سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ناشطات فلسطينيات: انتصار انتفاضة النساء الإيرانيات هو نصر للنساء كافة

أكدت ناشطات فلسطينيات على أن انتصار أي مقاومة نسوية هو نصر للنساء كافة، مشددات على أهمية التضامن النسوي وتكاتف الجهود من أجل النهوض بواقع المرأة الإيرانية وانتشالها من بيئة الظلم والاضطهاد.
حيّت ناشطات فلسطينيات نضال وصمود المرأة الإيرانية، وطالبن بالتدخل الفوري للضغط والتأثير على حكومة إيران لتخفيف أعباء السياسات القمعية ووقف الانتهاكات الممنهجة بحق النساء، وسن قوانين وتشريعات جديدة توفر الحماية الكاملة لهن، وتعزز حقوقهن بما يضمن وصولهن للعدالة والمساواة الجندرية.
في الذكرى السنوية لانطلاق انتفاضة النساء في روجهلات كردستان وإيران، أعربت الناشطة السياسية “مريم أبو دقة” عن تضامنها الكامل مع نساء إيران المناضلات، وحيّت شجاعتهن ونضالهن البارز ورفضهن لسطوة السياسات التمييزية، ومقاومتهن من أجل نيل حريتهن، وتعزيز حقوقهن وتحقيق أهداف انتفاضتهن وصولاً للعدالة والمساواة.
دور المرأة الريادي في بناء المجتمع
واستنكرت بشدة العنف الذي يتعرضن له والانتهاكات الممارسة بحقهن: “نقف نحن النساء يداً واحدة في الدول كلها، من أجل أن نرتقي إلى الدور الطليعي، الذي نستطيع القيام به، وإبراز دورنا في بناء مجتمعاتنا”.
وبينت: “أنا مثل أي امرأة فلسطينية، تناضل ضد الاحتلال والقوانين التمييزية بحق النساء في ظل الثقافة النمطية السائدة، فالنساء عموما شريكات في التحرير، والنضال وصنع القرار بشكل مستدام، وبالتالي مشاركة المرأة السياسية قضية هامة للغاية؛ لأنها تعود على المجتمع بالرخاء والتنمية، وتصب في صالح الأفراد جميعهم”.
تناضل النساء الفلسطينيات لتحسين وتعزيز دورهن في مراكز صنع القرار؛ ليصبحن قوة مهمة، وجيشاً قائدًا في المجتمع، ومن هذا المنطلق أكدت مريم على أن ثورة النساء ضد السياسات التمييزية والتحييزية ستحقق مطالبهن، وتلبي طموحهن على النحو المأمول: “إيماننا عميق بحرية المرأة، وبدورها ومشاركتها وتواجدها في مراكز صنع القرار والقيادات العليا”.
وأضافت: “نحن طموحون بعلاقاتنا الأممية والعربية، بأن تصبح لدينا علاقة مع نساء العالم كله، لأن نضالنا مشترك من أجل الوصول إلى العدالة الاجتماعية، والمساواة، والتحرر”.
وترى أن مشاركة المرأة الإيرانية في الحياة السياسية خطوة إيجابية، وهذا ما حققته بشكل نسبي منذ انطلاقة انتفاضتها واحتجاجها على الظلم والقمع الواقع عليها، ومطالبتها بممارسة حقوقها الكاملة، التي كفلتها لها حقوق الإنسان، “مشاركة الإيرانيات في اتخاذ القرار سيسهم في تغيير واقعهن للأفضل”.
وأوضحت خلال مشاركتها في مؤتمر النساء القاعديات، الذي أقيم العام الماضي وضم 44 دولة من أنحاء العالم، ومنهن النساء الإيرانيات: “تشاركنا في نضالنا ضد الإمبريالية والصهيونية، والحروب، والسلطات الظالمة، ونحن مع العدالة والمساواة، وتتخذ المرأة المركز الريادي والقيادي في مجتمعها، وتكوين علاقات ترابطية وأصيلة بين نساء العالم”.
