هرج ومرج… لا لتواجد النساء! الكرة في ظل حكومة دمشق وغياب معلا!

روناهي/ قامشلو ـ

---

بعد فترة استراحة للمتابعين الذين يسخرون من الكرة التي تُدار من قبل حكومة دمشق، فقد أطلت اللجنة المؤقتة للعبة كرة القدم في مؤتمر استثنائي كان مثيراً للضحك والسخرية من الباب إلى المحراب.

مؤتمر فاشل

وعُقِد المؤتمر الاستثنائي لاتحاد كرة القدم التابع لحكومة دمشق، والذي ترأسه رئيس اللجنة المؤقتة “نبيل سباعي” وأمين السر “توفيق سرحان” والرئيس الفخري للجنة الأولمبية اللواء “موفق جمعة” الذي حضر ممثلاً عن رئيس الاتحاد الرياضي العام الحالي “فراس معلا”، وكانت بدايته من التصويت على جدول أعمال المؤتمر. ولكن سرعان ما بدأت الجماهير بالسخرية حيث مثل ما يقال “المكتوب مبين من عنوانه” فقد غاب البطل المغوار صاحب الإنجازات الكبيرة التي لا تعد ولا تحصى السباح العالمي السابق فراس معلا، ولكن الطامة الكبرى كانت بتمثيل اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام السابق بصفته ممثلاً عن فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام الحالي!، ولتتهافت التعليقات الساخرة على هذا الأمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم “اتحاد العجزة”، “ياربي عالضحك رئيس اتحاد سابق ينوب عن رئيس الاتحاد الحالي ليه ماعنده نائب؟”.

“بهل البلد كل شيء بيصير”. “لواء ممثل عن شخص مدني، أنت بسوريا بلد المفاجآت”.

عدة ساعات كلها سجلات وكلام ورفع أصوات وحتى قال أحدهم “أنتو جاين تشاغبوا” في تقزيم لكل الحاضرين، وكأنه يخاطب أطفال!، مهازل وتبادل اتهامات بتصريحات إعلامية بعد المؤتمر.

أنا المخلص!

حيث قال فادي الدباس رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم سابقاً لـ شام أف إم المُقربة من حكومة دمشق: “المؤتمر كان عبارة عن “هرج ومرج”.. ولا أفكر في الترشح لأن الأجواء غير ملائمة”.

وأضاف: “الأشخاص المرشحين من قبل الأندية للحضور يجب أن يكون لديهم ثقافة وخبرة كروية عالية”.

وتابع: “بعد ثلاث سنوات أعود للاتحاد والوضع نحو الأسوأ وهذا يتحمله اتحاد كرة القدم السابق، اللجنة المؤقتة برئاسة نبيل السباعي، أكملت أخطاء الاتحاد السابق، وهذا ما أدى لنتائج سيئة بالمنتخب في الدور الثالث المؤهل لمونديال قطر 2022”.

ومن بين التعليقات على كلامه من المتابعين: “على أساس مو أنت سبب تفشيل اتحاد كرة القدم؟”.

“شوفو مين عم يحكي …بالفعل إذا لم تستحِ فأفعل ماشئت…. هالمطر من هداك الغيم”.

بينما صرّح صلاح رمضان رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم سابقاً لـ شام أف إم:

“بعض الطروحات كانت شخصية ومن مصلحة خاصة.. ولدي خطة عمل للمرحلة القادمة”.

هنا كل شخص استلم المنصب في السابق والذي لم نشهد في عصره أي إنجاز على صعيد لعبة كرة القدم السوريّة، مازال يتأمل بأنه المخلص، ولكن يتناسون بأن منهم من هو كومبارس ومنهم من هو فاسد وتقلد المنصب للسرقة وللمنفعة الشخصية.

فساد ومهازل

الكرة السورية بحاجة لدماء جديدة ومنحها كل الصلاحيات، وليس الاحتفاظ بالحرس القديم، ولكن هل هناك من يقبل بهذه المهمة في ظل كل هذا الفساد؟، العسكر والاستخبارات وحزب البعث العربي الاشتراكي، والتجار والواسطات وكل هذه التدخلات تمنع تحرك أو تقرّب الشرفاء أن كانوا في الداخل أو الخارج من تولي المناصب في الكرة السورية التي أصبحت محل سخرية للمتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي.

بنفس الوقت مازالت العقلية الإقصائية والعنصرية تطغى في لعبة كرة القدم التابعة لحكومة دمشق، حيث أكد من هم داخل المؤتمر أن بعض أعضاء المؤتمر الاستثنائي لاتحاد كرة القدم يرفضون وجود العنصر النسائي بالاتحاد القادم، رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اشترط ذلك.

والتعليقات على هذا الموقف كان على الشكل التالي:
“أنا مع أن تستلم امرأة اتحاد الرياضي العام وتستلم كرة القدم لعلَ وعسى يتحسن واقع الرياضة في سوريا”.

