نازحو إدلب: “شمال وشرق سوريا هو الملاذ الآمن لنا بعد مصابنا”

الرقة/ صالح العيسى ـ “الآن يستطيع أطفالنا النوم…هنا شعرنا بالأمان”؛ هذا لسان حالِ عدد من نازحي محافظة إدلب الذين قدموا إلى مناطق شمال وشرق سوريا، حيث وصفوا الوضع في إدلب بالمأساوي؛ نتيجة القصف العشوائي الذي تشنه الطائرات الروسية، وأضافوا: “أُغلقت جميع الأبواب أمامنا سوى باب مناطق الإدارة الذاتية”.

شهدت مدينة إدلب في الآونة الأخيرة أعنف الهجمات التي تشنها قوات النظام بإسناد جوي من روسيا لم يفرِّق بين المدنيين، ولا العسكريين؛ مما تسبب بموجات نزوح وصلت بحسب ما تتناوله وسائل الإعلام إلى قرابة المليون نازح منهم من قطن بمخيمات، ومنهم من توجه إلى مناطق شمال وشرق سوريا.

توجه أولئك النازحون بالشكر في بداية حديثهم لقوات سوريا الديمقراطية، ولواء الشمال الديمقراطي على مساعدتهم في دخول  العائلات الفارة من القتل إلى مناطق الإدارة الذاتية، وتأمين الطرق لهم.

ويقطن النازحون القادمون من إدلب في الوقت الحالي بمجمعاتٍ سكنية مهجورة ريثما يتم تجهيز مخيم بجانب مخيم أبو قبيع؛ كون الأخير لم يعد يتسع لجميع العائلات المتوافدة.

 طائرات روسيا ضربت الجميع باستثناء الفصائل!

عن التصعيد الذي يحدث في إدلب؛ قالوا: “الطائرات الروسية لا تقصف جبهة النصرة، والعسكريين إنَّما تقصف المدنيين فقط كل الضربات الجوية، والبرية التي وجهت إلى إدلب كانت على المدنيين فقط. مئات المدنيين فقدوا حياتهم نتيجة القصف”.

وأوضح النازح علي الإبراهيم خلال حديثه بأن المقرات العسكرية في قرى إدلب لم تتعرض للقصف في الآونة الأخيرة إنما كان القصف لطرد وتهجير الأهالي من منازلهم، وأضاف: “لقد تعرضنا للخيانة من قبل تركيا، وجبهة النصرة، ولم يساعدونا في شيء. تركيا أغلقت الأبواب أمامنا، ولم تسمح بعبور أي نازح صوب أراضيها كما قامت بوضع قناصات حرارية على الحدود تقتل كل من يقترب”.

 أميط اللثام عن الوجه الحقيقي للمعارضة

وتابع: “نحن أهالي إدلب لم نعد نثق بالنصرة، أو تركيا، أو أي فصيل يحارب في إدلب؛ لأنهم جميعهم قاموا بخيانتنا، وبيعنا لروسيا، وللنظام السوري”، وأضاف: “علمنا بأن مناطق شمال وشرق سوريا مفتوحة أمامنا فتوجهنا إليها بعد الإعلان عن فتح الطرقات من قبل قيادة قوات سوريا الديمقراطية”.

وأكد الإبراهيم على أن مدينة إدلب تشهد تصعيداً هو الأعنف منذ اندلاع الثورة السورية، وأضاف: “إدلب أصبحت منكوبة، بالأصل لم يعد هناك شيء اسمه إدلب”.

وعن الصعوبات التي واجهتهم في طريقهم إلى الرقة؛ قال النازح محمد حصرم: “الطرق التي سلكناها جميعها وعرة، وتطاردنا الطائرات الروسية المحملة برشاشات ثقيلة تقوم بضربنا بين الفينة، والأخرى”.

وأضاف: “لم نرى أي تسهيلات تذكر خلال رحلة نزوحنا صوب مناطق شمال وشرق سوريا إنما تعرضنا للطرد من أغلب المناطق التي نتوقف فيها”.

كما أوضح حصرم بأن لواء الشمال الديمقراطي، وقوات سوريا الديمقراطية استقبلتهم بشكل جيد، وقامت بتقديم الأغذية، والأدوية لهم، إضافةً لتأمين المواصلات صوب مدينة الرقة، وغيرها من المناطق التي يرغب النازحون بالذهاب إليها.

كيف يتم توزيع المساعدات على نازحي إدلب في الرقة؟

بالتنسيق بين لواء الشمال الديمقراطي، ومجلس الرقة المدني؛ تم تشكيل مجلس يهتم بشؤون النازحين حمل اسم مجلس نازحي محافظة إدلب؛ يعمل فيه عدد من النازحين أنفسهم؛ كل له اختصاص يعمل به كالصحية، والإغاثية، وغيرها.

وبحسب ما أفاد العضو في مجلس نازحي محافظة إدلب محمد العمر بأن المجلس يستقبل النازحين القادمين من معبر عون الدادات كما وصل تعداد العوائل الوافدة من إدلب إلى الرقة 180عائلة.

وأوضح محمد العمر بأنهم يقومون بالتنسيق مع المجلس المدني، والمنظمات لتقديم الدعم اللازم للنازحين، وأضاف: “لا توجد هناك استجابات من قبل المنظمات بالشكل المطلوب، هناك العديد من العائلات بحالة سيئة، وهم بحاجة ماسة للمساعدات”.

والجدير بالذكر أنَّ القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كان قد صرح عبر وسائل الإعلام بأن مناطق شمال وشرق سوريا مفتوحة أمام نازحي محافظة إدلب.