سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ميلاد المسيح رمز قدوم النور للعالم..

دلال جان

يحتفل مسيحو العالم أجمع بعيد ميلاد المسيح، ولادة الطفل الذي رمز لقدوم النور إلى العالم، ويسمى أيضاً باسم الكريسماس وهو يوم عطلة للاحتفال بولادة يسوع المسيح الذي يصادف الخامس والعشرون من شهر كانون الأول من كل عام، حيث يحتفل أبناء الديانة المسيحية بهذا اليوم الجليل ويعتبرونه محور الديانة المسيحية، ويحتفل به كل الرعيات المسيحية والعائلات والأسر، ويرمزون له بشجرة الميلاد أي شجرة الحياة مزينة بالشموع ونجمة تسمى نجمة الشرق دلالة على ولادة السيد المسيح في الشرق وهبة مباركة من الله إلى البشرية، ويعبر الشعب المسيحي احتفالهم بعيد ميلاد المسيح بتوزيع الهدايا على الأطفال بشخصية بابا نويل الأسطورية وشجرة الميلاد المزينة بألوان الطبيعة وفيها تقرع أجراس الكنائس مشيرة إلى اليوم العظيم لولادة رسول المحبة والسلام للعالم بأجواء مليئة بالعبادات والصلوات والطقوس الدينية للديانة المسيحية، إلا أن طقوس الاحتفال بيوم ميلاد المسيح تختلف من مجتمع إلى آخر، حيث تتميز المجتمعات ذات الطابع الأرثوذكسي بإلقاء الصليب في البحر ويقوم أحد الشبان بالغوص تحت الأعماق في مياه المتجمدة لاسترجاعها مثل؛ بلغاريا واليونان وروسيا، ولهذه المناسبة طقوس خاصة عند بعض المجتمعات كالمجتمع الإسباني وأمريكا اللاتينية والمكسيك والأرجنتين حيث يحتفلون من خلال مواكب مزينة بالأضواء والألوان واحتفالات شعبية ضخمة في الشوارع على أصوات موسيقا الميلاد وتقديم الهدايا من قبل المجوس الثلاثة، وفي المجتمع الإيطالي تقوم الأسطورة المماثلة لبابا نويل والتي تسمى لا بيفانا بتوزيع الهدايا للأطفال، لا بيفانا هي أسطورة شعبية إيطالية بدأت جذورها قبل انتشار المسيحية في إيطاليا، وهي مماثلة لأسطورة سانتا كلوز أو بابا نويل، وتظهر سيدة عجوز دائمة الابتسامة، اسمها لا بيفانا ترتدي شالاً أسود اللون، تتنقل طائرة في الهواء وهي تركب عصا مكنسة ، وتحمل كيساً مليئاً بالحلوى والهدايا للأطفال المطيعين، وقطع الفحم للأطفال الأشقياء، يغطي السخام وجهها لأنها تدخل منازل الأطفال عبر مدخنة المدفأة لتمنحهم ما يستحقون.
ومن المعروف أنه ولد  يسوع في سنة 4-5 ق.م. من الروح القدس للإله الحيّ ومن أمّه العذراء مريم في عائلة يهودية فقيرة متواضعة، حيث بشرت الملائكة بولادته والمسمى بالمخلص، أي تخليص البشرية من الظلم والعبودية ونشر المحبة والسلام للعالم “أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (متى 1: 18, 22-23)؛ “فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ” (لوقا 2: 7، 1: 26-38).
وُلِد يسوع في كهف في قرية صغيرة بجنوب فلسطين تدعى بيت لحم، ونشأ في عائلة يهودية تقية، وعاش الحياة الدينية اليهودية التقية في مدينة صغيرة في شمال فلسطين تدعى مدينة الناصرة، وكان يعمل في النجارة قبل الرسالة التبشيرية في سن الثلاثين من عمره، عاش بين الفقراء والمساكين وشاركهم آلامهم ومشاعرهم، كان له اثنا عشر تلميذاً يدعون حواري المسيح، يتعلمون تعاليم اليسوع وينشرونها، وبالرغم من أن رسالة يسوع التبشيرية والتعليمية لم تدم سوى ثلاث سنوات والنصف إلا أنها كانت ذا تأثير عظيم وقوي على العالم أجمع، وانتشر تعاليمه بعد ثلاثة قرون من صعوده إلى السماء العليا.