“ما شاء الله الرقي والحضارة .. شباب نحنا بالـ 2022 ارتقوا شوية”.

إن منح كرسي واحد للعنصر النسائي دلالة واضحة على إقصاء وتهميش المرأة الرياضية وصوتها، وهي خطوة غير مستغربة من هذا الاتحاد الذي مازال يتحكم فيه الحرس القديم الذكوري.

بث مباشر

اللافت كان أن المؤتمر كان منقولاً ببث مباشر حسب ما اشترط الاتحاد الدولي لكرة القدم وفق ما قال سرحان والذي كان حينها على جدال مع وائل عقيل منذ بداية المؤتمر الذي شهد بثه عبر وسائل التواصل تقطّعات متكررة، كما بقي جمعة وسباعي وسرحان طوال وقت الاجتماع يحاولون إقناع أعضاء المؤتمر الحاضرين بأن بالتصويت لأي قرار يتم طرحه، وسط ضجة كبيرة وغياب للتفاهم والاستماع من الأعضاء ورؤساء المؤتمر.

بالنسبة لعضوية اللجنة التنفيذية قال “سرحان” بأنه يحق لكل الأندية الممارسة للعبة كرة القدم غير المدرجة بين الأعضاء الأصليين الـ 68 المنصوص عليها بالنظام، أن ترشح من تراه مناسباً لعضوية اللجنة على أن المرشح لا يمتلك حق بالتصويت ولكن يكون مرشحاً ويطرح نفسه ووافق الجميع على هذا المقترح بعد معاناة “سرحان” لإكمال طرحه.

أما فيما يخص موضوع الشهادة العلمية، أوضح “سرحان” بأنه كان هناك جدل مع الاتحاد الدولي بسبب الموضوع وبعد الاجتماعات تم تعديل بعض الجوانب واستثناء بعضها الآخر، مبيناً أنه تم وضع شرط الشهادة لكافة أعضاء الاتحاد وكحد أدنى رئيس الاتحاد ونائبه، كما استثني من القرار: اللاعب الدولي الذي لعب مع المنتخب لمدة خمس سنوات، والمدرب الحائز على الشهادة الآسيوية A قبل 5 سنوات من موعد انعقاد المؤتمر الانتخابي، بالإضافة للحكّام الدوليين الذين مارسوا التحكيم الدولي على اللائحة الدولية لمدة لا تقل عن 5 سنوات وأن يكونوا حاصلين على الشهادة الإعدادية.

كما تم الاتفاق والتصويت على أن يكون عدد أعضاء الاتحاد القادم 11، حيث تمت الموافقة على ترشيح أربعة أعضاء من “دمشق” وريف “دمشق” و”القنيطرة” وستة من باقي المحافظات وعنصر أنثوي، كما أن رئاسة الاتحاد والنائب متاحة لكل المحافظات مع وجود شرط الإقامة بـ “دمشق”.

كما أشار “سرحان” إلى أن هناك خطوط حمراء من الاتحاد الدولي فإذا لم يتم الموافقة على نظامه يتم حرمان “سوريا” من الأموال المجمدة في “الفيفا”، وتم التصويت على أنه لا يوجد لجان مؤقتة إذا كان عدد الأعضاء أكثر من النصف ويتم الانتخاب في المؤتمر السنوي لترميم المستقيلين، وإذا كانت الاستقالات أقل من خمسة أعضاء أي أقل من النصف يتولى الأمين العام العمل على إدارة شؤون الاتحاد بما بقي من أعضاء وحينها تعقد جمعية عمومية لانتخاب اتحاد جديد من ثلاثة إلى ستة أشهر، بينما تم تخفيض عدد اللجان الرئيسية العليا لسبع لجان وإذا كان هناك عمل إضافي يضاف إلى إحدى اللجان.

واقترح “سباعي” إما أن يتم اعتماد اللائحة الانتخابية للمرشحين رئيس ونائبه و9 أعضاء، أو انتخاب حر لكافة الأعضاء ليعترض “عقيل” عليه بشدة قائلاً أنه ليس من ضمن النظام رغم قول “سباعي” أنه من النظام، وبعد جدل كبير قال “جمعة”: «سقط المقترح»، وأنهى الجدل.

الكرة السوريّة لن تتطور طالما هذه العقليات تتحكم فيها، وكما ذكرنا في تقارير سابقة بأن البلاد بحاجة لتغيرات جذرية من النظام السياسي مروراً إلى باقي المجالات ومنها الرياضة، حيث الرياضة الحالية وخاصةً لعبة كرة القدم ذات الشعبية الأولى في سوريا والتي تُدار حالياً من قبل لجنة مؤقتة للعبة كرة القدم تعاني من الفساد والخيبات والانكسارات، ومنها خروج المنتخب السوري للرجال من دائرة المنافسة حتى على بطاقة الملحق المؤهّل لكأس العالم في قطر 2022، رغم تبقي مباراتين له