سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نابادا (تل بيدر) ودولة المدينة ـ1ـ

من دراسة موسعة نشرت في مجلة شرمولا-

ظهرت في أعالي الرافدين خلال الألف الثالث قبل الميلاد ثقافتان مختلفتان مميزتان، وهما ثقافة نينوى وثقافة الفخار المعدني, والأخيرة هي أول ثقافة مدنية بشكل خاص في بلاد الرافدين العليا, وظهرت بالتزامن مع بروز بعض المدن المركزية التي كانت تدير مدناً متوسطة وصغيرة وشبكة من القرى والتجمعات السكنية، لعل أهم هذه المراكز هي تل بيدر وتل خويرة اللتان كانتا تتخذان شكلاً أكليلياً أو تاجياً.
الموقع والأهمية
 تل بيدر أو ما يعرف تاريخياً باسم نابادا يبعد عن مدينة الحسكة حوالي 35 كم شمالاً، تحديداً في القسم الغربي من مثلث الخابور في أعالي بلاد الرافدين على طول وادي العويج الذي ينبع من سهول قريبة من مدينة ماردين، وهي من الأودية التي عرفت بانتظامها خلال فترات البرونز, ويعتبر من أكبر المراكز المدنية في الجزء الغربي من مثلث الخابور.
يكمن أهميته في موقعه الاستراتيجي وتمركزه على طريق الشرق التجاري القديم، ودوره الرئيس كمحطة استقبال للقوافل والبعثات المسافرة بين الأناضول وسومر من جهة وبين مصر وشمال بلاد الرافدين من جهة أخرى.
يتكون الموقع من تل دائري الشكل أشبه ما يكون بحصن تروي Troy, يغطي مساحة تقدر بـ 25 هكتاراً ويرتفع عن السهل المحيط به 28م, إلى جانب المدينة العليا هناك المدينة المنخفضة التي تمتد على مساحة تقدر بـ 50 هكتاراً.
التنقيبات
بدأ التنقيب في التل منذ عام 1991 من قبل بعثة التنقيبات الأوربية المشتركة بإدارة الباحث البلجيكي مارك لوبو وضمت أعضاء من جامعتي بروكسل ولوفان البلجيكيتين وجامعة ليل الفرنسية قبل أن تعمل ضمن إطار المركز الأوروبي لدراسات ميزوبوتاميا ECUMS وتضم أعضاء من عدة جامعات أوروبية (بلجيكية- فرنسية- ألمانية- إسبانية- إيطالية- هولندية) ثم تحولت إلى بعثات سورية – أوروبية مشتركة في عام 1994.
توصلت البعثة إلى نتائج مهمة كشفت عن اسم المدينة القديم وعراقتها ودورها التاريخي في مناطق حوض الخابور وشمال بلاد الرافدين.
مراحل الاستيطان
اولاً- فترة أواخر العصر الحجري النحاسي Late chalcolithic Age
مرّ تل بيدر بمراحل مختلفة امتدت منذ الألف الخامس قبل الميلاد وحتى أواخر الفترة الهلنستية، حيث تعود أولى آثار الاستيطان في المدينة إلى منتصف الألف الخامس قبل الميلاد (4500 ق.م) كما أشارت بعض المكتشفات واللقى الأثرية بحسب الأسبار التي أجراها أنطوان سليمان من الجانب السوري على بعد 1 كم جنوب التل.
ثانياً- فترة البرونز القديم Old Bronze Age
تطورت المدينة خلال المراحل السابقة حتى وصلت إلى مراحل متقدمة ابتداءً من بدايات الألف الثالث (2900) قبل الميلاد وهي الفترة التي كانت السلطة السياسية والاقتصادية متمركزة في المدن السومرية مثل كيش وأوما وأور وأوروك في العراق وإيبلا وماري وناغار والخويرة في سوريا.
عرفت المدينة خلال هذه الفترة باسم نابادا Nabatium -Nabada كما تذكر النصوص, واعتبرت أولى دويلات المدن التي ظهرت في شمال سوريا وبلاد الرافدين لما كان يملك من قوة اقتصادية وسياسية لم تقل عن قوة المدن المذكورة أعلاه.
خلال منتصف الألف الثالث قبل الميلاد ازدهرت المدينة ووصلت مساحتها إلى حدود 25 هكتاراً, حيث ظهرت منشآت طينية ضخمة كالقصور والمعابد والأبنية الإدارية إلى جانب ظهور أقدم الكتابات المسمارية والرقم الطينية والأختام التي عكست جانباً من الحياة الاجتماعية والإدارية والدينية للمدينة مؤكداً على دورها الهام في عصر البرونز الباكر أو القديم.
أ‌- العمارة:
بدت الكتلة المعمارية الرسمية لنابادا مشابهة لتلك التي وجدت في ناغار, على شكل تجمع سكني دائري يحميها سور داخلي بقطر 300م تخترقها ثلاث بوابات بالإضافة إلى وجود سور خارجي  بقطر 600م وصلت سماكة جدرانه إلى 5م, وكان يخترق السور أربع بوابات.
