سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء إقليم شمال وشرق سوريا يساهمن في زيادة المساحات الخضراء لمواجهة التصحّر

قامت ناهدة دابان (50 عاماً) بزراعة أنواع عديدة من الأشجار خلال فترة حظر التجول بسبب جائحة كورونا قبل أربع سنوات، وقالت إنها تحاول زيادة المساحات الخضراء لمواجهة التصحر.
في الوقت الذي تزداد فيه الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا، تحاول النساء تحييد هجمات المحتل من خلال حرب الشعب الثورية، حيث تهاجم الدولة التركية المحتلة لقمة الشعب إلى جانب ذلك، تقطع قطرة الماء التي من المفترض أنها محميّة من قبل التحالف الدولي، وتستخدمها سلاحاً أشد فتكاً من كل الأسلحة.
مما لا شك فيه أن قطع المياه يؤثر على المناخ ويخلق خللاً في بيئة المنطقة مما يؤدي إلى التصحّر، وبحسب التقارير الدولية؛ فإن سوريا تعتبر من أكثر الدول تصحراً، وفي مواجهة هذه الهجمات، تحاول النساء منع الآثار السلبية بأقل الوسائل والإمكانات المتوفرة.
ناهدة دابان، أم لـ 11 طفلاً، ست بنات وخمسة أولاد، تعيش في ناحية “تل تمر” بمدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، تحدثت لوكالة أنباء المرأة عن بداية زراعة الأشجار، وقالت إنها انتهزت فترة حظر التجول عندما انتشرت جائحة كورونا التي أُعلِن عنها قبل أربعة أعوام.
وأضافت “زراعة الأشجار عمل مهم ومقدس. في الوقت الذي جلس فيه الجميع في منازلهم وتم إعلان حظر التجول، فكرنا أن نفعل شيئاً يُلهينا ويعود بالنفع علينا ومن بين العديد من الاقتراحات وجدنا الأنسب هو زراعة الأشجار، وبدأنا بزراعة أشجار العنب والمشمش والخوخ والجانرك والزيتون والعديد من الأشجار الأخرى. لقد زرعنا أشجاراً صغيرة منذ أربع سنوات، والآن نأكل ثمارها”.
ولفتت إلى إن “الأشجار ليست منظراً جميلاً فحسب، بل إنها توفر لنا الظل والأكسجين أيضاً. في السنوات القليلة الماضية تغيّر المناخ وارتفعت درجة الحرارة، لقد حدث بالفعل جفاف، كما قام الاحتلال التركي بقطع المياه عن محطة علوك ونهر الخابور، لذلك فإن زراعة الأشجار مفيدة للتخفيف من الحرارة، والآن نسقي أشجارنا بمياه الآبار المالحة التي حفرناها وزرعنا بجوارها حديقة صيفية فيها خضروات مثل الطماطم، والباذنجان والبامية والقرع والفليفلة والخيار. لا يهمنا ما يفعله العدو، نحن قادرون على إدارة أنفسنا والإبداع”.
وبينت إنه على المرأة والمجتمع بشكلٍ عام أن يقوما بزيادة المساحات الخضراء في محيط منازلهم من أجل تقليل التصحر “حتى لو كان شبراً من التربة فليكن أخضراً. لو زرعت بذرة ستعطيك شجرة كبيرة. من الضروري أن تزرع المرأة فناء منزلها بالأزهار والشجيرات وتجعل محيطها أخضراً. في هذا الوقت الذي نعيش فيه تحولت أرضنا إلى صحراء، وانقطعت المياه وكل هذا يؤثر على الأرض والإنسان، يجب على الذين لديهم آبار أن يستخدموها في بناء بيئة تخدم الإنسان والحيوان”.
وشددت ناهدة دابان على ضرورة تعزيز روح التضامن والمساعدة بين المجتمع والإدارة الذاتية الديمقراطية “يجب أن نكون محبين لبلدنا، وأن نبقى هنا لأن الدول الأجنبية لا تخدم مصالحنا. يجب ألا ننتظر منهم شيئاً. مهما فعلنا، لا ينبغي لنا أن نندم، لأننا نخدم أرضنا. يجب علينا نحن وبلدياتنا أن نساعد بعضنا البعض ونجعل محيطنا أخضر. الشيء الأكثر أهمية هو عدم ترك تربتنا تجف”.