سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل يتكرّر الإنجاز ونشهد نُسخة مميّزة من دوري السيدات؟

قامشلو/ جوان محمد ـ

كان التاسع من شهر تموز عام 2021 يوماً سُجِّل في التاريخ بحروفٍ من ذهب بشمال وشرق سوريا للكرة الأنثوية، وكان موعد انطلاق أول دوري للسيدات بكرة القدم في إقليم الجزيرة على الملاعب المكشوفة، وجاري حالياً الاستعداد للنسخة الثانية؛ فهل نشهد تكرار الإنجاز؟
نكرّر أنه لن ينسى أحد تاريخ التاسع من شهر تموز عام 2021، يوم بدأت منافسات أول دوري لكرة القدم للسيدات على الملاعب المكشوفة والكبيرة بـ 11 لاعبة في إقليم الجزيرة، بمشاركة ستة نوادي، ونستطيع القول بأنه عام تاريخي، وسوف يُخلَّد في ذاكرة الجميع، وليس بإقليم الجزيرة فقط، بل حتى في كل شمال وشرق سوريا.
ويستعد حالياً المجلس الرياضي بإقليم الجزيرة (الاتحاد الرياضي) سابقاً لإطلاق النسخة الثانية من دوري أندية إقليم الجزيرة للسيدات بكرة القدم لعام 2023، وذلك عبر عقد اجتماعات مع الأندية التي تنشط لديها لعبة كرة القدم للسيدات.
وتعدُّ هذه النسخة هي الثانية بعد النسخة الأولى التي أُقيمت للموسم 2020 ـ 2021، وكانت بمشاركة ستة أندية، بينما حالياً قد لا نشهد مشاركة بنفس العدد، فعلى الأرض هناك نادي الآسايش وأهلي عامودا وبيمان وواشو كاني، وسننتظر ما يتمخّض من هذه الاجتماعات فقد نشهد ظهور مشاركات من أندية أخرى، رغم أن هذا الأمر مُستبعد كون معظم الأندية تهتم بلعبة كرة القدم بالدرجة الأولى للذكور والقليل منها تُعير الاهتمام لباقي الألعاب سواء إن كانت فردية أو جماعية، وخاصةً الأنثوية منها.
بداية اللعبة
وكان تشكّل أول فريق نسائي مُرخّص عام 2016 عبر سيدات نادي قامشلو، وهن أنفسهن من حصدن لقب الدوري الأول الرسمي على الملاعب المُغطاة “سداسيات” عام 2017، وكان بمشاركة ستة أندية وهي: قامشلو ـ أهلي عامودا ـ ميتان سري كانيه ـ براتي تربه سبيه ـ جودي رميلان كركي لكي ـ حسكة.
كما أن لاعبات سيدات نادي قامشلو حققنَ لقب أول دوري على الملاعب المكشوفة، والذي أُقيم لموسم 2020 ـ 2021، ولكن باسم سيدات الآسايش بعد توقف نشاط سيدات نادي قامشلو.
وفي الموسم 2020 ـ 2021، نظّم الاتحاد الرياضي سابقاً المجلس الرياضي حالياً، أول دوري لسيدات كرة القدم على الملاعب المكشوفة وبـ 11 لاعبة، وأُقيمت مباراة الافتتاح على أرضية ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، بينما باقي المباريات أُقيمت على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو، وشارك بالدوري أندية: الآسايش ـ أهلي عامودا ـ بيمان ـ فدنك ـ قنديل ـ الطريق.
وفي هذا الدوري شاركت أربع لاعبات من خارج إقليم الجزيرة، ولعبن مع سيدات بيمان وهن: خزامة الملحم ـ رشا رمضان ـ نادية عساف ـ هيا حلبي.
رغم أن التجربة كانت تقام للمرة الأولى لبعض النوادي، ولكن بشكلٍ عام كان المستوى جيداً وبعض المباريات كانت نارية مثل مباريات سيدات الآسايش وبيمان والآسايش وأهلي عامودا وبيمان وأهلي عامودا.
ونستطيع أن نُسمي الدوري بأنه خطوة تاريخية وشارك في عملية نجاحه الجميع بدون استثناء ولاقى صدىً جماهيرياً كبيراً، واستطاعت سيدات الآسايش حصد اللقب برصيد 13 نقطة، حيث كان نظام الدوري يعتمد على اللعب من مرحلة واحدة بطريقة الدوري، ومن يحقق أكثر عدد من النقاط يحصل على اللقب، وحققت سيدات الآسايش اللقب كما ذكرنا برصيد 13 نقطة وجاءت سيدات أهلي عامودا بالمركز الثاني برصيد 11 نقطة، وثالثاً سيدات بيمان بعشر نقاط.