هذه الأسوار المزدوجة المبنية من لبنات الآجر الطيني جعلت من نابادا مدينة دفاعية منظمة تحمي قاطنيها والمسافرين إليها وكذلك الفلاحين الذين يلتجؤون إليها من المدن والمناطق المجاورة عند وقوع الاضطرابات. بني قصر نابادا ضمن السور الداخلي وفي منتصف المدينة على مصطبة بلغ ارتفاعها 20م, وعلى ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى من بناء القصر يعود إلى الفترة الواقعة بين 2500 – 2475 ق.م وكان يتألف من 13 غرفة وباحة وقاعة رئيسية ومرافق عامة ومدخل رئيسي على هيئة حجرة صغيرة واقعة في الواجهة الجنوبية، ويطل على الشارع الرئيسي المستقيم المرصوف بالحجارة البازلتية على امتداد المحور الجنوبي الشمالي, وكان ثمة على نفس الامتداد من الجهة الشرقية نقطتان أو برجان للمراقبة.
المرحلة الثانية كانت في الفترة الواقعة بين 2475 – 2450 ق.م, حيث أضيفت إليها سلسلة من الغرف وصلت مجموعها لـ26 غرفة وذلك في القسم الشرقي والشمالي الغربي.  فيما اقتصرت المرحلة الثالثة الواقعة بين 2450-2415 ق.م على أمور الصيانة وبعض التعديلات التي أجريت على الجدران والأرضيات.
القصر كان له شكل شبه منحرف تقريباً بأبعاد يتراوح بين 32×21م بمساحة قدرت ما بين 50-60م2, مبنية من الطين، وأرضياته مكسوة بطبقة من الجص, حيث يعتقد أن عدد الغرف فيه تجاوز الـ 50 غرفة، وكذلك يعتقد أنه كان مكوناً من طابقين اثنين, تمركزت في الطابق السفلي منه سلطات المدينة والزوار فيما خصّص القسم الباقي لتخزين البضائع القيمة, أما الطابق العلوي فقد كان مخصصاً للإدارة حيت ضمت قاعة العرش وبعض الأجنحة الرسمية.
وجدت في نابادا خمسة معابد، منها معبد سمي بالمعبد A يجاور القصر من الجهة الجنوبية الغربية ويعود إلى نفس فترة بناء القصر حيث يعد أحد أكبر معابد المدينة, المعبد مؤلف من 12 غرفة وساحة مفتوحة وممر ودرج يقود للسطح وهو ما يدل على أن المعبد كان يشمل على طابق ثان, بالإضافة إلى وجود غرف للتخزين 19,70 × 9م تابعة للمعابد وواقعة في الجهة الجنوبية حيث يفصل بينه وبين المعبد A شارع، وكانت هذه المخازن تستخدم لحفظ البضائع.
أما المعابد الثلاثة الأخرى والمسماة B-C-D المبنية بمحاذاة بعضها البعض فتتألف من العديد من الغرف من ضمنها غرف لممارسة الشعائر والطقوس الدينية، بالإضافة لحمامات ومراحيض ذات مقعد أشبه ما يكون اليوم بالمراحيض الإفرنجية, وأروقة مرصوفة من اللبن والقرميد المشوي يقود إلى سلالم يصعد من خلالها إلى الأعلى.
كما أنه كان يوجد معبد رئيسي آخر يدعى المعبد E  يقع إلى الجنوب من المدخل الرئيسي، وكان يجاوره ساحة مفتوحة مجهزة بمنصة كبيرة يليها باتجاه الجنوب غرفة كبيرة كانت هي الأخرى مجهزة بمنصة وكانت مخصصة للاحتفالات الرسمية، هذا المعبد لم يعد موجوداً الآن بسبب عوامل التعرية. جميع هذه المعابد كانت مزودة بنظام تصريف صحي مزدوج، أحدها عمودي والآخر ذو انحدار خفيف.
إلى الجنوب من المعبد C ومعبد D يوجد بناء مستطيل الشكل بأبعاد 32,25 × 6,25م مؤلف من 14 حجرة مقسمة إلى خمسة قطاعات كانت تشكل مجموعة من المخازن وورش العمل, بالإضافة إلى وجود مخزن للغلال واقع في القسم الشرقي من التل, وهو عبارة عن بناء مستطيل بأبعاد 26×7,50 م مكون من أربع حجرات مربعة متساوية الأبعاد حيث كان يستوعب ما بين 250-300م3 من واردات المحاصيل الزراعية. أما في الجهة الشمالية الغربية فكان يوجد إسطبل مؤلف من حجرات كبيرة مستطيلة الشكل متوزعة حول ساحة مفتوحة يخترقها شارعان صغيران مرصوفان, كذلك وجود مخبز أو فرن  بجوار المعبد A كان مؤلفاً من ثلاث غرف، واحدة منها مخصصة لطحن الحبوب.
