سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نورة شهاب: “ندافع عن وجودنا وحقوقنا المشروعة”

تقرير / دلال جان –

أكدت عضوة لجنة البيئة والبلديات لمؤتمر ستار نورة شهاب في لقاء أجرته معها صحيفتنا حول الغزو التركي لشمال وشرق سوريا، بأن الدولة التركية المحتلة تحاول من خلال الهجوم الوحشي لمناطق شمال وشرق سوريا؛ القضاء على المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية الديمقراطية، وإبادة شعوب المنطقة برمتها، وأشارت إلى أنه لعدم تدخل المجتمع الأوروبي في ذلك؛ فسيتمادى ويحاول احتلال دول الجوار الواحدة تلو الأخرى.
الكل يتهافت لتحقيق مصالحه
وفي البداية؛ حدثتنا نورة شهاب قائلة: “عندما ترمي الأوراق المتكدسة فوق طاولتك؛ فأنها سوف تتناثر وتختلط، وبالتالي ستحتاج إلى وقت طويل حتى تستطيع إعادة جمعها وترتيبها من جديد، وهذا ما تفعله الحكومة التركية في الوقت الراهن، وهي تريد خلط الأوراق لتحقق مصالحها في المنطقة. فالشمال السوري أصبح ساحة مفتوحة لكل الدول وباتت بحاجة لشرطي مرور لينظم دخولها وخروجها. ولكن؛ حسب مصلحتها وتوجهاتها. ومن يدّعي حفاظه على مصلحة وحقوق وحرية الشعوب القاطنة فيها، كأمريكا وروسيا وتركيا والنظام السوري لا أساس لتداعياته”.
 وتابعت: “تدّعي الدولة التركية الاستعمارية خوفها على أمنها القومي، وبأنه يحق لها حماية حدودها من الإرهابيين، فإنها بذلك تخدع نفسها قبل أن تخدع غيرها؛ لأنها صانعة ومنبع الإرهاب، فمن يقرأ الأوضاع ويرى تصريحات المسؤولين الأتراك يدرك تماماً إلى أين تسير بنا الأيام. فتركيا المنهارة اقتصادياً وأردوغان الفاشي والمهزوم سياسياً لا بد أن يجد لنفسه منفذاً لينقذ نفسه وبلاده من الانهيار، ولم يجد سوى الإدارة الذاتية الديمقراطية يلصق بها تهمة الإرهاب، ليتدخل في أرضنا بحجة حماية أمنه القومي، وبالتالي إقامة منطقة عازلة وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن حدوده هذا هو الأمر المعلن لأردوغان. أما ما خفي فهو أعظم؛ لأن أهدافه الأساسية هي تغيير ديمغرافية المنطقة والحصول على الغاز والنفط الموجود في شمال وشرق سوريا؛ لإنعاش اقتصاده المنهار ودعم خزينته الخاصة. لذلك؛ يقوم بدعم مرتزقة داعش وما يسمى بالجيش الوطني السوري الذي لا يختلف عن داعش بشيء”.
ضرب القوانين الدولية بعرض الحائط
وأضافت نورة شهاب قائلة: “قام أردوغان بداية بتهيئة المجتمع الدولي وإطلاق تصريحاته النارية بأن الكرد إرهابيين، وبالتالي يحق له أن يدافع عن أرضه بإقامة منطقة عازلة لإبعاد قوات سوريا الديمقراطية التي تتكون من العرب والسريان والآشور والكرد عن حدوده. ثم قام بقصف المدنيين العُزّل في سري كانيه وكري سبي تمهيداً لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، ثم أطلق الآلاف من مرتزقته ليعيثوا فيها فساداً ودماراً، من قتل ونهب وسلب للممتلكات العامة والخاصة، وقصف المنشآت العامة والمراكز الخدمية وتدميرها لإضعاف اقتصاد شمال وشرق سوريا، والقضاء على منجزات الثورة. هذه المكاسب التي تحققت بفضل تضحيات آلاف الشهداء، وكانت النتيجة تهجير الآلاف من أبناء المنطقة قسراً؛ هرباً من القتل والموت والدمار، فنزحت الآلاف من العوائل من مناطقهم وقُتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ، على مسمع ومرأى العالم الذين اكتفوا بالتنديد والاستنكار وضرورة إنهاء الوجود التركي في الشمال السوري. ودولة الاحتلال التركي تضرب كل هذا بعرض الحائط متجاهلة كل قوانين ولوائح حقوق الإنسان، وأصبح أردوغان يهدد هذا ويتوعد ذاك، ومرتزقته وطائراته تقتل المدنيين الأبرياء وتمثّل بجثثهم، وكأن الإنسانية سحبت من دمائهم الملوثة بفكرهم العنصري والإرهابي لكل من هو كردي، أو يمت للإدارة الذاتية الديمقراطية بصلة”.
مساعي لإبادة شعوب المنطقة قاطبة
ونددت نورة شهاب بممارسات المحتل التركي فقالت: “ما زال الهجوم التركي متواصل على مناطق الشمال السوري باتجاه الجنوب، وصولاً إلى قرى تل تمر ذات الغالبية المسيحية، على الرغم من اتفاقية وقف إطلاق النار. وما زالت مجالس تلك المناطق العسكرية تدافع عن أرضها وكرامتها ضد الغزو التركي الفاشي ومرتزقته، ويضحون بأرواحهم في سبيل الحفاظ على وجود وكرامة شعبهم”.
واختتمت عضوة لجنة البيئة والبلديات لمؤتمر ستار نورة شهاب حديثها بالقول: “نحن في حرب لإثبات الوجود ونتعرض من خلالها للإبادة والتطهير، وتحاول الدولة العثمانية التركية إمحاء جميع شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وآشور وكلدان من هذا العالم بأي ثمن. وإن لم يتدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لإيقاف هذا العدوان؛ فأنه سيتمادى وسيرمي بظله على الجميع، عندها لن يرحمهم التاريخ؛ لأنهم سيصبحون شركاء الشوفينية التركية في هذه الجريمة التي تحاك ضدنا منذ آلاف السنين إلى اليوم”.