سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل فكرت لماذا الثعبان والكأس شعار الصيدليات؟!!

قامشلو/ دعاء يوسف

– دائمًا ما نرى رمز الحية والكأس مرافقاً لشعار الصيدليات، لكن من أين أتى هذا الرمز؟ وما قصة الأفعى المعانقة للكأس بالطب ومجال الصيدلة؟
تختلف الشعارات الدالة على الصيدلة، ومن أهم هذه الشعارات المطرقة والهاون، اللذين يدلان على الأدوات المُستخدمة قديمًا في تصنيع المركبات الدوائية المختلفة، إلا أن شعار الكأس الملتف عليه الأفعى، هو الأبرز والأغرب وهو يعود للعصور الإغريقية، وآلهة الصحة الإغريقي، التي كان الناس يؤمنون بها في ذلك الوقت.
قصة الأفعى في شعار الصيدليات
حيث يعود هذا الرمز إلى القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان الإغريق يؤمنون بالسحر والشعوذة لعلاج الأمراض، وقد بدأت هذه الممارسات مع قيام الحكيم الإغريقي “إسكيلابيويس” بعلاج مرضاه عن طريق لمس يده أو من خلال عصاه، أو عبر لسان حيته، التي كانت ترافقه أينما ذهب.
ووفقًا للأساطير، فاسكيلابيوس هو ابن الإله “أبولو” في الميثولوجيا الإغريقية، وكان اختصاصه التطبيب والشفاء من الأمراض، وبناء على ذلك اتخذت رمز العصا والحية كرمز لمهنة الطب والصيدلة في دول العالم، وحينما أصبحت الصيدلة تخصصًا مستقلًا عن الطب، اتخذ رمز العصا، التي تدل على شعار المسافر مع حية، تلتف حولها لتكون رمزًا لمهنة الطب Symbol of Medicine، واتخذ رمز الكأس وتلتف عليه أفعى رمزًا لمهنة الصيدلة Symbol of Pharmacy، ويرمز الكأس لابنة إسكيلابيوس، حيث اعتادت على مساعدته في مهنته.
وابنة إسكليبيوس كانت تدعى بآلهة الصحة والنظافة وكانت تعمل دائما على تعريف الناس بطرق الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة دون الإصابة بأي مرض، وكان الإغريق يمثلونها دائما بامرأة تطعم أفعى ملفوفة حول جسدها أو تشرب من الوعاء الذي تحمله.
وبسبب تقديس الإغريق آلة الطب إسكليبيوس وابنته هيجا آلهة الصحة، قام الإغريق بتجميع الرموز الخاصة بهم وأصبحت هي رموز للمجال الطبي، وأصبح الرمز للمجال الطبي بأكمله، هو عبارة عن أفعى تلتف حول عصا طويلة وتشرب من وعاء، وتم تغيير هذا الشعار في الطب بعد إنشاء أمريكا رموزاً طبية أخرى، ولكن استمر استخدام هذا الرمز في مهنة الصيدلة حتى الآن.
وظهر ثعبان Epidaurus وهو يعانق الكأس، منذ عام 1222م، في مقاطع من بادوا (إيطاليا) كرمز مميز للصيدلية المستخدمة نمطاً رئيسياً لرايتهم، حيث أن الثعبان يرمز إلى فن الشفاء والخصوبة والحياة.
ورموز الصيدلة تتناوب من بلد إلى آخر، في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، يتم استخدام الصليب الأخضر، يستخدم هذا الرمز أيضًا في فرنسا وبلجيكا وإيرلندا وإيطاليا وإسبانيا وأيضًا في الأرجنتين والهند والعديد من البلدان الأخرى.
والصليب هو رمز الإنقاذ والحماية العسكرية والمدنية، هذا الصليب المسمى أيضًا “الصليب اليوناني”، له أربعة أذرع متساوية، في الأصل كان هذا الصليب الشهير أحمر، وقد استعار الصيادلة هذا الرمز من المنظمة الدولية للصليب الأحمر، وهي منظمة أنشئت في أواخر القرن التاسع عشر.
استعمال سم الأفعى في علاج الأمراض
يستخدم سم الأفعى في علاج العديد من الأمراض ومنها أمراض القلب وتخثر الدم أو تجلطه، وهذا حيث أنه يوجد مادة باتروكسوبين وهي المادة التي يتم استخراجها من الأفعى التي تعيش في جنوب أمريكا.
ويتم استعمالها من خلال الجراحون خلال إجراء العملية الجراحية، وهذا من أجل السرعة الخاصة بالتئام الجروح، وقبل إجراء العمليات الجراحية، يتم أخذ كمية قليلة من الدم، ويتم تغطيتها بمادة باثروكسوبين، وهي التي تدخل في تكوين الدم وهي مادة جيلاتينية ويتم وضعها على الأوعية الدموية المفتوحة، التي يتم فتحها على الجروح فتعمل على التئام الجروح بسرعة كبيرة.
كما أن سم الأفاعي يدخل في صناعة العديد من العقاقير التي تعالج العديد من الأمراض، والتي منها النوبات القلبية وجلطة الدم وهي من أكثر المسببات الأساسية لذلك العديد من المصانع الخاصة بالأدوية الأمريكية تقوم باستخراج المادة التي تسمى تيروفيبان من الأفاعي، وهي ذات اللون الترابي المائل إلى الاصفرار.
وتعيش في الغالب في إفريقيا والقارة الأمريكية وتمنع هذه المادة الصفائح الدموية من التثاقل والأوعية الدموية من الانسداد ويتم تقليل الخطر الخاص بالأحشاء.
كما إن سم الأفعى يتم استعماله في علاج الروماتيزم ويعالج الأمراض السرطانية، وهذا المصل الذي يسمى بعلاج السم النقي ويتم الاستعانة به من خلال مزجه بالعديد من الحقن لتحقن في المكان المصاب سواء الركبة أو المفاصل وبعد هذا يختفي تماماً التهاب المفاصل وهو له تأثير قوي في استرخاء العضلات ويقوي مادة إنتوكسين جهاز المناعة.
ولربما بقي شعار الأفعى حتى يومنا هذا لدلالة الفائدة الطبية في سمها.