إعداد / جوان محمد –
روناهي / قامشلو ـ رغم عدم التوصل لأي دواء للقضاء على فيروس كورونا وفي ظل انتشاره وحصده أكثر للأرواح في عموم بلدان العالم، الأندية الألمانية نفذ صبرها وعاد البعض منها للمران، فهل تجربتها تنقل إلى أندية أخرى في العالم؟
بعد ظهور فيروس كورنا في الصين في شهر كانون الأول من العام 2019، وبدء تفشيه في دول أوروبية عدة ومنها ألمانيا، توقفت النشاطات الرياضية في أغلب بلدان العالم، وخاصةً دوريات وبطولات كرة القدم، تحسباً من فيروس كورونا الذي أصبح بالفعل أوروبا بؤرة لهذا الفيروس، وخاصةً إيطاليا وإسبانيا، بينما في ألمانيا فقد تجاوزت أعداد المصابين بفيروس كورونا ، 113 ألفاً، وتجاوز أعداد الوفيات 2349 حالة وفاة.
أغلب لاعبي كرة القدم في العالم أصبحوا يتمرنون في منازلهم، ولكن يبدو بعض الأندية الألمانية نفذ صبرها ففي الأسبوع الماضي عاد بايرن ميونخ للمران بعد توقف لمدة 21 يوماً، بحيث كان اللاعبون يمارسون التمارين في منزلهم والبايرن يتصدر ترتيب البوندسليغا بفارق أربع نقاط عن بوروسيا دورتموند قبل ما يتم تعليق الدوري بعد المرحلة الخامسة والعشرين.
عاد النادي البافاري للمران، ولكن بتعليمات صارمة وأولها الحفاظ على مسافات آمنة بين اللاعبين، وذلك لمنع الاحتكاك فيما بينهم.
والتمارين كانت عبر مجموعات صغيرة، وبالتنسيق مع الحكومة والسلطات المختصة فيها. وسبق بايرن ميونخ نادي شالكه بالعود للتدريبات بعد توقفها بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، بقواعد تحمي اللاعبين باستخدام البروتوكول الأمني الذي أقرته الحكومة الألمانية، وهو وجود مسافة متر ونصف بين كل مواطن والآخر وذلك في الثاني من نيسان الجاري.
وقام اللاعبان أحمد كوتوجو وبينيتو رامان، بالركض على أرضية الملعب، ثم أدى بقية اللاعبين التدريب بطريقة “تنس كرة القدم”.
وتم إيقاف بطولة الدوري الألماني “البوندسليغا” حتى 30 نيسان الجاري، وقامت العديد من الأندية بإلغاء تدريباتها على أرضية الملعب، ووضعت برامج للاعبين للحفاظ على لياقتهم في المنزل.
ومع ذلك عادت بعض الأندية بما فيها بروسيا مونشنغلادباخ وفولفسبورغ وأندية أخرى، للتدريبات بشكل مخفض، بمجموعات لاعبين لا تتخطى الخمسة.
وتوقفت بطولة الدوري الألماني لكرة القدم إثر تفشي وباء كورونا المستجد “كوفيد 19” والذي ألقى بظلاله على الناشط الكروي في شتى أنحاء العالم بعد توقف جميع المسابقات المحلية والقارية في مختلف البلدان العربية والأوروبية خشية تفشي هذا الوباء بشكلٍ أكبر.
كما كشف تقرير إخباري، أن مسؤولي كرة القدم الألمانية يتطلعون إلى استئناف منافسات الدوري الألماني، في 9 أيار المقبل، في حالة الحصول على الضوء الأخضر من جانب السلطات.
من جانبها أوضحت صحيفة “بيلد” أن مسؤولي الاتحاد الألماني لكرة القدم اتفقوا خلال اجتماع عبر دائرة الفيديو المغلقة، على أن استئناف المنافسات في التاسع من أيار، هو الموعد الأرجح.
وعقد الاتحاد الألماني، الاجتماع للمناقشة بشأن دوري الدرجة الثالثة، لكن الصحيفة نقلت عن متحدث قوله إن الاتحاد يتابع خطط رابطة الدوري الألماني، التي تدير مسابقتي دوري الدرجتين الأولى والثانية.
وجرى تعليق منافسات كرة القدم في ألمانيا منذ منتصف آذار الماضي بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث فرضت قيود صارمة من قبل الدولة للحد من انتشار العدوى، ويستمر التعليق حتى 30 نيسان الجاري.
