جل آغا/ مثنى المحمود ـ
عاش الأجداد حياة بسيطة مملوءة بالبساطة والغرابة، مرّستهم في تحمل شظف العيش النبيل، وقسوة البيئة والطبيعة، يرويها الأجداد للأحفاد، في سبك سردي شيق، لكن المرأة في تلك الحقبة كانت عنصر الجمال والأهمية فيها.
دائما ما كانت حياة الأجداد محط اهتمام لدى الجيل الجديد، يبقى الفضول يداعب مخيلة الحفيد، كيف عاش جدي؟ ما شكل بيته؟ ماذا كان يأكل؟ هل كانت حياته صعبة أم سهلة؟ أكان سعيداً أم لا؟ على وقع الإجابات عن هذه الأسئلة، كانت تصنع الأحاديث وتتلاقى الأجيال، ونعرف كيف عاش السابقون في الزمن من أهلنا.
حياة بسيطة
يحدثنا الجد عبد المحمود، الرجل الذي بلغ من العمر سبعين عاماً، بأن ما ميز الحياة منذ كان طفلاً هي بساطة المجتمع الذي نشأ فيه، إذ أن سبل الرفاهية في وقتهم، تكاد تكون أبسط الأساسيات في وقتنا الراهن، إذ يخبرنا أنهم كانوا يتناولون طعاما محدودا بسيطا مما تنتجه الأرض، أبرزها كان عِيش البرغل، ودهن الغنم، ولبنها، وقليل من التمر، أما الرفاهية فكانت مرتبطة بصفيحة من الحلاوة، التي كانوا يجلبونها من مدينة حلب، وقليل من الزبيب.
أما عن الفاكهة فقد قال الجد: إن الفاكهة التي كانت تتسلل إلى جوفهم في تلك الحقبة كانت عبارة عن بعض ثمار التين، وعناقيد من العنب، غير أن ما بقي من ثمار، ومن فاكهة حتى الخضار لم يألفها هو وأبناء جيله إلا منذ مدة قصيرة من الزمن القريب.
يستمر المحمود بالحديث مستمتعاً بذكريات شبابه وطفولته، ودائماً ما كان يربط جل ذكرياته بالسعادة، رغم ما ذكره من بساطة العيش إلا أن حديثه دائماً ما يختم بكلمات الرضا، التي تبين مدى بساطة عيشهم، وكمية المحبة والتآخي، التي كانت تجتاح مجتمعهم.