وأشارت إلى أن انتصار أي مقاومة نسوية بتحقيق منجزاتها في بلادها، هو أيضاً قوة لنا كفلسطينيات، مؤكدةً خلال حديثها أهمية التضامن النسوي، وتكاتف الجهود من أجل النهوض بواقع المرأة الإيرانية، وانتشالها من بيئة الظلم، والاضطهاد.
ولفتت إلى أنه، “نحن، النساء، جزء مهم من الثورة السياسية، والاجتماعية، والتقدمية من أجل تحقيق السلم العالمي، واستقلال بلداننا عن الهيمنة الإمبريالية الأمريكية والعالم، لأن المرأة الحلقة الأضعف بالنسبة للبرجوازيات والصهيونية التي تحاول بطرق مختلفة الانقضاض عليها لتهميش دورها الأساسي والقوي في بناء مجتمعها”.
انتهاك حقوق النساء في إيران
وأوضحت الناشطة الحقوقية “رنا الحداد“، أن المرأة الإيرانية تتعرض لجملة من الانتهاكات الجسيمة أبرزها اللباس القسري، “جميعاً يعلم أن النساء والفتيات في إيران يرتدين اللباس الاجباري المقر من الحكومة، وهذا يعدُّ انتهاكاً صريحاً لحقوقها، ويجب تسليط الضوء عليه، كما أتاحت السلطات تزويج القاصرات بداية من سن الثالثة عشرة عاماً وفي بعض الأحيان بسنٍ أصغر في حال سمح القاضي بذلك”.
وأشارت إلى أن المنظومة القانونية مجحفة للغاية، وتحرم المرأة من حقها في التعليم والعمل إلى جانب حرمانها المشاركة العامة، وصياغة السياسات: “النساء والفتيات تفرض عليهن قيود وشروط ظالمة ومجحفة بحقهنَّ، فهنالك بعض القوانين التي تشترط على الزوجة أن تأتي بموافقة خطية من زوجها بالسماح لها بالعمل، وهذا يعدُّ كارثة في حياة المرأة الإيرانية، وتهميشاً لكينونتها”.
كما تواجه المرأة في إيران تحديات كبيرة في سوق العمل، نتيجة لتفضيل وتحيز الجهات الحكومية، والمؤسسات للرجال فيما يتعلق بالوظائف، ففي عام 2019 كانت نسبة مشاركة النساء في العمل تبلغ 18%، مقابل 72% للرجال، وفي عام 2020 انخفضت نسبة مشاركة النساء إلى 14%، بينما بقيت نسبة المشاركة للرجال عند 70%، على الرغم من أن نسبة خريجات الجامعات تجاوزت 50%، كما بينت.
إرادة المرأة الإيرانية أمام التحديات
ولفتت إلى أنه: “بالرغم من التحديات والصعوبات، التي واجهت المرأة الإيرانية إلا أنها ناضلت، وخاضت التحدي أمام القرارات والتشريعات الصارمة، والسياسات القمعية من الحكومة، والجيش الإيراني، وعند احتجاجها واعتراضها والخروج باعتصامات ومسيرات تعاقب بالاعتقال، والتعذيب الجسدي والنفسي، والضغط على ذويها وتهديدهم إن تكررت فعلتها، إلى جانب دفعها الغرامات المالية للإفراج عنها”.
وأشارت إلى أن انطلاقة انتفاضة نساء إيران، هي بداية قوية، وشرارة جديدة يجب أن تحييها المرأة الإيرانية حتى تصل إلى حريتها ومبتغاها، حيث حققت انتفاضتهن تضامناً عظيماً، حيث احتجت 150 مدينة، و140 جامعة في المحافظات البالغة عددها 31، وانتقد بعض النواب في البرلمان رد فعل السلطات على هذه الاحتجاجات، والاعتصامات، واعتقالهم 14 ألف شخص، بينهم مئات النساء وعشرات الأطفال.