هل يستكمل الدوري الألماني بدون جمهور؟
ويتطلع المسؤولون والأندية إلى استئناف المنافسات بدون جمهور خلال الشهر المقبل، من أجل تقليل الخسائر المالية المنتظرة، بينما أعرب أولريش مويرر، وزير داخلية ولاية بريمن الألمانية، عن اعتقاده بأن استئناف فعاليات الموسم الحالي للبوندسليغا، حتى بإقامة مباريات دون جمهور، فكرة غير جيدة.
وقال مويرر في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية، إنه يتوقع أن تصل جائحة كورونا إلى ذروتها في أيار وحزيران المقبلين.
وأضاف: “سيكون هناك عدد كبير من المرضى، ووفيات أيضاً، وأوضاع صعبة في المستشفيات، ولا أستطيع أن أتخيل، حتى مع توافر حسن النية، أن يتم تنظيم مباريات دون جمهور وكأنه ليس هناك شيء”.
وأوضح مويرر: “لا يزال لدينا تصورنا الواضح، وهو أننا لا يمكن أن نسمح خلال الأسابيع المقبلة بأي تجمعات حاشدة، لأن المخاطر الصحية ستكون كبيرة”.
وأردف: “لا يتوافق هذا التقدير مع إقامة مباريات دون جمهور، لأننا نتخوف أن يتجمع المشجعون مرة أخرى أمام الملاعب”.
ولكن رغم كل ما ذكر فقد نزلت عدة أندية ألمانية للمران، وقد تصبح هذه الفكرة رائجة لدى أندية أخرى مثل الأندية الجزائرية التي تفكر في الوقت الحالي لتطبيق نفس الفكرة، بحيث أكد صالح باي عبود، المكلف بالإعلام لدى الاتحاد الجزائري، أن قرار الفيفا باستكمال ما تبقى من الموسم، حسم الجدل بشأن مستقبل الدوريات المحلية، في ظل تواصل أزمة فيروس كورونا.
وقال عبود في حديث للإذاعة الجزائرية “الفيفا طالب جميع الاتحادات باستكمال الموسم، وهذا القرار ينطبق أيضًا على الجزائر”.
وتابع: “الاتحاد الأفريقي سيحاول إيجاد طريقة لإقامة تصفيات كأس أمم أفريقيا 2021، الأمر متعلق بمصداقية المنافسات، لا يمكن حرمان الأندية والمنتخبات من الجهد المبذول طوال الموسم”.
وأضاف “لا خيار أمامنا سوى التحضير لاستئناف النشاط الرياضي، تواصلنا مع كريم مطمور الذي يعمل بباير ليفركوزن، وقدم لنا بعض الشروحات عن الطرق التي تسير عليها أندية ألمانيا لاستئناف التدريبات الجماعية”.
وأتم “الاتحاد الجزائري بدوره حريص على إيجاد صيغة مناسبة لاستئناف النشاط الرياضي ووضع حلول مناسبة للحفاظ على سلامة اللاعبين وإمكانيات الأندية”.
بينما أبلغ إيمانول ألجواسيل، المدير الفني لريال سوسيداد، لاعبيه، برغبته في استئناف التدريبات ابتداءً من يوم الثلاثاء 14 نيسان.
وبحسب صحيفة “موندو ديبوريتفو” الإسبانية، فقد تم نقل ذلك عبر مكالمة فيديو أجراها ألجواسيل مع لاعبيه، أمس الجمعة، حيث تبادلوا الحديث أيضاً عن التدابير الأمنية والاحتياطية التي اتخذوها لتجنب انتشار فيروس كورونا.
ولم يعلن أي نادٍ إسباني حتى الآن موعداً لاستئناف تدريباته، حيث يلتزم الجميع بالتدريب في المنزل، انتظارًا لتلقي التعليمات والأوامر من السلطات الإسبانية، بإمكانية استئناف النشاط.
جدير بالذكر أن الدوري الإسباني متوقف منذ 13 آذار الماضي، حيث تعد إسبانيا من أكثر الدول التي تحتوي على حالات إصابة بفيروس كورونا.
ونشاهد بعد خروج بعض الأندية الألمانية للمران بمجموعات صغيرة والاعتماد ترك مسافات أمانة بين اللاعبين، فقد تنتقل الفكرة لأندية في دول أخرى، ويأتي ذلك لأن الكثيرين يظنون بأن القضاء على جائحة كورونا مازال أمر بعيد في الوقت الحالي، بسبب استمراره بحصد الأرواح بحيث تجاوزت نسبة الوفيات 108ألف، والمصابون المليون وسبعة مئة ألف بينما المتعافون فقد تجاوز العدد 400 ألف، إحصائية هي حتى أمس السبت ليلاً، في ظل افتقار لوصول حقيقي لدواء يقضي على هذا الفيروس من قبل دول العالم حتى الآن.
