روناهي/ تل كوجر ـ
مجموعة من النساء يعملن بمجالات عدّة، وهدفهن واضح، العيش بكرامة وتأمين متطلبات الحياة بسواعدهنّ، وهذا ما يجعلهنّ يشعرن بالسعادة ممّا يفعلنَه رغم صعوبته.
في ظل هيمنة المجتمع الذكوري، بعض النساء كان الخيار لديهنّ، عدم الاستسلام لظروف الحياة والانصياع لمطالب المجتمع، الذي يحاول تحجيم دور المرأة، والانتقاص من قيمتها، وعدم إعطائها دورها الفعلي داخل المجتمع، مهنٌ مختلفة وظروف متقاربة، وهدف واحد هو العيش بكرامة ودون انتقاص من كيانهنّ كنساء.
عمل متواضع
تعمل (م. ر) الأمّ لثلاث فتيات في عدّة مجالات، أولها: جمع بقايا روث الحيوانات الأليفة، التي تنتشر في المنطقة، حيث تقوم هي وإحدى بناتها بجولة يومية في مواسم الصيف، والأيام التي يكون فيها الطقس جيّداً، بجمع ما يتيسر لهنّ من روث الحيوانات، التي تملأ الأراضي الزراعية، بعد أن تقوم بجمعها تستخدمها في التدفئة، إضافة إلى ذلك تقوم ببيعها، حيث يقصدها سكان الأرياف، الذين يعتمدون على هذه المواد في التدفئة، وأحياناً لها استخدامات أخرى مثل: وضعها في حقول الزراعة كسماد عضوي.
وتقول (م. ر) إنها تعمل بهذه المهنة منذ ما يقارب العشرين عاماَ، منذ أن توفي زوجها، وأخذت على عاتقها إعالة بناتها الثلاث، وتضيف: أنها لا تخجل من هذا العمل بل تجده أن العمل هذا خير من أن تمدّ يدها للناس.
جمع القشّ
حالها كحال معظم نساء ريف تل كوجر تعمل “ترفة العلي” في جمع القشّ في موسم الصيف، ثم تحوله إلى تبن وتبيعه في بداية الشتاء كمادة علفية، ترفة، تبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً، وهي لا تزال عازبة، تقول: إنّها تعمد لهذا العمل رغم أنها غير مجبرة على ذلك، لكنها تجد في العمل باب للخروج من المنزل، الذي تعيش فيه مع أهلها، الذين لا يبخلون عليها بشيء، لكن تجد نفسها محبّة لعملها، الذي يمنحها الحرية، وتضيف أنّها