سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هامو موسكوفيان: “على شعوب المنطقة الوقوف صفاً واحداً في التصدي للاحتلال التركي”

لا فرق بين أردوغان والسلاطين العثمانيين الذين اعتمدوا على القتل والتدمير والتهجير، لفرض سيطرتهم على المنطقة لأربعة قرون، فأردوغان ودولة الاحتلال التركي هم من أرسلوا مرتزقة داعش إلى دول المنطقة لتحقيق أحلامهم بإحياء السلطنة العثمانية من جديد. فأوجه الشبه كثيرة بين حكم العثمانيين للمنطقة وحكم العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان، وأهداف الأخير في المنطقة واضحة للجميع. وللتصدي لمخططات الاحتلال التركي وأهدافه؛ لا بد لشعوب المنطقة تشكيل جبهة موحدة.
وحول الوضع الراهن؛ أجرت وكالة هاوار للأنباء حواراً مع الصحفي والخبير بتاريخ الشعوب والناجي من المذابح والإبادة الجماعية التي ارتكبتها السلطات العثمانية هامو موسكوفيان.
 وهذا هو نص الحوار:
ـ حكم العثمانيون المنطقة العربية لمدة أربعة قرون؛ كيف حكم العثمانيون المنطقة وما الذي فعلوه بالعرب والأرمن والكرد؟
بعد إضعاف الإمبراطورية البيزنطية من طرف والإمبراطورية العربية من طرف آخر، وقدوم السلاجقة وبعدها المغول والتتر والتركمان الموجودين في شمال إيران وأجزاء من العراق، استفادت قبيلة صغيرة محاربة من بني عثمان من هذه التغيرات وحققت أول انتصارٍ لها على حساب القبائل التركمانية من بقايا السلاجقة، التي كانت موجودة في المنطقة، وكذلك انتصرت على مماليك مصر، ثم على الإمبراطورية البيزنطية. وبسبب الصراعات بين بيزنطة الشرقية والإمبراطورية الرومانية وبقاياها في الغرب والكنيسة الأرثوذوكسية، احتل العثمانيون مدينة القسطنطينية، وخلال هذه الفترة التي دامت تقريباً 200 عاماً استخدم العثمانيون كافة الطرق من قتل وذبح وتشريد، ولم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها، فتاريخ العثمانيين مليء بالمجازر وعمليات الإبادة بحق الأهالي، فأثناء دخولهم إلى أي منطقة كانوا يهددون حكام المنطقة إما بالتعاون معهم أو التعرض للقتل والتعذيب والسرقة. وبعد فترة من الزمن، شكل العثمانيون الجيش الإنكشاري المؤلف أساساً من أسرى صغار من الشعوب التي تعرضت لهجمات العثمانيين من الكرد والأرمن والسريان والكلدان والألبان الذين وضُعوا في معسكرات وتم تدريبهم ليكونوا جيوشاً جاهزة لتنفيذ عمليات القتل والسيطرة على شعوب المنطقة. العثمانيين سيطروا على المنطقة عبر القتل والنهب والتخويف وارتكاب المجازر البشعة بالاستفادة من سقوط أقدم إمبراطورية في المنطقة. وطيلة فترة حكمهم للمنطقة استخدموا السيف والقتل لحكمها، ولكن يجب الإشارة إلى أن العثمانيين استخدموا اتباعاً لهم من بقية شعوب المنطقة من الكرد والأرمن والعرب والشركس والألبان واليونان لتوطيد حكمهم في المنطقة، وبذلك استطاعوا السيطرة على كافة أنحاء الإمبراطورية حتى سقوطها بعد الهزيمة في فيينا وصعود إمبراطورية روسيا ونهضة شعوب الشرق الأوسط وشعوب البلقان.
