نساء منبج في اليوم العالمي للمرأة: نضالنا مستمر حتى تحرير القائد أوجلان

روناهي/ منبج ـ أعربت نساء منبج عن استمرارهنّ بنضالهنّ، ومقاومتهنّ بهدف الحفاظ على مكتسباتهنّ المنجزة، والمضي قدماً لطموحهنّ دون توقف حتى إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان.

تحتفل المرأة باليوم العالمي في أنحاء العالم قاطبة، المصادف في يوم الثامن من آذار، وفي هذا الصدد، كانت قد أطلقت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا في 28 شباط الفائت، سلسلة من الفعاليات المختلفة، تحت شعار «المرأة، الحياة، الحرية، نحو ثورة المرأة».

وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفتنا «روناهي» مع عدد من نساء منبج حول رؤيتهن لعيد المرأة في هذا العام، فقد اختلفت المشارب، والاتجاهات فيما بينهنّ، لكنهنّ في الوقت نفسه اجتمعن على العديد من القضايا النسوية الراهنة.

سمات فكر القائد

في هذا السياق، وفي تعليق حول سؤال الاستطلاع، قالت” فاطمة بكو“: ”إن ممارسة الرجل السلطوية منذ خمسة آلاف عام، وحتى الوقت الراهن، كانت لها اليد الطولى في معاناة المرأة، بشكل ممنهج وكبير“.

”فاطمة“، استدركت:” فكر القائد أعطى المرأة المرونة والتجدد والاستمرارية والانفتاح نحو قيم المرأة الخالدة، التي تتسم بالتجديد والانبعاث من رحم الحياة نحو تأكيد الهوية، ونحو الوعي الذي أثبتت من خلاله قيمة المرأة المهمة في الحياة“.

المقاومة أثمرت ثورة

بدورها، أشارت راما بركل: ”المرأة انتقلت من مرحلة النضال إلى مرحلة إثبات وجودها بين المجتمع، وعملت بكل شجاعة لأجل الوصول إلى حريتها؛ لأنها مناضلة عظيمة“.

وذكرت:” النساء اللواتي حوّلن محور حياتهن من الاستكانة في غرف البيوت إلى الانطلاق نحو الحرية الحقيقية، التي من خلالها ولّدت روح العمل المنتج، الذي يقاوم أشكال العنف كلها، وتحول هذا الانطلاق إلى ثورة حقيقية ضد الظلم، والمعاناة، التي عاشتهما المرأة سنوات عديدة، وبذلك تعد نموذجاً نادراً وحدثاً استثنائياً في عموم هذه المنطقة“.

دور المرأة العربية في تغيير الواقع

من جهتها، قالت سيدرا بركل: ”أثمن ما أنتجته المرأة، في ثورتها، التي انطلقت من بقاع شمال وشرق سوريا، وانخرطت فيها الشعوب كلها، وخاصة المرأة العربية التي كانت من أساسيات ثورة المرأة نحو التقدم“.

وتابعت: ”مع انطلاق ثورة المرأة نحو الحرية الحقيقية، التي اَمنت بها النساء، اجتهدت المرأة فيها بالدفاع عن قيم المجتمع المتحضر، فحملت سلاح المقاومة ضد الإرهاب، الذي عاداها في الوجود، وحينما نرى المرأة العربية حاملة للسلاح، نعرف القيمة الحقيقية، والمثالية في استخلاص نتائج ثورة المرأة نحو الازدهار والتقدم؛ وهذا هو الإنجاز العظيم والانتصار الكبير للنساء“.

وبيّنت:” العديد من النساء المناضلات طالتهنّ يد الغدر من جهات عدة، أبرزها المحتل التركي والإرهابيين، فارتقين إلى مرتبة الشهادة، فالأنظمة الرأسمالية كلها تُعَدُّ عدوة للمرأة وبذلك تناضل المرأة ضدها، وتطالب بإحقاق حقوق النساء عامة”.

لا تغيير منشود دون مشاركة المرأة

أما ”رويدا حنيظل“، فقالت: ”بعد تحرير منبج من رجس الإرهاب، وجدنا صعوبة كبيرة في قبول المرأة لهذا الفكر الحر، أو دخولها في المؤسسات، لكن مع الوقت تغير الحال إلى أفضل مع وصول المرأة لقناعة، أن لا تغيير يحدث دون مشاركتها في المجالات كافة، لهذا وجدت المرأة نفسها متمكنة من تغيير واقعها المتردي؛ فانطلقت متحدية القيود والصعوبات في فرض نفسها بين عناصر المجتمع المختلفة، وتتفوق فيها“.

وعدّت: ”وجود المرأة في موقع المسؤولية قد أدى بطبيعة الحال إلى تحرير نفسها لتكون جديرة بقيادتها، من خلال مشاركتها في المؤسسات والأحزاب، واللجان، لتكون عنصرا فعالا في القيادة ورسم طريق التقدم نحو مجتمع أفضل بمشاركة المرأة الحقيقية فيه“.

قتل العبودية بتحرر المرأة

من جانبها، قالت شيرين الأحمد: ”هناك تطور ملموس، وملحوظ فيما يتعلق بالمرأة في مدينة منبج، وهو واضح من خلال الرغبة في تحقيق هدفها، وبناء مجتمعها“.

وأكدت:” تطورها ما كان ليحدث، لولا فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي منحها كل ما تريد من أجل النهوض بواقعها، بعد مراحل القهر، والعنف والاضطهاد الممارس على المرأة منذ فترة طويلة“.

وأوضحت: ”أهم نقطة يمكن ملاحظتها في هذا التطور هو رفض نظرة عبودية المرأة، ورفض استغلالها من أطراف عدة، ما جعلها امرأة عاملة تقود زمام الأمور“.

انتصار المرأة بتحرير القائد

وقد تحدثت ”مطيعة محمد“: ”هناك هدف منشود تسعى إليه المرأة، بعد قطعها كل هذه الأشواط، برغم من الكم الهائل من العراقيل المختلفة، لكن لا شيء يأتي دون مثابرة وإصرار، ومما لا شك فيه هذا الأمر موجود ويتم العمل عليه“.

ونوهت: ”العبرة في النهايات حيث من السذاجة الاكتفاء بما وصلنا إليه لأن الذهنية الممارسة تجاه المرأة، لا تزال عند البعض، رافضة لوجود المرأة في القيادة، لكننا سنقاوم هذه النظرية لإثبات فاعلية المرأة ودورها الريادي في الوجود للعالم أجمع“.

وشددت في ختام حديثها: “هذا اليوم يعني لنا الكثير إذ يذكرنا بضرورة الاستمرار بثورتنا، حتى الحصول على الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وحتى تحرير نساء العالم من العبودية والعنف، والاضطهاد الذي يفرض عليهنَّ“.