نهائي أفريقي خالص في بطولة كأس العرب… نسور قرطاج ومحاربو الصحراء

روناهي/ قامشلو ـ

---

 تأهّل منتخبا تونس والجزائر إلى نهائي كأس العرب للمنتخبات، والمقامة في قطر بعد فوزهما على منتخبي مصر وقطر، ولنشهد نهائي أفريقي خالص النكهة، يوم السبت القادم، على أرضية استاد البيت.

وأُقيمت مباريات الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب للمنتخبات المقامة في قطر والتي بدأت في 30 من شهر تشرين الثاني المنصرم والتي من المقرر أن تنتهي بمباراة نهائية ستقام يوم السبت القادم المصادف لـ 18 من شهر كانون الأول الجاري، وستجمع بين منتخبي تونس والجزائر.

وجاء تأهل تونس بعد فوزه بهدف قاتل من نيران صديقة وسط ذهول منتخب الفراعنة وجماهيره على أرضية استاد 974.

ومع بداية المباراة ضغط المنتخب التونسي على مرمى المنتخب المصري بحثاً عن التهديف مبكراً وذلك على إثر ركنية نفذها حنبعل المجبري في اتجاه منتصر الطالبي الذي ارتقي فوق الجميع لكن تصويبته الرأسية فوق مرمى الحارس محمد الشناوي ضيعت على تونس فرصة افتتاح النتيجة.

والربع الساعة الأولى مضت بأفضلية تونسية بعدها في الدقيقة 23 قام بن حميدة بمجهود كبير في مناطق مصر ووزع كرة ذكية في اتجاه دراجر لكن الدفاع كان سباقاً وأنقذ الموقف وأخرج الكرة إلى الركنية.

كما في الدقيقة 24 حاول اللاعب محمد دراجر التسجيل بعد التلاعب بدفاعات الفراعنة ولكنه لم يتوقف في اللمسة الأخيرة وإيصالها للشباك.

وفي الدقيقة 27 وزع المساكني كرة في عمق دفاع الفراعنة لكن الحارس الشناوي كان سبّاقاً واقتنص الكرة دون أي صعوبة.

المنتخب المصري بدأ ظهوره الحقيقي في الدقيقة 34 من الشوط الأول عن طريق أحمد حجازي الذي صوّب بقوة بحثاً عن مباغتة الحارس معز حسن لكن الأخير كان في المكان المناسب واقتنص الكرة.

وعاد المنتخب التونسي لتهديد المنتخب المصري في الدقيقة 39 عبر اللاعب غيلان الشعلالي وسدد من بعيد ولكنها جاءت في يدي الحارس المصري الشناوي.

و في الدقيقة 40 قام المدير الفني لمنتخب تونس منذر الكبير بتغيير اضطراري بعد إصابة ياسين مرياح ليدخل مكانه اللاعب محمد علي بن رمضان.

وفي الدقيقة 42 فشل هجوم منتخب مصر في كيفية استغلال الخروج غير الموفق للحارس التونسي معز حسن. وفي الوقت البديل طالب منتخب تونس بركلة جزاء، لكن الحكم الإيراني علي رضا فغاني أمر بمواصلة اللعب مؤكداً أن الكرة لم تلمس يد أكرم توفيق.

وفي الدقيقة 45+3 كاد زيزو المصري أن يباغت الحارس معز حسن لكن محمد دراجر أنقذ الموقف، ولينتهي الشوط الأول بنتيجة سلبية حصل خلاله منتخب تونس على ثماني ركنيات دون أن يحصل الفراعنة على أي ركنية.

هدف قاتل لتونس

بعد فترة الاستراحة أقحم المدير الفني لمنتخب مصر كيروش اللاعب محمد شريف مكان مجدي أفشة، وتحسّن أداء الفراعنة بالمقارنة مع ما قدموه في الفترة الأولى، وفي المقابل واصل منتخب تونس ضغطه على مناطق المصريين.

وفي الدقيقة 58 وإثر هجوم قاده يوسف المساكني، مرر كرة ذكية في اتجاه محمد علي بن رمضان الذي سقط أرضاً بعد التحام مع أحمد حجازي أعلن على إثرها الحكم الإيراني علي رضا فغاني عن ركلة جزاء لتونس قبل أن يتراجع في قراره بعد الرجوع إلى تقنية الفار.

وفي الدقيقة 63 مرر مروان حمدي كرة ذكية لمحمد شريف وتصويبة الأخير تصدى لها الحارس معز حسن.

وفي الدقيقة 81 أقحم المدرب منذر الكبير نعيم السليتي مكان حنبعل المجبري، وفي الدقيقة 83 تألق الحارس معز حسن أمام تصويبة زيزو فرصة رد عليها بعد دقيقة محمد علي بن رمضان الذي كاد أن يغالط الحارس الشناوي بتصويبة قوية لكن كرته مرت بسلام.

في الدقيقة 88 نفذ السليتي في اتجاه سيف الجزيري الذي مرت كرته فوق مرمى.

وفي الدقيقة 90+1 سدد عمرو السولية بقوة لكن مرت بعيداً عن مرمى الحارس معز حسن.

وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت 90+4 سجّل السولية الهدف الوحيد بالخطأ في مرماه برأسه إثر ركلة حرة نفذها نعيم السليتي من على حدود منطقة الجزاء. وجاءت الهزيمة للمنتخب المصري، لتفجر جدلاً جماهيرياً كبيراً بين مشجعي الأهلي والزمالك على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

هجوم زملكاوي

تعرض عمرو السولية قائد منتخب مصر في كأس العرب، ولاعب خط وسط الأهلي لهجوم عنيف من مشجعي الزمالك عقب نهاية مباراة مصر وتونس مباشرةً.

