نجمات كرة القدم في روج آفا… كنوز وقدوة

قامشلو/ جوان محمد ـ

نقترب من انطلاقة دوري السيدات لكرة القدم وللمرة الأولى على الملاعب المكشوفة بعكس الماضي حيث كانت البطولات على الملاعب المغطاة “سداسيات”، ولعل وصول لاعبات أندية إقليم الجزيرة للألقاب على مستوى سوريا وخوض الدوريات المحلية منذ سنوات يُعتبر كافياً لكي نحتفي ببطلات كرة القدم واللواتي يستحقنَ الأفضل والأحسن.

منذ عام 2016 بدأت لاعبات في إقليم الجزيرة بمدينة قامشلو بتفعيل لعبة كرة القدم بمدرسة بالناحية الشرقية عبر نادي قامشلو وكسرنَ حاجز الخوف وحكر هذه الرياضة على الرجال فقط، وفي عام 2017 بدأت أول بطولة رسمية تُبصر النور، ووقتها كانت اللاعبات لسنَ بالمستوى الفني المطلوب وكان هناك من يسخر منهن من الرجال والنساء أيضاً بقول “ماذا ستصبحَن لنا؟” وبدأت لاعبات غير نادي قامشلو من نادي جودي وأهلي عامودا وسري كانيه وتربه سبيه باسم براتي بتشكيل فرقها ضمن النوادي وبعدها تشكلت فرق أخرى لنوادي مثل قنديل وعمال الجزيرة والطريق والأسايش وفدنك وبرخدان الذي لم تنجح التجربة معه ولم يُكمل ونعتذر أن لم تسعفني الذاكرة بنسيان أحد النوادي.

والحقيقة التي لا يجوز نكرانها هي أن للإداريين والمدربين دور كبير في تنمية هذه المواهب وتطوير أداء اللاعبات، وبعد إقامة دوريات بإقليم الجزيرة عامي 2017 و2018 وفوز سيدات قامشلو باللقب وسيدات الأسايش عام 2019 وأحرزت سيدات قامشلو لقبي الكأس عامي 2018 ـ 2019، والسوبر لمرتين من قبل سيدات أهلي عامودا، استطاعت سيدات روج آفا ولاعبات إقليم الجزيرة بكتابة التاريخ بفوزهن باسم سيدات عامودا وبظروف صعبة بلقب أول دوري سوري لكرة القدم على الملاعب المكشوفة موسم 2019 ـ 2020، وكان الفريق مشكل من لاعبات أندية: أهلي عامودا وقامشلو وجودي والأسايش ولاعبات من الداخل السوري، وفي موسم 2020 ـ 2021، حققت سيدات قامشلو مع لاعبات من نادي فدنك لقب النسخة الثانية باسم سيدات الخابور بتكرار للإنجاز.

سنبقى صوتكن

هذه اللمحة كُتِبت لكي نُذكِّر ببعض إنجازات رياضتنا في لعبة كرة القدم للسيدات والتي كانت صحيفتنا “روناهي” جزءاً منها بشهادة من الكثيرين، وللعلم هي أكثر وسيلة متابعة وناشرة للمواضيع المتعلقة ببطولات ورياضة المرأة في كرة القدم ورياضة المرأة بشكلٍ عام، وحتى كُرمت من قبل الاتحاد الرياضي لدورها الكبير في دعم ومتابعة أحداث الرياضة النسائية لكرة القدم، وحتى هي الوسيلة الوحيدة التي تابعت كل مباريات الدوري بقامشلو وكافة مباريات مسابقة الكأس لعامي 2018 ـ 2019 بدون غياب، والصحيفة مستمرة حتى الآن بمتابعة نشاطات كرة القدم للسيدات، إن هذه الكلام المذكور يُعتبر إنجازاً وسط الحرب والهجمات التي تعرضت لها مناطقنا وقلة الدعم المقدم للاعبات والنوادي، ورغم ذلك هم مشكورين استمروا وما زالوا يقاومون فالاتحاد الرياضي لا يملك الميزانية الكافية وطالبنا بميزانية خاصة لرياضة المرأة بإقليم الجزيرة من القائمين على الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا كونها تحقق الإنجاز تلو الآخر.

الدوري يقترب ونريد مباركة اللاعبات ضمن النوادي السبعة التي ثبتت مشاركتها في الدوري بهذا الإنجاز وهو اللعب على الملاعب المكشوفة بـ 11 لاعبة وهي أندية: قامشلو ـ جودي ـ قنديل ـ أهلي عامودا ـ الطريق ـ فدنك ـ الجزيرة.

فلم يكن سهلاً وصولكن لهذا الإنجاز مع جهود الكوادر الإدارية والفنية ضمن نواديكن، ومع تقديم الدعم من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بحسب الإمكانات المتوفرة في ظل غياب شبه تام لهيئات المرأة في شمال وشرق سوريا والمنظمات والحركات النسائية المدنية عن المشهد، وكأن دعم المرأة غير مطلوب بالرياضة ومطلوب فقط بباقي المجالات وحتى بتنا نفكر بأن المرأة الرياضية من كوكب آخر.

أنتنَ الفخر

إيتها اللاعبات أنتنَ فخر لنا بكل الإنجازات التي ذكرت وكثيراً ما تم محاربتكن من الرجال والنساء وقهرتن العقليات المريضة وقهرتن الظروف الصعبة وتحملتن الجوع والعطش وبرد الشتاء ففي عام 2018 سقطت لاعبة أرضاً من البرد في مسابقة الكأس وتحملتن حرارة الصيف هذا علاوة عاى عدم تقديم الدعم المادي والمعنوي الكافي من الجهات المعنية، وحتى كما ذكرنا الحركات الداعمة للمرأة لم نراها إلا بمناسبات قليلة وحاولنا التواصل وإيصال صوتكن وبالتعاون مع الاتحاد الرياضي وأيضاً مع الأندية ولكن لا حياة لمن تنادي؟.

لاعبات أندية إقليم الجزيرة الإنجاز الكبير القادم الجميع بانتظاره وكلنا أمل وثقة بكن فأنتن أهل لكل المهمات الصعبة وسنكون صوتكن في الدوري كما كنا قبله وسنكون بعده، وسنوصِل هذا الصوت للجهات العليا لأنكن تستحقن الأفضل فأنتن كما ذكرنا الفخر لنا وحققتن ما لم تحققه فِرقنا للرجال على صعيد سوريا.

لذلك ستظهر مشاكل ومعوقات مثل كل دوري، ولكن أيضاً مثل كل مرة سوف تنتصرن بعزيمتكن وقوتكن في تخطي المصاعب، وأدرك أن الكثيرات تحدثنَ لنا عن قلة الدعم من كافة النواحي ولكن ماذا نفعل هل ننتظر هيئات المرأة أو المنظمات النسائية لكي يحنو علينا في تقديم الدعم؟، فأنتن مع الاتحاد والإدارات تكفينَ لتقديم صورة خلابة وجميلة مثل إنجازكن لكي يكون خير جواب لكل من يبتعد عن دعمكن ويتغاضى، وبكل صراحة الكثير من الوسط الرياضي يفتخر بكن ونناشدهم بالالتفاف حول هذه المواهب والتفاخر بالكلام فقط لم يعود كافياً، وذلك لكي لا نفرط بهذه الكنوز وتذهب لأندية الداخل السوري موفقات بطلات.