نهضة ملموسة للكرة النسائية في العالم

يمكن تسمية العام 2018م، بعام نهضة الكرة النسائية، بعد ارتفاع الوعي المجتمعي تجاه كرة القدم للسيدات.

وتميز عام2018م، بالعديد من المباريات الدولية النسائية في مختلف القارات، بحكم أن هذا العام يسبق انطلاق منافسات كأس العالم للسيدات 2019م، في فرنسا.

بطولات قارية

شهد عام 2018م، إقامة 5 بطولات قارية، وهي كأس آسيا في الأردن، وكأس أمريكا الجنوبية في تشيلي، وكأس أمريكا الشمالية والبحر الكاريبي “الكونكاكاف” في الولايات المتحدة، وكأس أفريقيا في غانا، وكأس أوقيانوسيا في دولة نيو كاليدونيا.

مناطق جديدة

بعيداً عن صراع كأس العالم للسيدات، شهد عام 2018م، بروز مناطق جديدة لعالم كرة القدم النسائية، كمنطقة وسط آسيا التي تمكنت لأول مرة، من تنظيم النسخة الأولى من كأس وسط آسيا للسيدات في أوزبكستان.

ونظم اتحاد وسط آسيا، البطولة الجديدة التي شاركت فيها منتخبات أفغانستان وإيران وقيرغيزستان وطاجيكستان وصاحب الأرض أوزبكستان للسيدات، الذي فاز باللقب، بعد انتصاره على جميع المنتخبات.

منتخبات طامحة

كان عام 2018م، فرصة مناسبة لظهور منتخبات نسائية جديدة على ساحة الكرة العالمية، واتساع رقعة المنتخبات المتنافسة على لقب كأس العالم للسيدات، وإثبات أن شعبية الكرة النسائية في ارتفاع على مستوى العالم.

فقد أبرزت البطولة القارية التأهل الأول لمنتخبات (جنوب إفريقيا – جامايكا – إسكتلندا) إلى كأس العالم، ليكون لهذا التأهل تأثير إيجابي على الكرة النسائية في أوطانهم التي لا تزال تمارس كرتهم النسائية بنظام الهواة.

أندية جديدة

استمرت الأندية الأوروبية الكبرى في تأسيس الفرق النسائية، لتطبيق قوانين الاتحادين الدولي والأوروبي، ليبرز اسم عملاقي ميلانو الإيطالي، الإنتر وميلان، وعملاق إنكلترا مانشستر يونايتد، وعملاق البرتغال فريق بنفيكا.

أما عن عملاق إسكتلندا، فريق سيلتيك، فقرر أخيراً تطبيق نظام الاحتراف على فريقه النسائي الذي تأسس في 2007م، ليصبح بذلك أول فريق نسائي محترف في الدوري الإسكتلندي للسيدات.

الأسطورة مارتا

بفضل مساهمتها في فوز منتخبها بلقب كأس أمريكا الجنوبية للسيدات 2018م، في تشيلي، نالت المهاجمة البرازيلية مارتا (32 عاماً) جائزة أفضل لاعبة في العالم، من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، لتحصد هذه الجائزة، للمرة السادسة في تاريخها.

وأيضاً لتحافظ على لقب أسطورة كرة القدم النسائية لاحتكارها جائزة أفضل لاعبة، ولكن يبقى لها الفوز بكأس العالم مع منتخبها الذي لم يسبق له الفوز به من قبل، ليكون كأس العالم 2019م، فرصة لأسطورة الكرة النسائية في كتابة اسمها من ذهب.

المستقبل

شهد العام الحالي، تنظيم كل من فرنسا وأوروغواي، منافسات كأس العالم للشابات تحت 20 عاماً، وكأس العالم للناشئات تحت 17 عاماً، والتي انتهت بفوز اليابان بلقب الشابات، وإسبانيا بلقب الناشئات.

وبرزت منتخبات جديدة تهتم بمستقبل كرة القدم النسائية، كمنتخب نيوزيلندا الذي وصل لأول مرة إلى نصف النهائي من بطولة الناشئات، ليحصد المركز الثالث، وفي بطولة الشابات تواجد منتخب هولندا لأول مرة، ليصل إلى ربع النهائي في مشاركته الأولى.

استمرار معركة المساواة

استمر نضال لاعبات كرة القدم مع الحقوق والمساواة والكرامة، فقد اشتعلت قضية لاعبات منتخب أفغانستان اللاتي رفعن شكوى إلى “الفيفا” لمزاعم تعرضهن للتحرش الجنسي من اتحاد أفغانستان، لتقرر الفيفا، إيقاف رئيس الاتحاد الأفغاني كرم الدين كريم.

وفي حفل جائزة الكرة الذهبية في باريس، أثار مقدم الحفل الفرنسي، مارتن سولفيغ، الجدل عندما استفز الفائزة بالجائزة النرويجية، آدا هيجيربيرج، بسؤال غير لائق، ليتلقى انتقادات لاذعة من لاعبات كرة القدم الحاليات والمعتزلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليضطر على الاعتذار عبر حسابه الرسمي في تويتر.

وقبل نهاية 2018م، بأسابيع قليلة أصدر كل من رئيس نادي سيتوا بوخارست الروماني، جيجي بيكالي، ورئيس نادي ديبورتيفو توليما الكولومبي، جابرييل كامارجو، تصريحات معادية ضد كرامة لاعبات كرة القدم النسائية، لتدل تلك التصريحات عند استمرار معركة نضال كرة القدم النسائية في السنوات المقبلة.