واتهم مشجعو الزمالك، لاعب وسط الأهلي بالتسبب في توديع منتخب بلادهم كأس العرب وفقدان فرصة اللعب على لقب البطولة، بعدما سجل هدفاً في شباكه بالخطأ بالوقت المحتسب بدل من الضائع.

وفشل محمد الشناوي حارس مرمى منتخب مصر، في إنقاذ مرماه من رأسية عمرو السولية التي حولها بالخطأ لتسكن الزاوية اليسرى لمرمى الفراعنة لتنهي آمال الفراعنة في حصد اللقب العربي.

رد أهلاوي

رد مشجعو الأهلي عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بإلقاء اللوم على مصطفى فتحي جناح منتخب مصر ونادي الزمالك.

وأضاع مصطفى فتحي فرصة هدف محقق للفراعنة في الدقائق العشر الأخيرة من زمن المباراة، بعدما سدد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء فوق العارضة.

وعاد مصطفى فتحي وارتكب خطأ في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، الذي استغله المنتخب التونسي في تسجيل هدف المباراة الوحيد.

وحاول مشجعو الأهلي إبعاد مسؤولية خسارة منتخب مصر عن عمرو السولية، بالإشارة إلى إضاعة مصطفى فتحي فرصة التقدم للفراعنة وارتكاب الخطأ الذي سجل منه نسور قرطاج هدف المباراة الوحيد.

الجزائر تلحق بتونس إلى النهائي

أما المباراة الثانية والتي جمعت بين منتخبي الجزائر وقطر صاحبة الضيافة في استاد الثمامة فقد شهدت أحداث مثيرة وخاصةً في الوقت بدل الضائع.

واستطاع منتخب محاربي الصحراء بلوغ النهائي بعد فوزهم على المنتخب العنابي بهدفين مقابل هدف واحد.

ثنائية الجزائر حملت توقيع جمال بن العمري ويوسف بلايلي من ركلة جزاء في الدقيقتين 59 و(90+15). أما هدف قطر، جاء عن طريق محمد مونتاري في الدقيقة (90+7).

وحدد منتخب الجزائر، موعدًا مع شقيقه التونسي، في نهائي البطولة والذي سيقام يوم السبت القادم، أما قطر ستواجه مصر في مباراة تحديد المركز الثالث، في نفس اليوم.

بداية المباراة كانت سريعة من الطرفين، وشهدت الدقائق الأولى، محاولات مكثفة لتسجيل هدف مبكر.

وبدأ العنابي في فرض سيطرته، وارتدت الكرة للمعز علي، وسددها على حدود منطقة الجزاء، لكنها علت مرمى الحارس مبولحي.

ورتب منتخب الجزائر، صفوفه، ونظم أكثر من هجمة خطيرة على مرمى العنابي، أبرزها عرضية طيب المزياني، لكن بغداد بونجاح لم يتعامل معها بالشكل المطلوب.

وجاءت تسديدة أخرى من ياسين براهيمي، على حدود منطقة الجزاء، تصدى لها الحارس سعد الشيب. واستمر الضغط الجزائري مع بداية الشوط الثاني، ولاحت أكثر من فرصة لبغداد بونجاح وياسين براهيمي.

وأسفر ضغط الخضر عن هدف في الدقيقة 59، بعد ركلة ركنية شتتها دفاع العنابي، لتصل الكرة إلى حسين بن عيادة الذي سددها بقوة، قبل أن يحوّلها جمال بن العمري برأسه في المرمى.

وبدأ المنتخب القطري، رحلة البحث عن التعادل، ونظم أكثر من هجمة، كان أخطرها عرضية همام الأمين من الجهة اليسرى، والتي قابلها بوعلام خوخي برأسه، وتصدى لها مبولحي.

دقائق لن تُنسى

ووسط حالة من الهدوء وتوقعات بانتهاء المباراة بفوز الجزائر، انطلق إسماعيل محمد من الجهة اليمنى، ومرر عرضية قابلها محمد مونتاري برأسه لتسكن شباك الجزائر في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع.

واستمرت الإثارة عندما انطلق ياسين براهيمي، وتعرض لعرقلة داخل منطقة جزاء قطر، واحتسب الحكم ركلة جزاء.

وسدد يوسف بلايلي، ركلة الجزاء، لكن تصدى لها سعد الشيب، قبل أن ترتد الكرة لبلايلي الذي أسكنها داخل الشباك في الدقيقة 15 من الوقت بدل الضائع، لتنتهي المباراة بفوز الخضر بهدفين مقابل هدف واحد.

وأثارت قضية منح الوقت البدل الضائع في المباراة ردود أفعال كثيرة ولكن ذكر الحكم الدولي السوري السابق جمال الشريف حول الوقت بدل الضائع المضاف في اللقاء، وقال لـ”العربي الجديد” إن الحكم اتخذ قرارات صحيحة في تلك المباراة، وإن المنتخب الجزائري استحق ركلة جزاء لصالح ياسين براهيمي وكانت الحالة واضحة للحكم من دون اللجوء لتقنية الفيديو ليسجل بلايلي هدف الفوز، وبالتالي تأهلت الجزائر وكان قرار الحكم صحيحاً.

وفسر الحكم المونديالي السابق قصة الوقت الضائع في اللقاء وذلك بقوله “الحكم منح تسع دقائق وقتاً بدل ضائع ثم احتسب ركلة الجزاء في الدقيقة (104:12) ما يعني أن الحكم أضاف فوق الوقت المعلن (5:12) فيما كان يجب على الحكم أن يضيف فقط (3:47) وبالتالي فإن الحكم زاد من الوقت المضاف ما قدره (1:25) دقيقة.