ـ ما أوجه التشابه بين الحكم العثماني آنذاك وحكم أردوغان الحالي الذي يحاول تنصيب نفسه كخليفة للمسلمين في المنطقة؟
إن أوجه التشابه كثيرة بين السلاطين العثمانيين وأردوغان، وهو لا يختلف عنهم بشيء وكلهم اعتمدوا على التطرف الإسلامي، ومن المعروف أن أردوغان هو أحد تلاميذ فتح الله غولن، ولولا دعم غولن لما وصل إلى السلطة بعد أن استطاع الانتصار على الحركة الأتاتوركية ذات الميول القومية المتطرفة، التي تعرّض المواطنون الأتراك في ظلها إلى كم هائل من الاعتقال والسجن، وكان آخر هؤلاء المستبدين كنعان أفرين الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 1980 اعتقل فيها 150 ألف شخص من الأتراك اليساريين والكرد واليونان والأرمن والسريان وجميع المطالبين بالديمقراطية. أردوغان تعلم من تلك المدرسة المستبدة ومن قادتها الذين سبقوه، وبدأ بالتفكير بإعادة أمجاد السلطنة العثمانية ونصب نفسه خليفة من الطراز الجديد بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وشبكة التجسس الكبيرة وبدأ باللعب بأحاسيس الشعب الفلسطيني والشعب العربي، تزامناً مع عمليات القتل والتصفيات والاعتقال الكبيرة التي طالت جميع معارضيه.
ـ تسعى دولة الاحتلال التركي للتوغل واحتلال المزيد من الأراضي السورية والعراقية، ما أهداف النظام التركي من ذلك؟
 إن أهداف التوغل التركي في المنطقة هو إعادة إحياء أحلام السلطنة العثمانية، ولكن مع الأسف هناك بعض الدول العربية التي تعتقد بأن دولة الاحتلال التركي هي المنقذ الوحيد لها، فجميعنا يعلم أن قطر تتعاون مع تركيا وأنشأت قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، كما أن أردوغان على علاقة جيدة مع الحركة الصهيونية وما زال، ولكنه رغم ذلك يُظهر نفسه بأنه أكبر مدافع عن القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية العرب الأولى منذ أكثر من 60 عاماً. أردوغان ومن أجل تحقيق أطماعه أسس مرتزقة داعش ودرّبهم وأرسلهم إلى سوريا وليبيا وغيرها من الدول العربية، كما فتح أبواب تركيا أمام اللاجئين واستخدمهم كورقة ضغط وابتزاز بوجه أوروبا والغرب. لذا؛ على العالم العربي من المحيط إلى الخليج أن يدرك بأن أردوغان ينظر إليهم على أنهم كنز بالنسبة له، ويستخدمهم لتهديد أمريكا وروسيا والدول الأوروبية.
ـ ما الذي يجب فعله لمواجهة خطر العثمانية الجديدة المتمثلة في حزب العدالة والتنمية؟
نحن الشعوب المضطهدة عشنا المجازر والإبادات والتهجير والقتل المنظم، وآخر عمليات الإبادة استهدفت الإيزيديين عام 2014، إذ أن الإيزيديين تمت إبادتهم وسط صمت دولي، كما أن الطيران التركي يقصف القرى الكردية ويدمرها بشكل كامل، كما دمر المدن الكردية ومن بينها مدينة آمد (ديار بكر) وهذا أيضاً حدث في ظل صمت دولي. ومع حصول الاحتلال التركي على منظومة إس 400 الروسية، بدأ أردوغان يهدد مناطق شمال وشرق سوريا، بالتوغل فيها واحتلالها والسيطرة على حقول نفطها، ومنذ مجيء العثمانيين إلى المنطقة وشعوب هذه المنطقة يتعرضون للنهب والسلب والقتل والتهجير والتدمير، حيث اتبعوا سياسة “فرق تسد” منذ البداية، لذا على الشعوب السورية اللبنانية والعراقية وحتى الأوروبية أن يتحدوا معاً والتصدي لأردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية. باعتقادي أن الدول العظمى لا يمكن الاعتماد عليها، لذا فأن الحل يتمثل في تشكيل جبهة موحدة من الكرد والعرب والأرمن والسريان والترك واليونان وبقية الشعوب للوقوف في وجه العدوان التركي.