نازح من سري كانيه: جُل مطالبنا هي العودة لمنازلنا وطرد الغزاة منها..

تقرير/ يارا محمد –

روناهي/ قامشلو- أهالي سري كانيه الذين نزحوا قسراً من مناطقهم، توجهوا إلى مناطق أكثر أماناً، تلك التي تكون بعيدة عن الممارسات الإرهابية الداعشية للمحتل التركي ومرتزقته آملين بالعودة قريباً بعد طرد الغزاة منها.

لم ينتهِ الألم والمعاناة التي لاحقت الشعب السوري منذ عشر سنوات وإلى يومنا هذا، قاسوا جميع الظروف الصعبة بمرارتها، هُجروا من بيوتهم ومدنهم قسراً، خوفاً من المجهول القادم الذي لا يعرف الرحمة، بحجة لبس ثوب الإسلام ويقاتلون تحت راية داعش، تغير الاسم ولكن المحتوى هو ذاته بالتصرفات والأفعال والأقوال، لا شيء تغير سوى أنهم مدعومين من المحتل التركي ليحقق هو الآخر أطماعه في بلدٍ أصبح الكثير مواطنيه لاجئين ونازحين هاربين من ويلات الحرب، قاصدين الأمن والأمان، عادت لتبدأ القصة من جديد في شمال وشرق سوريا، ولكن هذه المرة بغزو المحتل التركي للأراضي السورية بحجج وهمية وأقوال كاذبة لا تمت للإنسانية بصلة، على العكس تماماً أستقدم معه المرتزقة المتمثلة بجبهة النصرة وداعش، والجيش الوطني السوري الذي يترأسه قادات داعشية بحتة، هَجروا مواطنو سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض قسراً، ونهجوا طريق التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي بحق شعب المنطقة، ورحلة النازحين قسراً بدأت في بدايات الشتاء متوجهين إلى مناطق أكثر أماناً، مبتعدين عن نيران المدفعية المُحملة بالكراهية والحقد والطمع والعبودية، قصدوا مدينة قامشلو بعيداً عن رجس الإرهاب ومرتزقته.

“إحلال بيوتنا وقُرانا لأنفسهم”

وبهذا الخصوص كانت لصحيفتنا روناهي لقاءً مع المواطن المُهجر من سري كانيه “مسعود رمو”، والذي حدثنا عن رحلة نزوحه القسري للبحث عن مكان أكثر أماناً، بعيداً عن نيران الطائرات والمدافع ومهاجمة مرتزقة المحتل التركي لهم، واتباع سياسة النهب والسرقة، والسلب بكافة أنواعه، وقد بدأ حديثه قائلاً: “كنت أسكن في قرية خرابا بمدينة سري كانيه، من ذوي الدخل المحدود ورب بيتٍ لطفليين صغيرين، هُجرنا من بيوتنا منذ بدء الغزو التركي قسراً، لتقوم طائرات المحتل التركي بالاستطلاع على المنطقة، لتليها نيران القذائف، ولم يكن بمقدورنا سوى الخلاص بأرواح أولادنا والخروج من البيت والابتعاد قدر الإمكان، جاءت ذلك بعد عدة أيام من التهديدات التي مارسها المحتل التركي، بهدف تخويف الأهالي وإخلاء المنطقة وليقوم هو الآخر بنهج سياسة التغيير الديمغرافي، وإحلال سكان غيرنا في بيوتنا وقرانا”.

إكمال الرحلة نحو المجهول..

وفي السياق ذاته أكد رمو على أنهم خرجوا من قريتهم أثناء اشتداد القصف، متوجهين إلى قرية السفيرة الواقعة ما بين مدينة الدرباسية وسري كانيه، ليحطوا رحالهم هناك، وأخذ القليل من الراحة، ومن ثم التوجه إلى مدينة قامشلو حيث الأمان.

وأكد رمو في حديثه قائلاً: “من بعد رحلة دامت ثلاثة أيام، توجهنا إلى مدينة الحسكة والبقاء هناك لمدة تراوحت ما بين الشهر، ومن ثم توجهنا إلى مدينة قامشلو، وفي هذا البيت المتواضع الذي يسكن عائلة أخرى مهجرة من مدينة سري كانيه أيضاً أخذنا قسماً منه مأوىً لنا، كما أننا لا ننكر جهود الإدارة الذاتية الديمقراطية، بتقديم معظم المساعدات المادية والمعنوية من (لباس- مواد غذائية- والحاجيات الحياتية الأخرى)، وقد باشرت بالعمل لإعالة عائلتي والقيام بواجبي نحوهم على أكمل وجه، قبل أن يبدأ الشتاء ويخيم البرد على الأجواء ولنبدأ فصلاً جديداً بعيدين عن ديارنا بفعل المحتل ومرتزقته، وجُل نواقصنا وحاجتنا حالياً؛ هو بعض الأدوات المنزلية الضرورية”.

وفي ختام حديثه طالب المواطن المهجر قسراً من منزله بسري كانيه “مسعود رمو” العودة إلى بيوتهم ومدنهم تحت حماية دولية، مؤكداً أن ما يفعله المحتل التركي منافي للأخلاق والقيم الإنسانية، والهدف الوحيد جراء هذا العدوان الغاشم هو إخلاء المنطقة وإسكان آخرين محلهم، بأتباع سياسة التطهير العرقي الممنهج بحق شعب المنطقة.