سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مُجدداً انقطاع المياه لأيام في قامشلو… والجهات المعنيّة توعِد بحل المشكلة

قامشلو/ علي خضير ـ

مع عودة فصل الصيف أعرب مواطنون من أحياء مدينة قامشلو استياءهم من انقطاع المياه لأيام، والتي هي مشكلة قديمة ليست بجديدة، في حين ذكرت الرئيسة المشتركة لمديرية مياه قامشلو أسباب انقطاع المياه، واعدةً الأهالي بحل المشكلة برمتها في الأيام القليلة القادمة.
شهدت الفترة التي سبقت عيد الأضحى انقطاع للمياه في كافة أحياء مدينة قامشلو، واستمرت لفترة عشرة أيام، في ظل استقبال الأهالي للعيد وحاجتهم الكبيرة للمياه، كما عانى الأهالي من صعوبة في شراء الماء من الخزانات الجوّالة، وسبب الانقطاع هو حدوث عطل في ثلاث محطات رئيسية.
شكاوى الأهالي
وبهذا الخصوص؛ بيّن المواطن “عدنان بدر” من أهال حي قدور بك عن وضع المياه في حيهم: “كأحد المنازل في حي قدور بك، عانينا كثيراً من مشكلة المياه وواجهنا عوائق، المياه في هذا الحي وفي الأحياء المجاورة (عنترية وجودي) منخفضة جداً، وهذه المشكلة مستمرة منذ أيام سيطرة حكومة دمشق”.
وتابع: “نحن نعلم أنه بعد هجمات الدولة التركية على المنطقة وقصف محطات الكهرباء، بدأت أزمة المياه في المدينة وخاصةً في حي قدور بك، ونظراً لانقطاع الكهرباء واستهداف المحطات، تم تركيب مولدات كهربائية في آبار المياه، إلا أن الوقت المخصص لتشغيل المولدات قليل جداً، خاصةً أنه في فصل الصيف هناك استهلاك كبير للماء”.
وفي ختام حديثه؛ أوضح المواطن “عدنان بدر” إنَّ الماء في الفترة الحالية متوفر في حيهم ولكن ليس كسابق هذه الأزمة، “لذلك نتمنى من الجهات المسؤولة معالجة المشكلة وتلبية نداءات الأهالي”.
حتى شراء الماء أصبح مُعقَّداً
ومن حي الهلالية تحدثت لصحيفتنا المواطنة “نجبير غانم” وبيّنت أنه تتكرر مشكلة انقطاع المياه بشكلٍ مستمر في كل عام في فصل الصيف: “ولكن هذا العام كانت الأزمة أكثر، حيث غابت المياه لفترة أسبوع، وبالأخص أنها كانت في فترة عيد الأضحى في ظل حاجة الأهالي الكبيرة للمياه للتحضير للعيد”.
ونوهت نجبير أنه كبديل قاموا حينها بشراء المياه من الخزانات المتنقلة، وأكدت أنه في بعض الأحيان لا يستجيب لهم أصحاب تلك الخزانات عند الاتصال بهم، بسبب الأزمة التي يتعرضون لها هؤلاء الباعة.
وأردفت في تكملة حديثها إلى: “كنا نعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء، ولكن هناك بديل وهو مولدات الأمبيرات، ولكن مشكلة الماء ليس لها بديل، كون هاتين المادتين إضافةً إلى مادة الخبز، تعتبر من أساسيات مقومات الحياة والتي لا غنى عنها أبداً، بالنسبة لحي الهلالية انقطعت المياه عنه لفترة أسبوع وتوفرت الآن، ولكن بعض الأحياء فُقِدَ الماء فيها لفترة شهرين وإلى الوقت الحاضر، وهي معاناة كبيرة بالنسبة للأهالي مع الأسف”.
وفي الختام تمنت من الجهات المسؤولة حل هذه الأزمة والمشكلة وإيجاد حلول مناسبة، وتوفير أقل ما يمكن من مقومات الحياة الأساسية، وتخفيف عبء الحياة الصعبة على المواطنين.
