاحترام في الحياة الاجتماعية بالإضافة لميدان الملعب.

في إقليم الجزيرة يتواجد مدربين من مختلف الأعمار بعدما كان في السابق المدرب يكون بعمر كبير وقل ما نجده في متوسط العمر، ولكن بعد الثورة السورية وثورة روج آفا اختلفت الكثير من الأمور.

وظهر مدربين من أجيال شابة ولعبوا دوراً جيداً في مجال التدريب بدون الخضوع لدورات مكثفة بسبب الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد بشكلٍ عام، ولكن دور المدرب حتى الآن ما زال مبهماً للكثيرين وغير معروف، وخاصةً من ناحية توجيه اللاعب لأن يكون ذو أخلاق في الملعب مع الفريق المنافس والحكم ومع الجماهير ومن هم خارج المستطيل الأخضر وحتى التحلي بروح المسؤولية والأخلاق في مجتمعه وخاصةً ضمن أسرته.

المدرب دوره لا يكمن فقط في بناء لاعب يتقن فنون لعبة كرة القدم وقوانينها، بل بنظري هناك جانب أهم من كل ذلك، وهو تربيته على الأخلاق الحميدة في الملعب وتعليمه الاحترام المتبادل في المستطيل الأخضر، بالإضافة إلى تلقينه كيفية التعامل في الحياة الاجتماعية مع والديه وأخواته وجيرانه وأصدقائه، وقلة قليلة عملوا على هذا الأمر وهذه حقيقة فقد شاهدت الكثير من المدربين حتى البعض منهم فقد احترامه بسبب تعامله بساذجة مع لاعبيه وهنا كل مدرب يعرف نفسه ويعرف مدى تقبّله من اللاعبين.

وهذا الأمر لا يجعلنا ألا نعترف بوجود بعض المدربين يعملون على تأهيل لاعب ذي أخلاق قبل أن يكون ذو مهارات، وجاهدوا بكل ما لديهم لخلق لاعبين يتحلون بالأخلاق لجانب التعلم الصحيح لفنون كرة القدم، وكما ذكرت رغم عدم خضوعهم لدورات تدريبية مكثفة، وحتى لدى الاتحاد السوري فالدورات كانت بغالبيتها تقام عبر نظام المحسوبيات والواسطات، وفي إقليم الجزيرة تقام دورات ولكنها غير مكثفة ولذا يتطلب التركيز على هذا الجانب من قبل الاتحاد الرياضي في العام القادم حيث هذا العام لم تقام أي دورة تدريبية لكرة القدم بسبب جائحة كورونا.

إن تطلعات المدرب إلى الفوز بالألقاب أو جني الأموال بعيداً عن القيام بدوره كما يجب، أصبحت ظاهرة باتت تنتشر بين المدربين لدينا، ونسيانه بأنه عندما يتسلم تدريب الفئات العمرية عليه أن يكون بمثابة الأخ والأب لهم، والعمل على تعليمهم حب الأهل والأصدقاء والجيران والدراسة والابتعاد عن الأخطاء والأمور السيئة مثل التدخين، ولكن كيف سيعمل اللاعب بنصيحة المدرب وفي يده سيجارة يدخنها؟.

على المدرب الانتباه للألفاظ والحركات والتعامل مع الآخرين أمام لاعبيه لأن الفئات العمرية تعتبر الركيزة الأساسية لرفد فئة الرجال والنوادي مستقبلاً، وفي حال بناء لاعب أخلاقي سوف ينتج لك فريق ونادي أخلاقي، وهذا الأمر لا ينفي العمل للوصول للألقاب وفي المحصلة تكامل اللاعب يأتي من بروز العديد من الصفات فيه وليس صفة المهارة الفردية باللعب فقط، بل الأخلاق صفة أساسية لنجاح اللاعب في عالم كرة القدم وسمعة المدرب بين المجتمع هي قضية هامة والكثير من الأهالي يضعونها فوق كل الاعتبارات.