سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء عفرين: “مستمرون في المقاومة نتيجة الترابط والتلاحم الذي يجمعنا”

أكدت نساء عفرين في مقاطعة الشهباء أن الأهالي يقدمون المساعدة لبعضهم البعض في ظل الظروف المعيشية الصعبة, وهذا يدل على مدى الترابط والتلاحم فيما بينهم في السراء والضراء, وكما تجمعهم المحبة والألفة ليستمروا في مقاومتهم.
في ظل انتشار وباء كورونا في العالم وتهديده لحياة الجميع، لا يزال الاحتلال التركي ومرتزقته ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري يستهدفون القرى التابعة لناحية شيراوا التابعة لمقاطعة عفرين, وأيضاً يستهدفون مقاطعة الشهباء, ورغم كل هذه الانتهاكات أهالي عفرين في مقاطعة الشهباء يواصلون مقاومتهم حتى العودة إلى عفرين.
تقديم مساعدات متواضعة من قوتهن اليومي
وتحدياً للظروف المعيشية ينظم الأهالي حياتهم ويقدمون المساعدات لبعضهم البعض, وقدمت المئات من النساء مساعدات متواضعة من قوتهن اليومي للعائلات المحتاجة والفقيرة.
وفي هذا الصدد تحدثت الرئيسة المشتركة لكومين قرية بابنس في مقاطعة الشهباء نبيهة حبش خلال لقاء خاص مع JINNEWS حول معاناة أهالي عفرين قائلةً: “عانى وواجه أهالي عفرين ويلات الحروب والمصاعب أثناء شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الهجمات على مقاطعة عفرين، واضطروا للخروج قسراً من ديارهم ليواجهوا معاناة التهجير”.
ووصفت نبيهة المأساة التي واجهها أهالي عفرين في ظل انتشار وباء كورونا بالأقسى من بين ما عانوه في عفرين، إذ حينها كانوا في مسقط رأسهم وديارهم وبين ممتلكاتهم، حيث كان لديهم العديد من مصادر الرزق، إلا أن تكاتف وترابط الأهالي مع بعضهم البعض كان أقوى مرة أخرى، على حد تعبيرها.
المساهمة في تخفيف العبء عن الشعب
وذكرت نبيهة في حديثها بأن المئات من العوائل تبرعت بالأموال لمساندة العائلات المحتاجة أكثر في ظل الظروف العصيبة، كما أنهم وزعوا الخبز عن طريق الكومينات من أموال الأهالي على جميع قطاعات الكومين بالمجان، وهذا ما ساهم في تخفيف العبء عن الشعب.
ويعتمد العديد من أهالي مقاطعة الشهباء في تأمين قوتهم اليومي من مصدر رزق عمل اليوم ذاته، أي إن لم يعملوا ليوم واحد لا مصدر دخل لهم.
وأكدت الرئيسة المشتركة لكومين قرية بابنس في مقاطعة الشهباء نبيهة حبش بأن الترابط والمحبة التي تجمع أهالي عفرين رغماً من ظروف المعاناة والتهجير القسري إلى جانب ما تقدمه الإدارة الذاتية الديمقراطية من مساعدات يومية، إلى جانب التكاتف ومساندة الأهالي لبعضهم البعض في السّراء والضراء، كل هذه تزيد من مقاومتهم في وجه المعاناة.
هذا وقد تكفلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين بتقديم يد العون والمساعدة لجميع أهالي عفرين المهجرين قسراً للشهباء بالمواد الغذائية، المحروقات والمنظفات، كما أنها تواصل عملية تعقيم ورش المبيدات والمنظفات بين منازل وأراضي الشهباء.
كما قامت المنظمات والمجالس المحلية بحملات تعقيم لاتزال مستمرة طالت المرافق العامة والخدمية وبعض المخيمات.
تحدي الظروف الصعبة بالمساندة
ومن جانبها تحدثت حكمت محمد منان للوكالة نفسها عن التكاتف بين الأهالي قائلةً: “حمل الأهالي على أكتافهم مهام مساندة بعضهم وتحدي الظروف الصعبة بتقديم يد العون ورفع معنويات بعضهم البعض في وقت تستمر فيها المنظمات الدولية والعالمية في عدم تقديم أي مساعدات إنسانية لمهجري عفرين في الشهباء”.
وأكدت حكمت في حديثها على أن من يملك بعض من المال ساهم في دعم ومساعدة من لا يملك بيده شيء وخاصةً من العوائل التي لا عمل يومي لها ولا معيل، منهم العوائل التي تحتضن أفراد كثيرة وصغيرة في السن، موضحةً أنهن سيواصلن مقاومتهن ونضالهن في الشهباء حتى تحرير عفرين.
فيما شكرت حكمت أصلان الأهالي الذين ساهموا في مساعدتها ومساعدة المئات من العوائل الفقيرة في الشهباء، مؤكدةً على أنها تواجه الكثير من المصاعب والضغوطات لتؤمن لقمة العيش للأطفال اليتامى.
وأوضحت بالقول: “نحن تسعة أشخاص نعيش في المنزل ومصدر دخلنا محدود لا يسد احتياجاتنا في ظل ارتفاع أسعار العملات”.
ونوهت حكمت أصلان إلى أن الأهالي في الشهباء تربطهم المحبة ولن يستطيع أي شيء أن يفرق بينهم.
وفي ظل التهجير القسري والصعوبات التي رافقتها وانتشار وباء كورونا في العالم، وإعلان الأمم المتحدة ضرورة إيقاف الحروب والتركيز على القضاء على الفايروس، يواجه ويعاني أهالي عفرين في مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا من هجمات وقصف لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته بشكل شبه يومي، وهذا ما زاد التهديدات ومخاطر على حياة المدنيين العُزّل.