مُهجرون بمخيّم كري سبي… المُنظمات الإنسانيّة لم تفِ بوعودها والبرد ينخر أجسادنا

تقرير/ حسام إسماعيل-

روناهي/ عين عيسى ـ اشتكى مهجرون في مخيم مهجري كري سبي من تفاقم وضعهم مع نقص المواد الضرورية لتدفئة خيامهم، ورداءة بعض الخيم المستلمة، وطالبوا المنظمات الإغاثية والإنسانية العاملة في المخيم بتنفيذ وعودها

 ويصل عدد الخيم المتواجدة بمخيم (مهجري كري سبي) إلى 750 خيمة أُنشئت على مرحلتين لإيواء أعداد المهجرين المتوافدين من مناطق مقاطعة كري سبي/ تل أبيض، بعد العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول من العام المنصرم.

وتم توفير الخيم من قبل الإدارة الذاتية ومجلس مقاطعة كري سبي/ تل أبيض، وتجهيزها من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثية والجهات المعنية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مع تأسيس المخيم في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام المنصرم، ولكن تفتقد معظم هذه الخيم لتجهيزات ضرورية كالبطانيات والإسفنجات والمدافئ التي لطالما وعدت بها المنظمات، وناشدت الإدارة والمهجرون بتوفيرها من قبلهم.

ويعاني المهجرون عموماً من انعدام مواد التدفئة وقلتها (بطانيات ـ مدافئ ـ مازوت… إلخ)، فيما تزداد معاناه مهجرين آخرين اضطروا إلى استلام خيم غير مخصصة (بشكلٍ مؤقت) مع استكمال خيم المرحلة الثانية من المخيم، بسبب عدم توافر الخيم  نصف (الأسطوانية) المعتمدة داخل المخيم، ويبلغ عددها 125 خيمة، حيث تم تسليط الضوء عليها خلال التقارير السابقة التي أعدتها صحيفتنا (وطالب أصحابها باستبدالها استعداداً فصل الشتاء).

المُنظمات لا تَفعل شيئاً

يقول المهجر محمود الدوان المهجر من ناحية سلوك المحتلة: “الخيم المستلمة لا تقي برودة الشتاء ولا حرارة الصيف، فهي غير معدة أصلاً كخيمة للمكوث فيها لفترة طويلة، بالإضافة الى تعرضها لخطر الانقلاع من مكانها في حال اشتداد الرياح والعوامل الجوية عليها”.

وأردف: “نريد أن تفي المنظمات الإنسانية بوعودها، وتوفير أغطية ومدافئ داخل الخيم، واستبدال هذه الخيم بخيم أخرى أفضل، لا نعرف كيف نقضي ليلتنا بعد اشتداد البرد، ولا نستطيع إشعال مواد بديلة داخل الخيمة خوفاً من الاختناق أو خطر الحريق داخل الخيمة”.

بدورها أشارت المهجرة “شعلة الحمد” بأن الوضع أصبح لا يُطاق داخل المخيم، بسبب عدم توزيع مواد للتدفئة، وقالت: “الآن نضطر إلى تدبر أمرنا بشراء مادة المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، لنشعل المدفئة التي اشتريناها بأسعار مرتفعة أيضاً”.

وأوضحت بأنَّ المنظمات العاملة في المخيم لا تفعل شيئاً يُذكر، ولم توفر المُساعدات التي وعدت بها، لذلك يجب عليهم الوفاء بوعودهم، وتوزيع مواد التدفئة على الخيم، واستبدال خيمهم في الحال.

الإمكانات محدودة

فيما عزت الرئيسة المشتركة لإدارة مخيم مهجري كري سبي “نارين عبد الرحمن” السبب في عدم توزيع مواد التدفئة وتوفير المدافئ على المهجرين إلى عدم التزام المنظمات الإنسانية والإغاثية بوعودها، وبينت: “من خلال الاجتماعات التي عقدت بين إدارة المخيم والمنظمات الإنسانية أكدنا على ضرورة توفير مواد التدفئة قبل حلول فصل الشتاء، وكانت المنظمات قد وعدت بذلك، ولكننا لم نر شيئاً على أرض الواقع”.

وأردفت نارين بأن إدارة المخيم تعمل على توفير ما تستطيع من بطانيات وإسفنجات وأفرشة أرضية على قاطني المخيم، ولكن الإمكانيات المحدودة للإدارة تتطلب عوناً من قبل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، لتوفيرها للأعداد المتزايدة للمهجرين، بالإضافة الى إيجاد حل لأصحاب الخيم “غير المعتمدة” في حال توافرها.

وطالبت الرئيسة المشتركة لإدارة مخيم مهجري كري سبي نارين عبد الرحمن في نهاية حديثها بأن تفي المنظمات الإنسانية الإغاثية بوعودها؛ مع اشتداد البرد والحاجة المتزايدة للمهجرين إلى المواد التي تقيهم البرد، والعمل سوياً على تجاوز هذه الفترة.