نادي الاتحاد بمنبج…. سيرة ومسيرة

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي / منبج ـ تعد مدينة منبج من المدن السورية التي تحتضن خيرة الأندية وخيرة اللاعبين، لكن ما غيبهم في العقود الماضية؛ حالة التهميش والنسيان، ومع تأسيس الاتحاد الرياضي من قبل الإدارة المدينة الديمقراطية في مدينة منبج وريفها حتى عاد الألق ومنصات التتويج للساحة المستديرة.

في عام 2006م راودت بعض الشباب الطموح في مدينة منبج وريفها؛ القيام بمغامرة رياضية كروية إلى حد يمكن اعتبار هؤلاء في ذلك الوقت أنهم مجرد هواة، ولكن إشباع شغفهم بنيل المستحيل جعلهم يتوقون إلى تنفيذ هذه المغامرة، وهي إنشاء نادي رياضي تحت اسم” الاتحاد” بعدما قضى شطراً من الوقت في ممارسته لكرة القدم ضمن القرى والأحياء في مدينة منبج وريفها. لمعرفة المزيد، عن نادي الاتحاد؛ أحد الأندية العريقة، التقت صحيفتنا” روناهي” بالإداري والإعلامي في نادي الاتحاد؛ حمد العمر.

 ولادة نادي الاتحاد، وتحديات الوجود

وعن بدايات تأسيس نادي الاتحاد، قال العمر:” التف حول هذه الفكرة بضعة شبان من أبناء المدينة؛ أمثال” فاروق الحسن، وناصر النبزو، وصدام العاروبة، وخيرو المشهد، ورياض الكسوم، وحسن العمر، وعبود العمر، وابراهيم العلي، وأحمد الحجي، ومحمد السمعو، وابراهيم الحج كحلة. كانت البداية صعبة، والأهم؛ إيجاد إدارة ناجحة بقيادة كل من الإداريين؛ اسماعيل محمد ونعيس العمر والمدرب عبد العمر، أخذوا على عاتقهم قيادة النادي إلى سكة الانتصارات وتحقيق نتائج إيجابية وغير متوقعة على المستوى الإعداد البدني والفني؛ فكان الأهم بذلهم العديد من التضحيات ومنها؛ تجاوز قلة الدعم والإمكانات المحدودة وعدم تفرغ اللاعبين لمزاولة كرة القدم، وكان لهؤلاء بصمة واضحة في دعم النادي منذ اللحظات الأولى، وساندوه مادياً ومعنوياً الأمر الذي شكل حافزاً كبيراً في بلورة هذه الفكرة إلى واقع ملموس”.

خير الزاد في الإعداد

وقال العمر خاض اللاعبون بإشراف الإدارة الفنية تدريبات شاقة ومتواصلة بشكل أسبوعي، وتمكنوا خلال عام واحد من إعداد نادي الاتحاد الإعداد الجيد، فجمع النادي مزيجاً بين الشباب والخبرة، فاستطاعوا في فترة قصيرة من الوقت تكوين قاعدة صلبة من مراكز خط الدفاع والوسط والهجوم إلى جانب حارس المرمى، والمواءمة فيما بينها، وبهذه الصلابة والتماسك بين الخطوط، شق نادي الاتحاد غمار المنافسات بعد عام من التأسيس دون أن يتلقى النادي أي هزيمة تذكر في معجزة كروية حقيقية.

