سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل تؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة على سوريا؟

هيفيدار خالد_

تشقّ الأزمة السوريّة طريقها نحو المجهول دون أية حلول من قريب أو بعيد، تاركةً وراءها ثلاثة عشر عاماً، سادها القتل والدمار والحروب والصرعات والعنف والنزوح والهجرة وتردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة إضافةً إلى حالة من الفوضى والفلتان الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق والمناطق المحتلة من قبل تركيا والمرتزقة التابعة لها، وسط جمود جهود ومساعي الحل الدولية والإقليمية لإنهاء هذه الأزمة ووضع حداً لمعاناة السوريين، وخاصةً الإدارة الأمريكية التي تريد الحفاظ على الوضع الحالي في البلاد دون أي رؤية حقيقية ومنطقية للخروج بها من “المقصلة” التي تعيشها، فهي لا تمتلك استراتيجية واضحة لحل القضايا الشائكة في الوقت الحالي؛ نتيجة تقاطع أهداف ومصالح القوى المتدخلة بالملف السوري في العديد من الملفّات المهمّة.
ومع استعداد أمريكا لعقد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من شهر تشرين الثاني 2024، تتجه أنظار المتابعين للشأن الإقليمي والدولي إلى نتائجها وتداعياتها على المنطقة وعلى وجه الخصوص سوريا التي باتت مُقسمة بين قوى خارجية ودول إقليمية، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات من قبل كيف ستؤثّر نتائج هذه الانتخابات على المشهد السياسي في سوريا بشكلٍ عام والمشهد الاقتصادي المتأزّم بشكلٍ خاص، في حال فوز الرئيس الحالي جو بايدن؟ وما المصير الذي ينتظر الشعب السوري في حال فوز دونالد ترامب؟ وهل نشهد أي تغيّرات في مسار العلاقات بين البلدين أم سيبقى الوضع على ما هو عليه؟
الجميع مُتّفق على أنّ الإدارة الأمريكية كان لها دور كبير في تأجيج الصراع بين الأطراف السوريّة وخلق أزمة داخلية بما يخدم مصالحها في المنطقة، حيث ساهمت في مد الصراع وبذلت الجهود في سبيل استمراره وذلك على حساب الشعب السوري بالدرجة الأولى. فلم تقدم أي مبادرة حقيقية أو تأسّس لمرحلة جديدة تضع أساساً يمكن الاتكاء عليه في بدء مسار يقود إلى إنهاء الصراع، بل اكتفت بفرض عقوبات على المسؤولين في حكومة دمشق، رغم أنه لا يخفى على مثلها أن عقوباتها لم ولن تطال المسؤولين السوريين هناك، وأنها بالتأكيد ستطول عموم الشعب السوري الغارق بين براثن الفقر والجوع والهلاك.
آراء وتحليلات كثيرة تؤكد أن سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السوريّة لن تتغير ولن تكون بأفضل مما هي عليه الآن، وربما أن ملف سوريا وأزمتها غير موجود في أولويات كل من بايدن وترامب، ومن المُرجّح ألا تتحرك الولايات المتحدة وتتخذ قرارات كبرى وخطوات ملموسة فيما يتعلق بموقفها تجاه سوريا إلا بتنسيق كامل مع إسرائيل.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستتأثر جهود الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص محاربة الإرهاب ومكافحة خلايا مرتزقة داعش في العديد من المناطق السوريّة بنتائج الانتخابات القادمة أم ستبقى كما هي عليه في الوقت الحالي، حيث تولي أهمية كبيرة للقضاء على داعش حرصاً على أمنها وحماية مصالحها في سوريا؟