نوروز هو عيد الانبعاث والانتفاضة والحرية ضد الظلم والاحتلال والاستبداد والاضطهاد، ومع ظهور حزب العمال الكردستاني تحوّل نوروز إلى انتفاضة قومية ومقاومة ضد الاحتلال والفاشية وبدأ تاريخاً جديداً.
عام 612 ق.م كان أول مرة تُشعل فيها نار نوروز بمقاومة كاوا الحداد ضد الملك الآشوري الضحاك، ولا يزال منذ 2634 عاماً يتم إشعال نار نوروز في 21 آذار، وبعد انتفاضة 12 أيلول العسكرية قام أحد الكوادر القيادية في حزب العمال الكردستاني في سجن آمد رقم 5 بإشعال النار بثلاثة أعواد ضد الضغط والتعذيب الممارس ضدهم، ومنذ ذلك اليوم يعتبر 21 آذار رمزاً لمقاومة الشعب الكردي.
ويحتفل الكردي بنوروز كيوم قومي، لكن بعد ما قام به مظلوم دوغان في السجن مثل “كاوا المعاصر” بات يطلق عليه “عيد الانبعاث”، يُعرّف القائد آبو نوروز بيوم الانبعاث والانتفاضة والمقاومة والإصرار على الحياة.
يعتبر 21 آذار كرأس السنة أيضاً، كذلك يتم الاحتفال بنوروز سنوياً في خارطة إيران الكبرى في المناطق التي يتواجد فيها الكرد في كل من أذربيجان وأفغانستان وبلوش وفارس وجمهوريات آسيا الوسطى وضمن الشعب الآري، ويعتبر نوروز في أجزاء كردستان الأربعة ضمن جميع المنظمات الكردية كعيد قومي مشترك، لكن لم يحافظ أي شعب على نوروز مثلما يفعل الكرد ويحتفلون به.
يُكمل كل من نوروز والشعب الكردي بعضهما، وجد الشعب الكردي في القرن العشرين بتطوير نار نوروز وبقيادة كاوا الحداد جوهره من جديد، ووصل نوروز إلى معناه الحقيقي، لوجود الكفاح والمقاومة في جوهر نوروز والشعب الكردي يحافظ على وجوده بالكفاح والمقاومة.
وتحوّل نوروز إلى انتفاضة بتقدم وانتشار كفاح الكريلا ضد الاحتلال والاستعمار بالأخص لدى الشعب الكردي، وفي باكور كردستان حوّل الشعب الكردي كل ساحة فيها إلى ساحة مقاومة بقدوم نوروز، مقدماً مطالبه في هذا اليوم، لأن الشعب يستقبل نوروز بالمقاومة ويعرّف القائد أوجلان الشعب الكردي بـ” شعب نوروز”.
أيام نوروز هي أيام الانتفاضة ضد الظلم والاضطهاد، بالأخص بالنسبة للشعب الكردي الذي يتعرض منذ سنوات التسعينات وحتى الآن لجميع أنواع الضغط والصعوبات والاعتقال والسجن والمحاكمات والقتل، فيقدمون تضحيات كبيرة مقابل احتفالهم بنوروز، فالشعب الكردي الذي أضرم نيران نوروز بأجسادهم، يحتفل اليوم ملايين الكرد والشعوب الأخرى بنوروز في كل حي وشارع وقرية وناحية ومدينة في العالم، شعر الشعب الكردي بحقيقته في نوروز وخلق نفسه من جديد.
كان مظلوم دوغان في سجن آمد 5 قد وضع أمام عينيه منذ اليوم الأول تلك المقاومة التي سطّرها بجسده، دافع مظلوم دوغان عن حركة التحرر الكردستانية بلا نهاية في سجون ومحاكم الدولة التركية في تلك الأيام التي ظهرت فيها وحشية النظام الفاشي قام مظلوم دوغان بثلاثة أعواد كبريت وبشعار “المقاومة حياة” في 21 آذار 1982 محتفلاً بنوروز بإنهاء حياته، وبهذا الشكل بدأ خط السير على خطاه في الداخل والخارج في المرحلة الأكثر حساسية في تاريخ حركة الحرية، وبعد استشهاد مظلوم دوغان قام كل من فرهاد كورتاي وأشرف آنيك ونجمي أونر ومحمود زانكين بإضرام النار بأجسادهم، وفي 14 تموز 1982 قام كوادر قيادة الحركة خيري درمش وكمال بير بمقاومة الإضراب عن الطعام حتى الموت.
كما وقامت زكية آلكان ورهشان دميريل وسما يوجا وروناهي وبريفان بإضرام النار بأجسادهن أيضاً، وتحول نوروز إلى نوروز مقاومة وانتفاضة وانبعاث وحرية.
وفي نوروز 2013 وضع مانفيستو القائد أوجلان بصمته في نوروز بسبب ظروف “مرحلة الحل الديمقراطي” وبشعار “الحرية لأوجلان وللكرد”، شهدت مدينة آمد أكثر فعالية حاشدة في تاريخها حيث حضرها أكثر من مليوني شخص وشاهدها الملايين على الشاشات وبالبيان التاريخي للقائد أوجلان تم الإعلان عن بدء مرحلة جديدة للكفاح.
سيتم الاحتفال بنوروز هذا العام بالمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، والوحدة القومية الكردية وأن تصبح اللغة الكردية لغة التعليم الأساسية، تحت شعار “حان وقت الحرية”.
وكالات