إثبات الذات في كثرة المشاركات

وحول مشاركات نادي الاتحاد فور تأسيسه، أضاف العمر:” شارك نادي الاتحاد فيما بعد بدوري مدينة منبج، في أول استحقاق كروي له، ليهيمن على منافسات دوري المجموعات في ملعب الجورة ويبهر جميع المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي بما حققه من نتائج ملفتة للغاية بين أندية كرة القدم، ذاع صيتها ولها أيضاً باع طويل في  لعبة كرة القدم. في المربع الذهبي، أقيمت جميع المباريات على أرضية الملعب البلدي المعشب، ليصعد نادي الاتحاد دون عناء وبسهولة من دوري المجموعات للقاء نادي الجهاد في النهائي غير أن الأخير قد انسحب نادي الجهاد ليحقق نادي الاتحاد لقبه الأول. في غضون السنوات الخمسة التالية اكتفى نادي الاتحاد بتحقيق ستة عشر لقباً في الملاعب السداسية، إذ كانت له صولات وجولات على حساب جميع الفرق المشاركة. عاد مرة أخرى، نادي الاتحاد في الملاعب الترابية في عام 2012م ويحقق بطولة الدوري على حساب نادي الشريف قبل أن تتوقف جميع البطولات الرياضية بسبب وقوع منبج ضحية الحراك الثوري”.

ثلاثية الموسم التاريخية

وتابع العمر: “بعد فترة كبيرة من الجفاء والقطيعة عاشتها ملاعب الكرة الخضراء؛ بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد عموماً ومدينة منبج وريفها خصوصاً بعد الدمار والتخريب الذي أصاب العديد من المنشآت الرياضية. عاد نادي الاتحاد للمنافسات الرياضية فارضاً نفسه بقوة شديدة على خصومه ومحققاً أرقاماً كبيرة مع تأسيس الاتحاد الرياضي التابع للجنة الشباب والرياضة في عهد الإدارة المدنية الديمقراطية”.

بدأ نادي الاتحاد الدوري في عام 2018 وعينه ليس على حصد النقاط إنما عينه من أول مباراة على لقب الدوري لكنه خسر في الدوري تنظيمياً وأقصي من البطولة. أما في أول دوري في منبج بعد الدوري التصنيفي، فقد دخل نادي الاتحاد وعينه على حصد العديد من الألقاب على أثر التعاقدات القوية مع نخبة من اللاعبين الشباب ومن ذوي الخبرة أمثال؛ فراس الأحمد، ومصطفى العساف، وابراهيم الجرف، ومصعب الحسين، لا سيما أن النادي رفع من رتمه تصاعدياً وبتحسن كبير من مباراة إلى أخرى، واستطاع في عام 2019م حمل لقب الدوري والكأس، وفي عام 2020م تمكن من إحراز كأس السوبر للموسم ذاته، ليحقق ثلاثية تاريخية على مستوى منبج ويتربع على عرش البطولات الثلاث. وحصد نادي الاتحاد عدداً من الأرقام، فقد حقق اللاعب فراس الأحمد لقب هداف الدوري بـ ٣٨ هدفاً، كما وسجل نادي الاتحاد رقماً قياسياً آخر، وهو بقاء سجله نظيفاً من الهزائم لمدة سنة وثمانية أشهر وعلى مستوى ثلاثية الموسم في لقب الدوري والكأس والسوبر، إضافة إلى تحقيقه إنجازاً كبيراً آخر بتحطيمه رقماً قياسياً بعدد الألقاب بـ ١٥ بطولة في الملاعب السداسية، ليكون بذلك من أكثر الفرق في منبج وصولاً للنهائي.

يد حصدت الألقاب، وأخرى بانتظار المزيد

واختتم الإداري في نادي الاتحاد؛ حمد العمر بالقول:” لا يمكن لأي نادي كرة قدم بالعالم تحقيق انتصارات دون أن يكون من خلفه سنداً كبيراً من الجماهير والمحبين، وهذا يعني أن إنجازات نادي الاتحاد كانت بفضل جمهور الاتحاد الذي وقف مع النادي في سرائه وضرائه فأضفى على جميع المباريات روح التنافس من خلال الهتافات التشجيعية التي شكلت عاملاً محفزاً للنادي في إظهار أفضل ما لديه من الإبداع والفن الكروي. وهو الجمهور الذي عرف بشغفه بالتحدي وبث الحماس بين  لاعبي النادي، فاستحق بجدارة أن يكون حاملاً للرقم 12 في الملعب بالفعل. كما نأمل خلال الفترة القادمة من بعد تحقيق الثلاثية أن يكون لنا تحضيرات قوية استعداداً للمشاركة في الاستحقاقات الرياضية، وحصد المزيد من الألقاب”.