نهر الهرماس

بيريفان عمر_

نهر “الهرماس” هكذا كان يُسمى نهر “جقجق” سابقاً، وهو نهر ينبع من باكور كردستان من جبل باكوك، ويدخل مدينة قامشلو بعد أن يعبر مدينة نصيبين في باكور كردستان، ثم يصل إلى مدينة قامشلو ويقسّمها إلى قسمين شرقي وغربي، ويقطع حوالي سبعة كم ضمن مدينة قامشلو، ليستمر إلى أن يصل إلى الحسكة، وطول نهر جقجق من منبعه إلى مصبه يبلغ 124كم حيث يمر 100كم منها ضمن الأراضي السوريّة و24 كم في الأراضي التركيّة.

ويعتبر هذا النهر من معالم مدينة قامشلو، حيث كان يستفيد منه السكان في القديم في الزراعة، وكانت مياه النهر تبقى جارية على مدار الفصول لذلك ازدهرت الزراعة على أطرافه، ولكن مؤخراً وربطاً بسياسات الدولة التركيّة في قطع المياه عن شمال وشرق سوريا كما في نهر الفرات وأيضاً محطة علوك، التي يتم استخدامها كسلاح ضد المدنيين من قبل المرتزقة المدعومة من تركيا؛ قطعت الدولة التركية النهر عن المنطقة. حيث بدأت منذ عام 1958 ببناء سد على النهر من طرفها وتحويل النهر إلى قناتين رئيستين تتجه إحداهما نحو الشرق والأخرى نحو الغرب، ومنذ ذلك الحين تقريباً قُطعت المياه بشكلٍ كلي عن الدخول إلى الأراضي السوريّة، فيما عدا بعض المياه الفائضة عن الأوعية الفرعية، ولم تكتفِ تركيا بذلك بل أنها فتحت المجال أمام مياه الصرف الصحي في مناطقها من الدخول إلى الأراضي السوريّة، مما يسبب تلوث النهر بشكلٍ كبير ويجعلها مصدراً للروائح الكريهة والأمراض.

وأيضاً فإن الأبنية التي بنيت في حرم النهر باتت تُلقي بمخلّفات مياه الصرف الصحي إلى النهر مما جعل النهر يصنف كمشكلة بعد ما كان يوماً ما مصدر خير وبركة لسكان المدينة، هذا كله ومازلنا نرى يومياً أنه يتم إلقاء القمامة إلى النهر مما يزيد من تلوّثه ويحد المياه من الجريان حتى في فترة هطول الأمطار.

عملت السلطات المحلية على القيام بحملات نظافة على طول النهر لعدة مرات، ولكنها لم تكن الحل لأنه كان يُعاد رمي المخلّفات ضمن النهر، وبعد زيارة لموقع النهر كانت آراء السكان من هم حول النهر، بأنه على الجهات المعنية وخاصةً بلدية قامشلو، أن تعمل على وضع قوانين رادعة لمنع الأشخاص من رمي نفاياتهم في النهر، بالإضافة إلى قيامها بحملات نظافة دورية للنهر.

وبرأيي الشخصي أيضاً تبقى هذه الحلول مؤقتة ما لم يتم إعداد وتنفيذ مشروع متكامل يستهدف نهر جق جق، بالإضافة إلى وضع كما سماهم أحد السكان في جوار النهر “بحُماة جقجق”، حيث لا تقل أهمية النهر عن أهمية المدينة نفسها في معلم ارتبط اسمه باسم المدينة منذ نشأتها، وتبقى آمالنا أن يتم تضافر الجهود بين السكان والبلدية وكافة الجهات المعنية، من أجل إحياء نهر قد وصل به الحال إلى مرحلة الاحتضار.