هل من منفذ للمحتاجات عدا التسول؟؟؟!!!

روناهي/ الرقة – التسول ظاهرة غير حضارية تلامس المجتمع في كل مكان، وفي الرقة نشاهد هذه الصورة؛ امرأة لجأت إلى التسول باعتقاد منها أنه الحل الوحيد لكسب الرزق، فإلى متى سيعاني مجتمعنا من هذه الظاهرة دون الاهتمام من الجهات المعنية؟؟!!!

التسول ظاهرة اجتماعية منتشرة واسعة الانتشار، تكون بطلب شيء من المال أو الأكل من الناس في التجمعات العامة، ويُسمى الشخص الذي يقوم بطلب المال المتسوّل، ويتصف بأنّ مظهره غير لبق، ولباسه ممزق لاستدراج عطف الناس المارّة وشفقتهم، وقد يقوم ببعض الأعمال التي لا ضرورة لها كبيع السجائر ومسح السيارات، وغيرها من الأعمال مقابل الحصول على المال، وبصرف النظر عن صدق المتسول أو كذبه، هذه الظاهرة الاجتماعية الخطرة تهدد المجتمع إذ إنها تتسبب في ظهور البطالة، كما أن فيها إهداراً للكرامة الإنسانية أمام الناس، وفي الآونة الأخيرة انتشرت بشكلٍ كبير، ولا شك في أن هذه الظاهرة السلبية تشير إلى وجود عدد من المشكلات الاجتماعية في مجتمعنا.

أسباب انتشار هذه الظاهرة السلبية؟؟؟

من بعض أسباب انتشارها؛ عدم إرادة المتسول بذل الجهد الفكري والبدني لمواكبة الحياة بالعمل، فيلجأ إلى الكسل والخمول فيضطر إلى العيش متسولاً، ونظرة الناس إلى المتسولين نظرة شفقة بما يظهرونه من عبارات كالبكاء وتقديم المستندات المزورة، فتجد أن كثيراً من الناس يدفعون الأموال إلى هؤلاء المتسولين ما يشجعهم على انتهاج هذا المسلك في الحياة، وترك اتِّباع السبل الأخرى الصحيحة في تحصيل المال، إلى جانب عدم وجود رعاية، واهتمام بالحياة الاجتماعية تضمن للمتسولين سدَّ حاجتهم، وحمايتهم من الوقوع في الفقر ناهيك عن غلاء المعيشة، واستعراض الثروات بشكل مبالغ به ما يدفع البعض للحصول على المال بأي شكل لمجاراة نمط الحياة الجديدة، وكذلك الإدمان على المخدرات فعندما لا يجد المدمن ما يشتري به المواد المخدرة يدفعه ذلك إلى التسول للحصول على المال.

تفشت هذه الآفة مؤخراً في الرقة بكثرة

تفشت ظاهرة التسول في الرقة بكثرة، وخاصةً لدى النساء، حيث أن الشوارع باتت تعج بالمتسولات، إحدى تلك الحالات أم محمود والتي امتنعت عن ذكر اسمها لأسباب خاصة، وهي تقطن في أطراف مدينة الرقة في خيمة مهترئة تحديداً في حي الرميلة الواقع في الجهة الشمالية الشرقية.

تستيقظ أم محمود، في كل صباح لتحمل طفلها البالغ من العمر عام ونيف، وتتجه نحو مركز المدينة لتلتمس إحسان المارَّة.

تُنهر، وتُشتم، وتُطرد في محاولاتها المستمرة لجمع ما تسدُّ به رمقها، وطفلها، وفي هذا السياق قالت: “أمكث مع طفلي في خيمة بالية بالقرب من مستنقع للصرف الصحي، ونعاني من الروائح المنبعثة منه، ناهيك عن المكوث في تلك الخيمة تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً، والبرد والأمطار شتاءً مع كل طلوعٍ للشمس أحمل طفلي محمود، وأتجه صوب الأسواق، وأطلب من المارين، وأصحاب المحلات التجارية بعض النقود والطعام، تارةً أجلس أمام المحلات، وأخرى أتجول في الشوارع”.

واختتمت أم محمود الحديث عن وضعها قائلةً: “توفي زوجي منذ 13شهراً فتقطعت بنا السبل، أنا وطفلي، فلم يعد لنا أحد نلجئ إليه ليعيلنا مما اضطرني سوء الحال للتسول”.

اضطرار أم محمود إلى التسول ليست بطريقة صحيحة، لكنها لجأت إليه لإنقاذ طفلها الصغير، كونها لم تعد تعرف أي الأبواب تدق، طبعاً جاء هذا نتيجة ضعف في إرادتها لأن المرء ذو الإرادة الحرة بإمكانها أن يجني المال بتعبه بطرق حضارية فالتسول يعتبر عجز وكسل للشخص الذي يمارسه، ولكن هنا نستاءل أين الجهات المعنية بشؤون المرأة والمجتمع من تفاقم هذه الظاهرة فالصور اللاحضارية لظاهرة التسول خاصة لدى المرأة تعطي الطابع اللاحضاري للمنطقة، فإلى متى ستبقى تلك الجهات معصومة العينين عن تلك الصور وتغفل عن أداء واجبها للقضاء على مثل هذه الظواهر السلبة في المجتمع.