سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نعمان عربو: المطالبة المُحقة لأهالي السويداء بإدارة ذاتية تحقيق للامركزية

روناهي/ الدرباسية – أشار الرئيس المشترك لمجلس ناحية الدرباسية، نعمان عربو، إلى أن نجاح تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا؛ دفعت الشعوب السورية الأخرى للمطالبة بإدارة ذاتية، ولفت إلى أن المناطق السورية كلها، بحاجة إلى إدارة ذاتية لتدير شؤونها، وأن ما يجري في السويداء انتفاضة شعبية تهدف للحرية والديمقراطية.

هذا وتستمر الاحتجاجات الشعبية في عدد من المدن والبلدات السورية، المناهضة للسياسات المركزية لحكومة دمشق، وأبرز هذه المدن هي السويداء ودرعا، حيث تشهد المحافظتان موجة من الحركة الاحتجاجية الجديدة في سوريا، والتي تطالب بإنهاء حالة الاستبداد الذي تعيشه سوريا منذ عقود من الزمن.

المحتجون في السويداء، يرفعون شعارات تطالب برحيل النظام، وإقامة إدارة ذاتية أسوة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وبسوريا تعددية لامركزية يدير الشعب فيها شؤونه بنفسه.

إن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، أثبتت نجاحها مشروعاً وطنياً، يمكن تعميمه على كامل الجغرافيا السورية، نظراً لنجاحها في تحقيق مكاسب كبيرة، منها أخوة الشعوب، والعيش المشترك، إن نجاح هذه التجربة جعلها محط أنظار الشعوب السورية الأخرى، وهذا ما نلمسه اليوم من مطالب أهالي السويداء بالإعلان عن إدارة ذاتية لمنطقتهم، لذلك، لابد من العمل على ترسيخ هذا المشروع سواء كان في السويداء، أو في باقي المناطق السورية.

دعمنا ومساندتنا لأهالي السويداء

وحول هذا الموضوع، تحدث لصحيفتنا الرئيس المشترك لمجلس ناحية الدرباسية، نعمان عربو، حيث قال: “ما يجري في السويداء اليوم، وغيرها من المناطق السورية الأخرى، إنما هو استكمال للانتفاضة الشعبية التي انطلقت في سوريا في بدايات عام 2011م، والتي جاءت نتيجة الظلم والاستبداد، الذي عاناه الشعب من حكومة دمشق

وأجهزتها الأمنية”.

وأضاف عربو: “على الرغم من تراجع زخم تلك الانتفاضة، التي انطلقت في عام 2011، إلا أنها لم تمت، بل بقيت كالنار الذي تحت الرماد، حيث لم تصل لتحقيق أهدافها المنشودة في الحرية والديمقراطية، وها هي اليوم تشهد مرحلة انبعاث جديدة، تسعى لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة، وهذه المرة يبدو أنها أكثر تنظيماً ووعياً بالأمور، المطالب والشعارات فيها واضحة وصريحة، وهذا ما يزيد من حظوظها في الوصول إلى تحقيق أهدافها، بعكس ما حدث في 2011 حيث تم تغيير مسارها السلمي إلى العسكرة، التي دمرت البلد، وشردت أهله”.

وتابع عربو: “من أبرز الأسباب، التي أدت إلى إجهاض الثورة السورية في عام 2011، غياب مشاريع حقيقية يمكن البناء عليها في سوريا المستقبل، لذلك فشلت في تحقيق أهدافها، وحكومة دمشق برنامجها واضح منذ عقود، وهو الاستبداد والمركزية المطلقة في الحكم، وتهميش دور الأطراف السورية الأخرى، ومنع الشعب من إدارة نفسه، وحتى الاعتراف بحقه في الحياة بحرية وكرامة”.

هدف واحد

وأوضح عربو: “ما تُسمى بالمعارضة أيضاً لم تقدم أية خطط أو برامج حقيقية لتكون البديل عن النظام السوري، حيث تبين أن الصراع في سوريا، لم يكن صراعا وطنيا يهدف إلى التغيير، وتحقيق الحرية والديمقراطية للشعب السوري، وإنما كان صراعاً هدفه الكرسي والسلطة، وهذا ما أدى إلى إجهاض الحركة الشعبية، التي نادت بتحقيق بعض المطالب الحياتية والحرية في بداية الأزمة”.

