نورا الحامد: “تحرير منبج وريفها؛ ثبات على نهج الشهداء ونهوض للمستقبل”

تقرير/ آزاد كردي –

قالت النائبة في المجلس التنفيذي بمدينة منبج وريفها؛ نورا الحامد: “لقد أطلت الذكرى السنوية الرابعة لتحرير مدينة منبج وريفها من رجس الإرهاب، بما تحمله من مشاعر عظيمة لانقشاع ظلام الفكر التكفيري، وما تركته من إنجازات كبيرة في الأصعدة كافة”.

وتحتفل مدينة منبج وريفها من كل عام في 15 من شهر آب بذكرى تحرير منبج وريفها بانتصارها على مرتزقة داعش الإرهابيين الذين عاثوا فساداً بالعباد والبلاد، وخرج أهالي منبج مع قوات مجلس منبج العسكري منتصرين بتلاحمهم ووقوفهم يداً واحدة للبدء بمرحلة جديدة؛ عنوانها العريض؛ الثبات على نهج الشهداء والنهوض بالمستقبل. وفي هذا الصدد، التقت صحيفتنا بالنائبة في المجلس التنفيذي؛ نورا الحامد.

وحول معاني عظمة هذا اليوم، أشارت النائبة في المجلس التنفيذي؛ نورا الحامد إلى ذلك بالقول: “تعيش مدينة منبج في الذكرى السنوية الرابعة بهجة الانتصار بفضل إرادة وصمود الشعوب الحرة بعد القضاء على رجس الإرهاب داعش الذي مارس كافة الأساليب اللاإنسانية بحق الشعوب جميعاً ورضخت تحت إرهاب واستبداد داعش على مدى عامين. أما الآن، فتتزين الساحات والشوارع بصور الشهداء واللافتات التي تعبر عن التاريخ العظيم المشرف بما قدمه الشهداء والشهيدات من تضحيات ومقاومة بطولية خاصة من جانب المرأة التي كانت تفرض عليها ضمن قوانينه من قتل ورجم وسجن. يمكن القول إن الضغوطات التي مارسها داعش على أهالي منبج عموماً ساهمت إلى حد بعيد في إيقاظ الرغبة العارمة بالثورة عليه، والمشاركة في حملة تحرير منبج خاصة على أثر دخول قوات مجلس منبج العسكري ووحدات حماية المرأة المعركة التي استمرت زهاء شهرين ونصف، كللت بالنصر الكبير والمؤزر”.

وعن التطورات التي طرأت على مدينة منبج بعد أربع سنوات من التحرير تحدثت نورا الحامد بالقول: “بعد تحرير منبج وريفها بدأت عملية تأسيس الإدارات بدءاً من الكومين والمجالس والخطوط، حتى تم تشكيل الإدارة المدنية الديمقراطية بمحلسها التشريعي والتنفيذي الذي انبثقت عنه ثلاثة عشر لجنة وستة مكاتب. كانت البداية الحقيقية في عمل الإدارة الذاتية الديمقراطية بمنبج وريفها بقطاع التربية والتعليم والصحة اللذين شهدا حالة من الجمود والتهميش ولارتباطهما بحياة المواطنين، بدأ العمل على إعادتهما إلى الحياة وبين حاضنة المجتمع أيضاً. كما كان لبلدية الشعب؛ العمل الدؤوب والمتواصل لإعادة البنية التحتية لمنبج وريفها بعد سنوات من الحفر والطمر والتكسير والتجريف للساحات والشوارع والمنصفات، لتغدو منبج خلال فترة وجيزة واجهة سياحية بارزة لمناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب لجنة الشباب والرياضة التي اعتمدت في ديناميتها على الفئة الشابة للانطلاق نحو البناء والتطوير. الأمر الآخر في التطور، هو الانتقال إلى فكر الأمة الديمقراطية، الذي منح لكافة الشعوب الحق في التعبير عن موروثها وأرثها العريق، بحيث يستطيع كل مكون إبراز ثقافته التي كانت في فترة ما في حجر من قبل الأنظمة الحاكمة لكن مشروع أخوة الشعوب ساهم في توحدها معاً تحت راية فلسفة الأمة الديمقراطية بينما كان فكر داعش محمول على الإرهاب والسلطة والتعنيف”.

أما بخصوص تلاحم الشعوب ولا سيما العشائر مع الإدارة الذاتية، فأكدت نورا الحامد بقولها: “منذ تحرير مدينة منبج وريفها من الإرهاب الدموي لداعش، هنالك علاقة وطيدة تجمع الإدارة الذاتية الديمقراطية وبين العشائر على اختلافها؛ باعتبارهما حلقة وصل للتوحد والبقاء. لقد لعبت العشائر مع الإدارة الذاتية الديمقراطية خلال أربع سنوات دوراً مهماً في قطع دابر الفتن والمخططات الخارجية التي كانت تبث بوساطة حرب خاصة لتطريق فكر الأمة الديمقراطية وانحلاله قبل أن تقوى شوكته ويهدد بفكره الإصلاحي المؤامرات التي كانت تحاك للسيطرة على المنطقة تحت بوتقة التتريك. وبناء على ما سبق، لا يمكن للإدارة الذاتية أن تنجح لولا وعي العشائر لخطورة المرحلة الحالية، وبالتالي لا بد من تضافر كافة الجهود لحل كافة القضايا الساخنة التي كانت تحدث في منبج وريفها. وعلى هذا المنوال، تم تأسيس هيئة الأعيان على اعتبار أن العشائر تشكل الركيزة الأساسية في منبج وريفها للتأثير على هذا التلاحم الشعبي والعيش المشترك وإبعاده عن خط الوطن والمواطنة. هنالك وعي كبير من العشائر لما يدور على الساحة المحلية من مخططات رامية إلى إيجاد شرخ بين الإدارة الذاتية والعشائر لأنها تعي تماماً ذلك، وستحيق دائرة السوء على المتآمرين أنفسهم على قضية أخوة الشعوب، وهذا الأمر لا ينطبق على عشائر منبج وحدها، بل لكل عشائر مناطق شمال وشرق سوريا من خلال وقوفهم صفاً واحداً عما أثير من زوبعة هوجاء في مقتل الشيخ الراحل مطشر الهفل في دير الزور”.

واختتمت النائبة في المجلس التنفيذي؛ نورا الحامد حديثها عن رؤيتها المستقبلية لواقع منبج وريفها عموماً، فقالت:” نعم، في هذه الذكرى الغالية على أهالي منبج وريفها لا يسعنا إلا نكمل ما توقف عليه شهداؤنا في معركة التحرير. سنكمل مسيرة البناء والتطوير من حيث ما ابتدأنا بها بكل المجالات. وهذا يعني أننا سنكون في هذه الآونة قريبين من الشعب ونتعرف على متطلباته ونشعر بما يعانيه من أرزاء أو آلام ونعمل على تخطيها بكل ثقة وإيمان بضرورة إصلاح المجتمع. كما يتطلب العمل أكثر على توعية الشعب بفكر الأمة الديمقراطية وتعرفهم بشكل كبير بالكومين كون ذلك سيفسح المجال للإدارة الذاتية بالاتسام بالمرونة وتلبية احتياجات الشعب على وجه السرعة القصوى. النقطة الأهم، أن الشعب سوف يشارك الإدارة الذاتية صنع القرارات التي من شأنها أن تفسح المجال للمشاركة في عملية البناء والتطوير التي تشهدها منبج وريفها”.