هل سنشهد هذا العام دوري السيدات على الملاعب المكشوفة؟

تقرير/ جوان محمد –

روناهي/ قامشلو ـ تجربة لم يكتب لها النجاح بسبب إهمال الاتحاد الرياضي لها، وهي محاولة نشر لعبة كرة القدم للسيدات على الملاعب المكشوفة، ففي العام الماضي 2019 شهد ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو لقاء ودي وتشجيعاً للعب على الملاعب المكشوفة والنظامية بـ 11 لاعبة، بين سيدات ناديي أهلي عامودا وقنديل، ولكن غاب عنه الحضور الرسمي للاتحاد، والتجربة مرت مرور الكرام.

كان من المفترض تبني التجربة ونقلها لتكون دوري في إقليم الجزيرة ولكن هذه التجربة سرقت وعمد الاتحاد الرياضي “العربي” السوري لكرة القدم لإقامة دوري لموسم 2019 ـ 2020، ونجحوا في التجربة إلى حدٍ كبير، وكان الجواب من قبل الأندية في إقليم الجزيرة لكرة القدم “السيدات” بأنهم أصحاب الفكرة والتجربة بعد أن فازت سيدات عامودا والنادي الذي كان معظم لاعباته من أندية الإقليم باللقب الدوري الأول في سوريا على الملاعب المكشوفة وبـ 11 لاعبة.

الدوريات في إقليم الجزيرة بدأت في العام 2017، وكانت على أرضية الملاعب المغلقة للسداسيات وكانت التجربة جيدة جداً مقياساً بالإمكانيات والأداء والأندية القليلة، والتي كانت فقط أربعة نوادي، لتكبر التجربة ويشارك في آخر دوري في العام 2019، تسعة نوادي.

دوريات أعوام: 2017 ـ 2018ـ كان اللقب من نصيب سيدات نادي قامشلو، أما دوري العام 2019، فقد كان من نصيب سيدات الأسايش، والكأس لمرتين كان من نصيب سيدات قامشلو لعامي 2018 ـ 2019، أما السوبر فقد كان من نصيب سيدات أهلي عامودا لمرتين 2017ـ 2018.

كل ما ذكر كان على الملاعب المغلقة ولكن في العام 2019، أقيم أول لقاء على الملاعب المكشوفة بين ناديي قنديل وأهلي عامودا وكانت تجربة رائدة وخطوة الأولى من نوعها في سوريا.

والغرض والهدف كان الاستعداد لإقامة دوريات على الملاعب النظامية بـ 11 لاعبة واحتضن ملعب شهداء الثاني عشر من آذار المباراة، التي غاب عنها الحضور الرسمي من قبل الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة، كيف لإدارة النوادي أن تفكر أكثر من الاتحاد نفسه في تطوير واقع اللعبة هذه البادرة من الناديين كانت من المفترض أن يتم تبنيها من قبل الاتحاد الرياضي، ولكن لم يحصل ذلك في تكرار لتجارب أخرى مريرة عاشتها الأندية.

والمباراة فازت وقتها سيدات أهلي عامودا على سيدات قنديل برباعية نظيفة، والدليل بأن سيدات الإقليم قادرات للعب على الملاعب المكشوفة كما ذكرت في بداية التقرير، بأنهن دوَّن التاريخ بحروف من ذهب وأحرزن لقب أول دوري في سوريا على الملاعب المكشوفة وكان عبر سيدات نادي عامودا.

رغم قلة الإمكانيات وإقامة مرحلة الذهاب بظروف قاسية بحيث كانت مع انطلاق هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري على سري كانيه وكري سبي والعديد من المناطق الأخرى في شمال وشرق وسوريا، ولكن سيدات عامودا أثبتن بأنهن تلقين المهارة الكافية والخبرة من خلال دوريات الإقليم لعدة أعوام، وكان لهن الترتيب الأول بين الأندية المشاركة وأصحاب الإمكانيات الكبيرة، لنقول بالفعل كان إنجاز تاريخي بكل معنى الكلمة وكان ترتيب سيدات عامودا وفق التالي:

1ـ نادي عامودا 28 نقطة.

2ـ نادي محافظة حمص 23 نقطة.

3ـ نادي شرطة حماة 23 نقطة.

4ـ نادي العربي 20 نقطة.

5ـ نادي محافظة دمشق 12 نقطة.

6ـ نادي جرمانا 10 نقاط.

7ـ نادي عمال السّويداء نقطتان.

ضرورة تقديم الدعم لرياضة السيدات لكرة القدم

على الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة طلب دعم كبير من هيئة الشباب والرياضة بشمال وشرق سوريا للارتقاء أكثر بواقع لعبة كرة القدم للسيدات، فالدعم الذي يقدم يعتبر قليلاً ولا يرتقي للمستوى المطلوب فهذه الأندية لا تمتلك الإمكانيات الكبيرة وشهدنا العام الماضي انسحاب بطل الدوري والكأس نادي قامشلو بسبب الظروف المادية الصعبة التي يمر بها النادي، ولعب فقط مرحلة الذهاب وانسحب ولم يكمل مرحلة الإياب، رغم أن هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة يجهدون بقدر الإمكان لتقديم الدعم، ولكن الدعم الأكبر مطلوب حالياً من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا بالإضافة لهيئة المرأة وكل من يعني بشؤون المرأة، فالمرأة الشابة الرياضية بحاجة للدعم للعبة كرة القدم وحتى كافة الألعاب الأخرى.

والأندية التي تتواجد في الإقليم بحسب آخر مشاركة في الدوري الأخيرة الذي أقيم في إقليم الجزيرة هي: فدنك ـ الأسايش ـ قامشلو ـ جودي ـ أهلي عامودا ـ سري كانيه ـ عمال الجزيرة ـ الطريق ـ قنديل.

بينما لدينا معلومات تفيد بأن البعض من هذه النوادي حلت فرق السيدات لديها، وانضمت اللاعبات لنوادي أخرى، وقد نشهد أندية أخرى تعمل على تشكيل فرق نسوية لديها، ولكن الأهم هو بأن التجربة قائمة والأندية مازالت تقاوم رغم ضعف الإمكانيات للنهوض بواقع لعبة كرة القدم للسيدات في إقليم الجزيرة للأفضل.

ونتوقع بأن هذه الأندية قادرة للتعايش مع هذه التجربة والتي هي اللعب على الملاعب المكشوفة بـ 11 لاعبة وكما ذكرنا نجحت اللاعبات من أندية الإقليم في الدوري السوري، لذى يجب أن تنتقل البطولات لدينا للملاعب النظامية حتى لو كانت المشاركة بأربعة أندية فقط، فدائماً يجب التوجه نحو التطور والارتقاء بواقع الألعاب، وأن لا نبقى فقط، أما مكانك رواح أو العودة للوراء، والآمال معلقة على الجميع بالتعاون وبلوغ كافة الأهداف الإيجابية لكرة القدم للسيدات ومنها اللعب على الملاعب المكشوفة، وتشكيل منتخب لسيدات إقليم الجزيرة.

ففيروس كورونا راحل لامحالة، وستعود النشاطات الرياضية للحياة مجدداً، وهي متوقفة منذ منتصف شهر آذار الجاري بسبب هذا الفيروس في شمال وشرق سوريا، ولكن هل سنشهد هذا العام دوريات إقليم الجزيرة على الملاعب السداسية أم الملاعب الكبيرة المكشوفة؟