الشدادي/ حسام دخيل ـ
عانت مناطق شمال وشرق سوريا بشكل عام من ندرة الهطولات المطريّة في هذا الموسم مما يُنذر بكارثة على جميع المستويات، حيث إن اعتماد الأهالي الأول في تأمين قوت عوائلهم يكون على الزراعة بشكل رئيسي.
الهطولات المطرية الضعيفة هذه السنة ساهمت في تراجع حركة الأسواق وارتفاع أسعار الأعلاف والذي أدى إلى انخفاض أسعار المواشي، فضلاً عن ارتفاع غير مسبوق في أسعار الحبوب “القمح والشعير”، كما أثر على حالة البيع والشراء في مختلف المجالات، كما وتزامن ذلك مع الانهيار في قيمة الليرة السوريّة، ما أثّر بشكل كبير على معيشة المواطنين.
المزارع عبد الرحمن الفاضل من بلدة الـ ٤٧ قال لصحيفتنا “روناهي”: “إن نسبة الضرر على المحصول البعلي في هذا الموسم تتجاوز الـ ٩٠% نتيجة قلة الهطولات المطرية، حيث إن الغالبية الساحقة من المزارعين خسروا محاصيلهم الزراعية البعلية”.
المواشي خَسِرت أكثر من النصف
ولفت الفاضل بالقول: “إن الجفاف أثر بشكل كبير على مجالات الحياة، وخصوصاً في أسعار المواشي التي خسرت أكثر من النصف من قيمتها السوقية، بسبب عزوف الأهالي عن شرائها نتيجة للارتفاع الكبير في أسعار العلف والأدوية، إضافةً إلى ارتفاع أسعار الحبوب ووصولها إلى مستويات قياسية يصعب على المواطنين شرائها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها المنطقة” .
كما رجح المزارع فوزي الإبراهيم: “إن الهطولات المطرية في الأيام القليلة الماضية ليس بإمكانها أن تنقذ ما تبقى من المحصول البعلي في المنطقة حيث كانت نسبة الضرر كبيرة جداً”.
ولفت الإبراهيم وهو مزارع في قرية الحريري الواقعة على سرير نهر الخابور إن الجفاف هذا العام لم يكن تأثيره فقط على الأراضي البعلية، إنما وصل إلى الأراضي المروية حيث وصلت نسبة الـ 30%”.
ارتفاع الأسعار أثّر على الواقع الزراعي أيضاً
وأشار الإبراهيم إلى إن المزارعون على طول سرير نهر الخابور تداركوا ما تبقى من موسمهم بعد الطلقة الأخيرة للسد، حيث قاموا بري أراضيهم الممتدة من ناحية العريشة جنوب الحسكة وصولاً إلى بلدة الصور شمال دير الزور، وتابع الإبراهيم حديثه منوهاً إلى أن تكاليف الزراعة في هذا العام ارتفعت بشكل كبير مقارنةً مع الأعوام الفائتة، حيث وصل سعر كيس السماد ٥٠ كيلو غرام إلى ما يزيد عن ٧٥٠٠٠ ليرة سوريّة فضلاً عن الارتفاع الكبير في أسعار قطع الغيار اللازمة للمحركات المُشغلة لمضخات الري وارتفاع أسعار الخراطيم وغيرها الكثير من التكاليف .
موسم زراعي غير مُبشِر هذا العام
فيما قالت الرئيسة المشتركة للجنة الزراعة في الشدادي براءة الهايس: “إن الموسم الزراعي هذا العام غير مُبشر وخصوصاً على الزراعة البعلية، وذلك بسبب ندرة الهطولات المطرية على خلاف الأعوام السابقة” .
فيما لم تحدد نسبة الضرر التي طالت الموسم على أمل أن يأتي غيث رباني يمكنه إنقاذ ما تبقى منها .
ونوهت براءة الهايس بالقول على: “إن فتح بوابة السد الجنوبي المغذي لنهر الخابور جاء ضمن خطة الري المعتمدة منذ بداية الموسم، حيث تم فتح البوابة منذ يوم الخامس والعشرين من شهر شباط الفائت ولمدة ثمانية أيام بقوة تدفق تصل إلى ٣٠م3/ثا”.
وأشارت الرئيسة المشتركة للجنة الزراعة في الشدادي براءة الهايس إلى إن كميات المياه المتدفقة تكفي لري المحاصيل الزراعية في ناحية العريشة والشدادي وناحية مركدة وبلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي، وأضافت إن المساحات المزروعة على سرير نهر الخابور في الشدادي وصلت لحدود الـ ٤٠ ألف دونم، كما ونوهت على أنه تبقى هناك طلقتان لنهر الخابور خلال الأشهر القادمة لإتمام عملية الري .
المزارعون المرخصون في لجنة الزراعة
ويذكر أن عدد المزارعين المرخصين لدى لجنة الزراعة في الشدادي بلغ عددهم /٢٣٦١/ مزارع، يزرعون مساحة /٤٠٣٨١/ دونم، حيث بلغت مساحة الأراضي المروية إلى /٣٦٢٢٥٧/ دونم، كما وصلت مساحة الأراضي البعلية لحدود الـ /٤١٥٥٩/ دونم بحسب لجنة الزراعة في ناحية الشدادي .
