سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نتيجة جرائم المرتزقة اللاإنسانية بحقهم.. جراحهم لم تندمل بعد

مرت سبع سنوات ولم تندمل جراح أسرة المواطن أحمد يوسف الشيخ نعساني من آثار الحرب، فما زال مصير ابنتهم المخطوفة مجهولاً منذ عام 2013، على أمل أن يلتقوا بها يوماً ما، بعد أن أفرج المرتزقة عن أخويها.
هناك المئات من الأسر التي عانت من ويلات الحرب منذ اندلاع الأزمة السورية، فمنها من لاقت مصير الموت، ومنها من ظل مصيرها مجهولاً إلى الآن، وأسرة المواطن أحمد يوسف الشيخ نعساني واحدة من تلك الأسر التي شهدت آلام وقسوة تلك الحرب.
خطف المرتزقة أبناءه..
المواطن أحمد يوسف الشيخ نعساني من أهالي مدينة الباب، ترعرع منذ صغره في مدينة حلب، ويقطن في حي الشيخ مقصود منذ 50عاماً، أب لسبعة أولاد أربعة شباب وثلاث فتيات.
ومع اندلاع الثورة السورية، وسيطرة مرتزقة جيش الاحتلال التركي على بعض أحياء مدينة حلب عام 2013، خطف مرتزقة جبهة النصرة ثلاثة من أبناء المواطن أحمد، وهم كل من الطفل وائل يوسف من مواليد 2006، والطفل محمد يوسف من مواليد 2008، وإحدى بناته التي رفض الكشف عن هويتها، وذلك بتاريخ 29/9/2013.
وتبدأ قصة اختطاف أبناء أحمد حين كانوا في زيارة لمنزل أخيهم الكائن في حي الحيدرية والذي كان تحت سيطرة مرتزقة جبهة النصرة آنذاك، وأثناء عودتهم إلى المنزل تعرّض الإخوة على الطريق الواصل بين حيي الحيدرية والشيخ مقصود للاختطاف على يد المرتزقة، لتبدأ بعدها معاناة البحث.
وكان الطفل وائل يبلغ من العمر سبعة أعوام حين اختطف، والطفل محمد يوسف يبلغ خمسة أعوام، أمّا الفتاة فكانت تبلغ 25 عاماً.
ضحية جريمة أخرى
فيما ينشغل المواطن أحمد ببحثه عن أطفاله يتعرّض هو وبقيّة أهل بيته لقصف بالموادّ الكيماوية المحرّمة دولياً خلال هجمات مرتزقة الاحتلال التركيّ على حي الشيخ مقصود عام 2016، فيكونون ضحية جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم تلك المرتزقة.
وبهذا الخصوص أشار أحمد لوكالة هاوار: “بعد استنشاقنا الموادّ السامّة تواصلت مع الشهيد الدكتور شاهد الذي كان الجرّاح الوحيد آنذاك في الحي، فأسعفت أسرتي إلى المشفى، وبقينا جميعنا تحت جهاز الأوكسجين مدة أربع ساعات”.
تمّ إطلاق سراح الأخوين وائل ويوسف بعد أربع سنوات بتاريخ 21/9/2017 بعد دفع فدية مالية قدرها نصف مليون ليرة سورية، أمّا الفتاة فاغتصبها أحد المرتزقة، ولا يعلم ذووها أيّ خبر عنها منذ أن اختطفت.
تخويف الأطفال وتهديدهم..
وخلال مقابلة مع الطفلين تحدّث الطفل وائل عن أساليب التعذيب التي مارسها المرتزقة بحقّهم قائلاً: “بقينا محتجزين لديهم أسبوعاً، ثم نقلونا إلى إحدى القرى في ريف حلب الغربي وهي قرية أورم الكبرى، وهناك بدأوا بتعذيبنا باستخدام البلنكو وضربنا بخرطوم المياه”.
ويتابع وائل: “كانوا يجبروننا على البقاء تحت المطر في أيام الشتاء ساعات طويلة عراةً، كما كانوا يحرقون أجسادنا بوساطة سيخ بعد أن يضعوه في المدفأة حتى يسخن، كما كسروا لي أنفي أثناء ضربي بالعصا على وجهي، وفي كل محاولة للهرب كانوا يلاحقوننا ويعيدوننا إلى مكان الاعتقال”.
كما بيّن وائل أنهم كانوا يهددون الأطفال بقتلهم، وتخويفهم بوجود امرأة تقتل الأطفال.
لقد مارس مرتزقة الاحتلال التركي (جبهة النصرة) أشدّ الأساليب تعذيباً، والتي تتنافى مع أدنى حقوق الطفل، فما تزال تلك الآثار واضحة على جسديهما، حيث كانا مثالاً حيّاً وواقعاً على الجرائم التي ارتكبت بحق الطفولة منذ اندلاع الأزمة السورية.