سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نقص فيتامين (د) يساوي نقص المناعة

ازداد الاهتمام بدور فيتامين (د) منذ بداية جائحة كورونا، حيث نُشرت الكثير من الدراسات التي تحدثت عن فوائد هذا الفيتامين وقدرته على مكافحة فايروس كورونا.
ويُعرف فيتامين (د) بأنه فيتامين شعاع الشمس، لأنه المادة الوحيدة التي يفرزها الجسم عند تعرض الجلد للشمس، ويساعد على امتصاص الجسم عناصر مثل الكالسيوم والفوسفور بمجرد دخوله في عمليات التمثيل الغذائي للجسم، وهي عناصر هامة للصحة.
وربطت أغلب الدراسات بين انخفاض مستويات فيتامين (د) وبين زيادة خطر الإصابة بمرض كوفيد – 19، فهو يلعب دوراً في تقوية نظام المناعة، لذلك يوصي الأخصائيون بتناول هذا المكمل الغذائي، بعد أن ثبت أن نقص هذا الفيتامين هو السبب في أن كبار السن والمصابون بالسمنة أكثر عرضة للخطر وزيادة التعرض للفايروس.
وأثبتت دراسة حديثة نشرتها مجلة (نتريشن ريسارتش) العلمية أنه على الرغم من إدراك الناس لأهمية هذا الفيتامين، إلا أن أغلب الأشخاص ما زالوا يعانون من نقصه، حيث سُجّل في الدراسة التي شملت 4495 بالغاً أميركياً أن حوالي 42 في المئة منهم يعانون من نقص فيتامين (د).
ويرتبط فيتامين (د) بشكلٍ أساسي بجهاز المناعة الخاص، لذلك يؤدي انخفاضه إلى ضعف هذا الجهاز وعدم كفاءته، تقول الخبيرة هايدي موريتي (يرتبط نقص فيتامين د بضعف وظيفة المناعة) في جسم الإنسان، مضيفةً (يحدث هذا لأن فيتامين د ضروري جداً لتكوين توازن للخلايا التائية التي تحافظ بدورها على صحة الجهاز المناعي).
وتتابع الخبيرة فيتامين (د) يعمل على زيادة البروتين الذي يساعد في مكافحة العدوى المعروفة باسم كاثليسيدين.
وقالت دراسة إسبانية سابقة إن استخدام فيتامين (د) حقق نجاحاً مذهلاً، بتخفيض عدد حالات الإصابة بالأمراض التي تحتاج إلى العناية الفائقة بنسبة 80 في المئة.
وكان لدى مرضى كوفيد الذين ماتوا جراء إصابتهم بالمرض الذين شملتهم الدراسة، مستويات مختلفة كلياً من الفيتامين في البداية، مما يشير إلى أنهم كانوا أشد مرضاً في المقام الأول.
ويقول البروفيسور كيفن كاشمان، المتخصص في دراسة فيتامين (د) والتغذية في إيرلندا إن من يعانون من نقص هذا الفيتامين أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى أو احتقان، وهي أشياء واردة بشدة هذا العام.
ويضيف (تؤكد الدراسات وجود روابط بين نقص فيتامين (د) وتأثيرات كورونا على الصحة)، لكنها ليست قوية بما يكفي للتوصية به (كطريقة للوقاية أو العلاج) بعد، لكنه يرى أن البحث يسير على الطريق الصحيح، وأن الوباء دفع بمشاكل نقص فيتامين (د) إلى بؤرة الضوء.
ويتفق العلماء على أن الدليل العلمي ليس قوياً حتى الآن، لكن هناك أدلة جديدة في طريقها للظهور، قائلين إنه إذا ثبت تأثيره الإيجابي أو حتى الوقائي ضد أمراض الجهاز التنفسي، فهي فائدة إضافية.