وكانت مراسم التتويج على الشكل التالي:
ـ كأس المركز الأول: سيدات الآسايش.
ـ كأس المركز الثاني: سيدات أهلي عامودا.
ـ أفضل لاعبة في الدوري: آهين محمد لاعبة نادي الآسايش.
ـ هدافة الدوري: آية محمد لاعبة نادي الآسايش برصيد ثماني أهداف.
ـ أفضل لاعبة في المباراة الختامية: سمر شيخ بكر لاعبة نادي أهلي عامودا.
ـ أفضل لاعبة في المباراة الختامية: منال حاجي لاعبة نادي أهلي عامودا.
ـ أفضل حارسة مرمى: همرين علي نادي أهلي عامودا.
ـ النادي المثالي: فدنك.
ـ أفضل وسيلة إعلامية: صحيفتنا “روناهي”.
ـ دروع للأندية المشاركة الستة: الآسايش ـ أهلي عامودا ـ فدنك ـ قنديل ـ الطريق ـ بيمان.
بخصوص تكريم صحيفتنا “روناهي” جاء بعد تغطيتها لكافة المباريات بدون تغيّب وكانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي واكبت اجتماعات القرعة والدوري واستعدادات الأندية لهذا الدوري الأول من نوعه في إقليم الجزيرة وشمال وشرق سوريا.
وقد يتساءل البعض لماذا نُسمي الخطوة تاريخية؟ نعتبرها ذلك للكثير من الأسباب أولها بغياب الدعم والملاعب المناسبة أُقيم الدوري، مثل هذا الدوري لم يُقم في الكثير من البلدان في الشرق الأوسط والعالم أيضاً.
الإدارات للأندية تعتمد على أنفسها فلا ميزانية مُخصصة لرياضة المرأة حتى الآن من قبل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وهذه الأندية استمرت رغم كل المعوقات والتنمّر في البداية على اللاعبات ومعارضة ورفض الكثير من الأهالي لإرسال بناتهم للملاعب، ولكن بإصرار المدربين والإداريين واللاعبات وبعض الأهالي الذين دعموا بناتهم، وإقامة البطولات من قبل المجلس الرياضي، استطاعت لعبة كرة القدم للسيدات الاستمرار إلى الآن.
الاتحاد الرياضي سابقاً والمجلس الرياضي حالياً، بحسب الإمكانات المتوفرة يُقدّم الدعم، ولكنه غير كافٍ لأن هذه اللعبة باتت تتطلب الكثير من المصاريف فالتمرين الواحد يُكلّف الكثير، وحتى كما شاهدنا في السابق فبسبب غياب الدعم المطلوب باتت سيدات قامشلو يلعبن بأسماء أندية أخرى، وسيدات براتي وسري كانيه لم يُكملنَ المسيرة، ومثلهن سيدات جودي، وفي العام الماضي تم حل سيدات نادي قنديل.
وبعدها ولحساب نفس الموسم الكروي2020 ـ 2021، أُقيمت منافسات أول كأس على الملاعب المكشوفة أيضاً، وشاركت سبعة نوادي بالمسابقة، وشاركت سيدات شبيبة الحسكة بجانب النوادي السيدات الست اللواتي شاركن في بطولة الدوري، وحققت سيدات أهلي عامودا اللقب بعد فوزهن في المباراة النهائية على سيدات بيمان بهدف دون رد.
إنجازات مُختلفة
سيدات إقليم الجزيرة لم يقفن هنا، ففي أول بطولة أقيمت للسيدات على مستوى شمال وشرق سوريا العام الماضي 2022، حقق منتخب سيدات إقليم الجزيرة المركز الأول، وأثبتن أنهن صاحبات الألقاب أينما يتواجدن. كما حققت لاعبات من روج آفا واللواتي يلعبن مع أندية إقليم الجزيرة إنجازات على صعيد لعبة كرة القدم على مستوى سوريا، فقد حققن لقب الدوري السوري لكرة القدم للسيدات بنسخته الأولى باسم سيدات عامودا للموسم 2019 ـ 2020، وأيضاً النسخة الثانية باسم الخابور موسم 2020 ـ 2021، وهو دوري يُقام تحت مظلة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، ولكن في النسخة الثالثة لم تأتِ سيدات الناديين الخابور وعامودا بنتائج مُرضية موسم 2021 ـ 2022، ولعبت الظروف الأمنية واستمرار هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة دوراً كبيراً، بالإضافة إلى ضغط المباريات وقلّة الدعم من أهم أسباب عدم الحصول على نتائج إيجابية، وفقط حققت سيدات الخابور المركز الثالث وقتها.
وفي النسخة الرابعة حققت سيدات الهلال من مدينة قامشلو وجل لاعبات النادي هن من نادي الآسايش المرخّص من المجلس الرياضي في إقليم الجزيرة، مركز الوصافة أي الثاني، بعد سيدات فيروزة اللواتي حققن اللقب للموسم 2022 ـ 2023، وذلك للمرة الثانية على التوالي، وجاءت سيدات عامودا بالمركز الثالث، ولكن رغم هذا التعثّر في النسخة الرابعة من دوري السيدات لكرة القدم في سوريا، ستبقى لاعبات إقليم الجزيرة بطلات سوريا بامتياز وحققن الألقاب، وناهضن التنمّر والتعليقات الساخرة ليصلن إلى الألقاب والافتخار بهن في الداخل والخارج.