ومن جهة أخرى؛ اشتكى أهالي حي السياحي من الانقطاع المتكرر للمياه عن الحي، حيث تغيب المياه لفترات كثيرة ومتقطعة على مدار العام، والسبب يعود إلى خضوع محطة الماء التي تزود الحي بالماء لسيطرة حكومة دمشق وهي محطة (جقجق)، وفي حال حدوث الأعطال لا تتمكن فرق الإصلاح التابعة للإدارة الذاتية من الوصول إليها لإصلاحها.
توضيح سبب انقطاع المياه
ومن جانبها؛ تحدثت الرئيسة المشتركة لدائرة مياه قامشلو “أمل شمدين” عن وضع الماء في مدينة قامشلو وأسباب استمرار مشكلة انقطاعه، حيث بينت السبب الرئيسي لأزمة المياه بأنه يعود لانقطاع الكهرباء، وبعد استهداف دولة الاحتلال التركي لمحطات الكهرباء قبل عدة أشهر وخاصةً محطة (سويدية)، زادت أزمة المياه في المدينة.
وأكدت أنه ولذلك، قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بإدخال خط كهربائي من “سد تشرين” إلى المنطقة، لكن نتيجةً لظروف الطقس السيئة قبل أسبوع، وتعرّض الخط للتلف بسبب العواصف، خرج عن الخدمة، وهو ما خلق عوائق أمام حل مشكلة انقطاع المياه وجعل الأزمة أكثر تعقيداً.
في المقابل بالنسبة لمشروع خزان مياه الهلالية الذي تمَّ إنجازه كاحتياطي للاستخدام في حال حدوث أزمة المياه، ولكن لوحظ وجود عطل فيه وهو تسرب المياه منه، ولا يمكن تعبئته خوفاً من حصول كارثة، لذلك أكدت أمل أنهم سيقومون ببناء خزان بديل في المستقبل، أو حفر عدداً من الآبار في حي الهلالية، وقامت دائرة مياه قامشلو بإعداد تقريراً عن هذا الموضوع كلجنة طوارئ لحل أزمة المياه.
محطة لا تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية تفتقد المياه بشكلٍ متكرر
وكشفت أمل عن أنه توجد في مدينة قامشلو ثلاث محطات مياه، (هلالية وعويجة وجقجق)، بالإضافة إلى خط (سفان)، وجميع المحطات تحت سيطرة الإدارة الذاتية الديمقراطية باستثناء محطة جقجق التي تخضع لسيطرة حكومة دمشق، تقوم هذه المحطة بتغذية بعض الأحياء بالماء، مثل (حلكو والسياحي وحي الموظفين)، وأحياناً كثيرة تبقى هذه الأحياء بدون مياه نتيجة لعدم وجودها في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ولا يتم إصلاحها أثناء حدوث أعطال.
وفي الوقت نفسه، فإن خطوط المياه في المدينة بشكلٍ عام قديمة وتعاني من مشاكل كبيرة وليس من السهل حلها، مثل تلفها ووجود ثقوب فيها وتسريب كبير، لذلك، في هذا الوقت أصبحت الأحياء التي كانت تعاني من مشاكل قديمة في خطوط المياه، تفتقد المياه بشكلٍ أكبر نتيجة التلف، ولا تصل المياه إلى المنازل.
الخطط المُستقبلية لتفادي المشكلة
وتحدثت أمل عن الخطط المستقبلية لإنهاء أزمة مياه قامشلو: “بعد أن أصبحت أزمة المياه في مدينة قامشلو أكثر تعقيداً، عقدنا اجتماعاً شاركت فيه الإدارة الذاتية الديمقراطية ومجلس مقاطعة الجزيرة، وتمت متابعة المشكلة، وكان النقاش حول حل الأزمة هو الموضوع الرئيسي في ذلك اللقاء، وقد أُدرِجَت مشاريع استراتيجية في خطة عملنا لإنهاء أزمة المياه، وكان أحدها زيادة عدد المولدات الكهربائية لتزويد الآبار بالكهرباء”.
وطالبت أمل بضرورة الاهتمام بموضوع حل أزمة المياه: “القوة الاقتصادية والمالية ضرورية لنا لأنها تُكلف مئات الآلاف من الدولارات، ولا يستطيع مساعدتنا إلا مجلس بلديات إقليم شمال وشرق سوريا”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لدائرة مياه قامشلو “أمل شمدين” حديثها: “نعِد الأهالي أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم حل 90 بالمائة من مشكلة المياه في المدينة”.