وبين: “ومع انطلاق ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، وما نتج عنها من إدارة ذاتية ديمقراطية، فُسح المجال أمام شعوب المنطقة لإدارة نفسها بنفسها، على أسس الديمقراطية، وأخوة الشعوب، حيث برز في سوريا نموذج جديد من الإدارة، تحققت فيه إرادة الشعب، بعكس النموذج الذي كان سائدا في سوريا منذ عقود، هذا النموذج الجديد لاقى تقبلاً وتأييدا من الشعوب والمناطق السورية الأخرى كافة، ما جدد الأمل في نفوس السوريين بأنه هناك إمكانية للتغيير من خلال نموذج الإدارة الذاتية، وإمكانية تعميمه على باقي المناطق السورية، لأنه المشروع الأنسب لحل الأزمة في سوريا”.

وأكمل عربو: “بناء على المعطيات الجديدة التي أفرزتها تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا منذ تأسيسها في عام 2014، أصبح مفهوم اللامركزية التي تُنادي به الإدارة الذاتية ينتشر بشكل أكبر على الجغرافيا السورية، وهذا ما يُفسر مطالبة أهالي السويداء بإعلان إدارة ذاتية في مناطقهم لإدارة شؤونهم بعيداً عن النظام المركزي في دمشق، ما يزيد فرص تعميم تجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، على عموم المناطق السورية”.

مَنطقيَّة مشروع الإدارة الذاتية

وأردف: “اليوم، لا يمكننا الحديث عن منطقة معينة في سوريا لتطبيق نموذج الإدارة الذاتية فيها، لأن المدن والمناطق السورية كافة بحاجة إلى إدارة ذاتية، فحتى العاصمة السورية دمشق بحاجة لإدارة ذاتية، لأن جميع المناطق السورية تضررت من المركزية الإدارية في الحكم بشكل أو بآخر، المركزية التي تبناها النظام السوري في حكم الدولة أثبتت فشلها في إدارة البلاد”.

وتابع: “مركزية الحكم في سوريا أفرزت آفات اجتماعية ومعيشية صعبة، عانى منها المجتمع السوري منذ استلام حزب البعث دفة الحكم في سوريا، ولمعالجة ذلك يجب تغيير السلوكيات التي أدت إلى ظهورها، وتغيير تلك السلوكيات يتطلب نموذجاً جديداً من الحكم لإدارة البلاد، يتبنى اللامركزية الإدارية في الحكم، وعبر توافق السوريين على دستور جديد، يتوافق مع القرار الأممي 2254، والذي يعني في جوهره، إدارة الشعب السوري نفسه بنفسه، ولا يمكن إعادة سوريا إلى ما قبل الأزمة السورية”.

تحركات دبلوماسية هدفها الاعتراف الدولي

وأشار عربو: إلى أن “التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية، هدفهما الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وكان لها الدور الأبرز في إظهار حقيقة نموذج الإدارة الذاتية المطبقة في شمال وشرق سوريا، ونتيجة الاجتماعات والندوات التي تعقدها الإدارة الذاتية مع باقي الأطراف السياسية السورية، فإن المعارضة السورية الوطنية تبنت فكرة الإدارة الذاتية، ووجوب تعميها على عموم الأراضي السورية، وبالرغم من وجود بعض الأخطاء، وأيضاً تعرضها للهجمات من قبل المحتل التركي ومرتزقته، الإدارة الذاتية نجحت في تحقيق الكثير من المكاسب، وهي الآن تدير منطقة واسعة من سوريا، وهي تمثل حوالي ربع سكان سوريا، وتحافظ على استقلالية قرارها في إدارة مناطقها، وهذا ما يفتح المجال أمام إمكانية تطبيقها على المناطق السورية كافة”.

واختتم نعمان عربو حديثه: “نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، نبدي كامل تضامننا مع أبناء السويداء، وباقي المناطق السورية الثائرة، وندعمهم ونشد على أياديهم في مطالبهم المحقة والمشروعة، ونقول لهم، إن حجر الزاوية في نجاح أي تجربة ديمقراطية أو إدارة ذاتية هو التنظيم، لذلك، عليهم أن يولوا اهتماما كبيراً بالجانب التنظيمي، لأن ذلك سيمكنهم من الوصول إلى أهدافهم بأقل الأخطاء الممكنة، وسيجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع الوقائع على الأرض”.