ظهرت أيضاً في هذه الفترة أبنية سكنية كانت تتخذ بشكل عام الشكل شبه المنحرف بسبب النظام الذي فرضه تخطيط الشوارع والذي كان أقرب للنصف دائري, معظم هذه الأبنية السكنية كانت تتألف من مدخل وغرفة المعيشة وغرفة للاستقبال وأخرى للنوم ومطبخ مع ملحق لخزن المؤونة وحمامات.
ب‌- جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية:
تشير المكتشفات إلى استقلالية المدينة خلال منتصف الألف الثالث (2500) قبل الميلاد وهي الفترة التي بني فيها القصر والمعبد حيث كانت تتمتع بقوة سياسية واقتصادية.
قدّر عدد سكانها آنذاك ما بين 1300-2900 نسمة وذلك بالاعتماد على كميات الطعام (المواد الغذائية) التي كانت تستورد من المناطق الريفية وأيضاً المحصول المخزّن في المدينة ومساحة الاستيطان في تلك الفترة، حيث يعتقد العلماء أن ربع مساحة تل بيدر كان مسكوناً بشكل مكثف لا سيما في المدينة العليا.
خلال الفترة الواقعة بين 2450-2400 ق.م أصبحت نابادا تابعة أو مرتبطة بـ ناغار Nagar (تل براك), حيث يعتقد الباحث فاروق إسماعيل أن ناغار كانت تمثل العاصمة السياسية في حين أن تل بيدر كان بمثابة العاصمة الاقتصادية المرتبطة بها.
اتضح من خلال النصوص المكتشفة أن نابادا كانت بمثابة المركز الإقليمي التابع لناغار وكانت تقتصر وظيفتها على النشاطات الأكثر بساطة مثل الزراعة وتربية المواشي وتوزيع الحبوب على عكس ناغار التي كانت أكثر أهمية بدليل أنها كانت تتصدر قائمة أسماء المدن المختلفة الـ 17 الهامة الواردة في نصوص إيبلا, وكيف أنها كانت تتلقى الهدايا الدبلوماسية منها.
 إذن قد كانت نابادا واحدة من المدن الأربعة التابعة لمملكة ناغار، وكانت تدير القطاع الزراعي بشكل مباشر وتنظمه إلى جانب تنظيمها للقوة العاملة لأكثر من 12 أو 13 مستوطنة على الأقل, حيث كانت هذه المستوطنات تابعة لها ضمن نطاق ولاية ناغار والتي ربما كانت تصل عدد المستوطنات المرتبطة بها إلى حدود 22 كحد أقصى, بالرغم من الإشارة إلى 9 منهم فقط بشكل واضح خلال النصوص.
يذكر أن هذه المستوطنات كانت تتوزع في المنطقة المحيطة بنابادا والتي قدرت مساحتها ما بين 299- 506 كم2 وعدد سكانها ما بين 6 آلاف و13 ألف نسمة.
المؤسسة المركزية في تل بيدر كانت تملك ما بين سبعة آلاف إلى ثمانية آلاف رأس من الماشية، كانت ترعى في الحقول المحيطة بالمدينة في حين كان يتم نقلها إلى مكان آخر بعد مواسم الحصاد، وكانت تشكل عماد الحياة الاقتصادية في المدينة.
أما فيما يتعلق بالأراضي الزراعية في تل بيدر فكانت تتوزع في قرى كبيرة وصغيرة وعلى حقول واسعة، يزرع فيها القمح ومصادر النشاء والشعير الذي كان يتصدر تلك المزروعات، أما بالنسبة لحراثة الأراضي الزراعية فكانت تتم  باستخدام الثيران، الأمر الذي ساهم في تأهيل مساحات أوسع لتكون قابلة للزراعة, وكان يتم الإشراف على هذه العملية من قبل جهاز مركزي يأخذ على عاتقه أيضاً استخدام كافة الوسائل المتاحة لاستثمار أعظمي للمصادر الطبيعية.
كان القسم الأكبر من أعضاء المجتمع يتشاركون العمل الزراعي في الحقول خلال فترة الحصاد، في حين كان هؤلاء أنفسهم يمارسون مهناً أخرى خلال باقي فصول السنة، وكان نظام العمل في نابادا كومينالي شعبي، وهو نظام مشابه لذلك الذي كان موجوداً في مدينة جيرسو السومرية, وكان هذا النظام ينطبق حتى على العاملين ضمن الورشات والمخازن الموجودة داخل المدينة نفسها، والدليل على تطبيق هذا النظام هو العثور على جملة من الأدوات التي كانت تستخدم في الحصاد ضمن غرف مخصصة داخل مستودعات التخزين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle