يتبع المجتمع الإيزيدي أساليب حياة آبائهم، وأجدادهم، فيعيشون بها، ويحافظون عليها من الاندثار والضياع، ويقول “خوديدا خلف” هو أحد أهالي قرية “واري خضر” والذي حافظ على ثقافته تلك: “قررنا ألا نترك وطننا”.
المجتمع الإيزيدي من المجتمعات القليلة، التي حافظت على ثقافتها، وعقيدتها القديمة، حتى الوقت الحالي، فهم معروفون بارتباطهم الوثيق بأرضهم وثقافتهم، وروحهم المحافظة هذه جعلتهم يعيشون ثقافتهم، وإيمانهم حتى اليوم، في حين نرى ضياع الكثير من الأدوات القديمة ضمن الحداثة الرأسمالية، لكن لا تزال مناطق شنكال، تحافظ على ثقافتها وعقيدتها بالرغم من المحاولات كلها للقضاء على الثقافة القديمة.
عائلة خوديدا خلف من العائلات المحافظة في قرية واري خضر، الواقعة في وادي قرس جنوب جبال شنكال، حيث تعدّ أكثر الأماكن ملائمة للزراعة، وتشتهر بأشجار التين، والرمان، والعنب والتبغ.
خوديدا خلف هو أحد المحافظين على ثقافته، على الرغم من الصعوبات، ويتدبر أمور حياته بثقافته هذه، ويوضح طبيعة عمله: “نعمل في زراعة التين منذ زمن بعيد، حيث كان يعمل بها آباؤنا، وأجدادنا سابقاً، هناك موسم للتين في شهر آب، حتى شهر تشرين الأول، نجمعه من الأشجار، عندما تنضج، ونعرضها للشمس؛ لتجف بعد فترة، فنفصل الكبيرة عن الصغيرة منها، الكبيرة اسمها “تين كاولازا” والصغيرة منها نصنع منها سروك، نطحنها ونضعها بقوالب خاصة نجففها”.
ويضيف “إنها من ألذ وأشهى أنواع التين الموجودة، لذلك يطلق عليها الإيزيديون هذا الاسم، والبعض يسميها “كاركهان”، والأصغر منها نقول لها “حبحب التين” نعطيها لأصدقائنا، أو نبيعها في السوق”.
خطوات صناعة كاولازا
ويشرح خلف صناعة كاولازا قائلاً: “نضع التين بمسلة كاولازا في خيوط لتجفيفها، حيث نضع المسلة أحياناً في الماء أثناء العملية؛ كيلا يلتصق بها التين، يجب أن يكون قياس التين من قياس الخيط الذي نجفف به، فنستخدم الخيط السميك للتين الكبير، ونغيره، هكذا وفقاً لحجم التين، وبعد تصفيفه على الخيوط، نبيعه في الأسواق”.
وأوضح خلف أنه تعلم هذه المهنة من والده: “كانت توجد أشجار التين، والرمان، والعنب في جبال شنكال سابقاً، فالكثير من أهالي القضاء، يملكون بساتين العنب، أنا أعمل منذ طفولتي مع آبائي، وأجدادي، وحتى الآن، نحن نحب العمل بالتين، ونسعد بعملنا جداً”.
يعيش خلف، وعائلته مثل الكثير من عائلات هذه القرية من عملهم بالتين، وهذا لا يلبي متطلبات معيشتهم كلها؛ بسبب قلة بساتينهم.
“راضون عن حالنا”
وتحدث خلف عن نواقص القرية، التي تعيق عملهم، مضيفاً: “القرية بحاجة لكثير من المتطلبات، كالكهرباء، والطرق، والماء، فلم تساعدنا حكومتا العراق والإقليم بشيء حتى الآن، أتى الكثير من المسؤولين، ورأوا، وعاينوا وضعنا عن كثب، قالوا سنساعدكم، لكن لم يقدموا لنا شيئاً حتى الآن، فقام أهالي القرية بتعبيد الطريق على نفقتهم”.
“لن نترك ديارنا”
وأكد خلف، أنهم لن يتركوا أرضهم مهما واجهوا من صعوبات، ومن مشقات: “نحن راضون عن حالنا رغم المشقات والصعاب كلها، نعيش على أرضنا، وهذا العمل شرفٌ كبير لنا، منذ الإبادة، وحتى الآن لم نترك هذه الأرض، ولن نتركها، هذا مكاننا، وملكنا مرتبطون به، وقد قررنا ألا نغادر وطننا”.
روج نيوز