قدمت المؤسسات النسوية والحقوقية، عريضة تضم مليون توقيع قبل عشر سنوات، مطالبة بتغيير الحكومة الإيرانية، وسن قوانين وتشريعات جديدة، تحمي النساء والأسرة إلا أن هذه الجهود قوبلت بالرفض، ولم تستجب السلطات لمطالب الأفراد، كما قالت الناشطة رنا الحداد.
تسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في إيران
واقترحت رنا، بأن تخصص المراكز النسوية والحقوقية يوماً عالمياً يُبث عبر التلفاز، والإذاعات، ووسائل التواصل الافتراضي لتسليط الضوء على الانتهاكات، التي تتعرض لها المرأة الإيرانية: “وضع النساء في إيران من أصعب الأوضاع في العالم، وحقوقهن منتهكة تماماً”، وطالبت المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الرسمية وغير الرسمية، بتبادل المراسلات الدولية عبر القنوات الدبلوماسية، لمحاولة التأثير على الحكومة الإيرانية وضرورة تغيير القوانين.
كما دعت إلى التمكين الاقتصادي للمرأة الإيرانية، خاصةً بعد جائحة كورونا، التي ألقت بظلالها على تدهور الوضع المادي للنساء، وارتفعت معدلات الفقر الشديد: “ستثبت المرأة ذاتها من خلال إدارة مشروعها الريادي وتحقيق استقلاليتها واستقرارها”.
ومن خلال متابعتها الحثيثة لانتفاضة نساء إيران، فإنها رأت قوة المرأة الحقيقية: “المرأة الإيرانية قوية فهي رأت مثيلاتها في الشوارع يعذبن في السجون، ويتلقين أسوء وأبشع أنواع التعذيب التي تصل إلى حد القتل، لكنها رغم ذلك استمرت بنضالها متحدية القوانين الصارمة، وما زلن يطالبن بحقوقهن، وإيصال صوت قضيتهن للعالم”.
وأوضحت، أن هناك خطورة بالغة على حياة الإيرانيات، حيث أُصدرت بحق العديد منهن أحكام الإعدام، لاعتراضهن على مقتل جينا أميني، وتجمعهن رفضاً لهذه الجريمة النكراء ومطالبهن بوقف الحرب القمعية: “وأصبح للمرأة الإيرانية العديد من الإنجازات في التصدي للحكومة، وتحديها لتغيير القواعد المجحفة، والموقف الرسمي لحكومة إيران لم يتغير تجاه حقوقها، لكن مقتل الشابة جينا أميني هو انطلاقة انتفاضة النساء في إيران واحتجاجهن على الظلم، وتعد هذه الإنجازات مكتسبات الثورة، التي سطرتها بالدم وانتزعتها”.
مبينة أنها بداية مبشرة لإمكانية وصول الإيرانيات إلى بر العدالة، والمساواة، والانتقالية، لافتة إلى أن الفلسطينيات قد حققن نجاحاً بنسبة 80%، من تغيير الواقع بعد معركة طويلة، ومستمرة من النضال والكفاح. وتجد رنا أن طريق نضال المرأة الإيرانية طويل جداً لتلبية طموحها والحصول على حريتها: “نحن مؤيدات لانتفاضة نساء إيران وأن انتفاضتهن ناجحة، تستحق الدعم والمساندة معاً وسوياً لنصرة المرأة الإيرانية ورفع الظلم عنها. فمن حق المرأة الإيرانية أن تنعم بالديمقراطية والأمن والسلام، وتتولى المراكز العليا، وتقرر مصيرها، وتستخدم الوسائل كلها؛ لتنتزع حقوقها وتحيا في مجتمع خالٍ من العنف والاضطهاد، وموائم لمبادئ حقوق الإنسان، بما يضمن تحقيق مفاهيم العدالة الجندرية والمساواة”.
وكالة أنباء المرأة