سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نسبة المتحدثين باللغة الكردية في باكور كردستان تنخفض إلى سبعة بالمائة

بدأ العام الدراسي في كردستان وتركيا، وكما هو حال كل عام؛ فلا يبدأ ملايين الأطفال الكرد تعليمهم في المدارس باللغة الأم، بل باللغة لتركية ورغما عنهم.
الرئيس المشترك لفرع التعليم في سين التابعة لوان، مراد أتاباي، في حديث حول هذا الموضوع: ” في عشرينات القرن الماضي؛ كان 90% من الكرد يتحدثون باللغة الكردية في منازلهم وفي الشوارع، بينما اليوم لا يتحدث بها سوى 7% من الكرد، لذلك فالأطفال يضطرون للتعلم بلغة لا يعرفونها بعيداً عن لغتهم الأم”.
وذكر أتاباي إنه بسبب عدم تلقي الأطفال الكرد التعليم بلغتهم الأم، فإنهم يواجهون العديد من المشاكل، وأشار إلى أنهم يواجهون هذه المشاكل عند تلقيهم المعلومات العلمية والتربوية: “لا يمكن للأطفال أن يشعروا بالراحة ويعبروا عن أنفسهم عندما يتم تعليمهم بلغة لا يعرفونها، ولا يعرفون عنها سوى القليل، إنها مشكلة كبيرة في مجال التعليم، هناك العديد من اللغات المختلفة في تركيا، اللغة الكردية لها النسبة الأكبر من حيث عدد السكان، فهي لغة مستخدمة من الكثير من الناس، لذلك؛ من المهم أن يتم تدريس اللغة الكردية من خلال التعليم باللغة الأم كما يتوجب إزالة العوائق، التي تتعرض لها اللغة الأم.
“الاندماج الذاتي يبلغ مرحلة خطيرة”
وصرح أتاباي أنه حدث اندماج ذاتي مقلق في السنوات الأخيرة: ” لقد أصبح أولياء أمورنا يندمجون مع المجتمع بشكل جدي في السنوات الأخيرة، وأضحى عدد أقل من العائلات تتحدث اللغة الكردية مع أطفالها، لذلك؛ وبقدر ما ينتقدون سياسات الصهر، التي تتبعها الدولة، يجب أن ينظروا إلى أنفسهم أولاً، لماذا لا نعتني بلغتنا الأم ونعمل من أجلها؟ لماذا لا نتحدث بها في البيت ومكان العمل وفي الشارع والسوق، يجب علينا أن ننتقد أنفسنا أولاً، وخصوصاً مع الأزمة الاقتصادية؛ أصبحت مشكلة سنوات التعليم أن جزءاً كبيراً من الأطفال يذهبون إلى المدرسة وهم جياع، لكن المشكلة الأكبر هي أن الأطفال لا يحصلون على التعليم بلغتهم الأم”.
“لا ينبغي أن يتم تحديد لغة رسمية واحدة للدولة”
لا ينبغي أن يتم تحديد لغة رسمية واحدة في تركيا، هذا ما يشير اليه أتاباي ويضيف: “الدستور التركي ينص على أن لغة الدولة هي التركية، والحقيقة أن هناك مشكلة خطيرة جداً في تكوين الدولة وكتابة الدستور، لا ينبغي أن تكون هناك لغة واحدة للدولة وأن تكون اللغة الرسمية للدولة، لكننا نفهم ما يريدون القيام به فيما يتعلق بالدستور، هناك سياسة صهر خطيرة للغاية فيما يتعلق باللغة الكردية، في عشرينات القرن الماضي، كان 90% من الكرد يتحدثون اللغة الكردية في المنزل وفي الشوارع، ولسوء الحظ، انخفضت نسبة التحدث باللغة الكردية اليوم في المدن الكردية من سبعة بالمائة، ومع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، تحولت سياسة الاستيعاب تجاه الكرد إلى سياسة الاندماج الذاتي، وهي مستمرة بشكل جدي، وهذه ليست السياسة المطبقة فقط على المدن الكردية، بل وتنطبق على جميع اللغات الأخرى في تركيا، ولكن في الغالب يتم ذلك بشكل أكبر على اللغة الكردية”.
مراد أتاباي الرئيس المشترك لفرع التعليم في سين التابعة لوان، وفي ختام حديثه حول شرح أهمية اللغة بشكل جيد للشعب: “على المنظمات التي تناضل في هذا الصدد، أن تذهب إلى الميادين والفعاليات المجتمعية وتشرح أهمية لغتنا للكرد”.
وكالة فرات للأنباء